الجادريان تنشر دستور "داعش"
كتبت - هدى الشيمي:
نشرت صحيفة الجارديان البريطانية وثيقة مسربة من تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، مكونة من 24 صحفة تجمع المبادئ الأساسية للتنظيم، وطريقة بنائها للحكومة، والوزارات المختلفة في سوريا والعراق.
تقول الصحيفة - في تقرير على موقعها الإلكتروني- إن داعش كتبت وثيقة المبادئ العام الماضي، وتشرح فيها كيف فصلت نفسها عن باقي المنظمات الجهادية، وكيف روجت لنفسها باعتبارها أغني وأكبر وأهم المنظمات وأكثرها تنظيما.
هذه الوثيقة بجانب الوثائق الأخرى التي استطاعت الجارديان الحصول عليها تستطيع بناء تصور شبه حقيقي عن التنظيم، وعن مبادئه وطريقة تعامله مع الصحة والتعليم والتجارة، والاتصال والوظائف، باختصار "تنظيم داعش.. كيف يُدير نفسه؟.
كُتب على أول صفحات الوثيقة "فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكمون فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما".. "مبادئ في إدارة الدولة الإسلامية".
وبدأت مقدمتها بالإشارة إلى هجرة الشباب من مختلف الدول العالم ورغبة التنظيم في بناء نفسه وإعداد دولة تقوم على الشرعية الإسلامية، فكتبت "مع انطلاقة انتفاضة الشام المباركة ضد النصيرية، دخل المجاهدون بأعداد كبيرة عيرة على دينهم، ومنهم نخوة عروبية وقبائلية، ومنهم حماسا واندفاعا دون أهداف شرعية، وكان لابد من تنظيم هذه الأعداد ومبادئها تنظيما شرعيا يقبل الواقع الحالي الذي حشد له العالم من جنوده ومخابراته.
- إعلان الخلافة:
تجد داعش أن إعلان الخلافة في العراق كان الفيصل بين الفرقة والتوحد للمسلمين، فكتبت في باباها الأول الذي حمل اسم "إعلان الخلافة الإسلامية"، أن عام 1427 كان بمثابة الفالج للغرب المشرك والذي بدأ يعد العدة والمشاريع لضرب أي مشروع للدولة الإسلامية، مشيرة إلى قدرة أمريكا وحلفائها على تقويض مشروع الخلافة لحد كبير في العراق بعد قيامهم بإنشاء الصحوات العراقية السنية وضرب الحاضنة السنية للدولة، واظهارها كدولة عملية وإرهابية وذات مشاريع سياسية منافقة.
- المهاجرين والوافدين الجدد:
وتشير داعش إلى أن أغلب الوافدين إليها كانوا في البداية من دول الخليج والمغرب العربي، والذين على حد قولها، حثهم دينهم ومنهم على اخوانهم العرب والسنة إلى الانضمام للتنظيم، دون أن يكون لهم خبرة سابقة في تنظيمات جهادية عالمية.
كما أوضحت أن دخول الثورة السورية لعامها الثاني، وتدخل المليشيات الشيعية بمختلف جنسياتها للقتال بجانب نظام بشار الأسد، كان أحد العوامل الرئيسية لهجرة الالاف لبلاد الشام للقتال بجانب المجاهدين، دون علمهم بمنهج أي فصيل أو تبعتيه أو اجندته الخاصة فيهم.
بعد تدفق المسلمين العرب والمغاربة على داعش، بدأ توافد المواطنين من دول العالم أجمع، فيقول التنظيم في الوثيقة "لم يبق دولة كافرة إلا وعانت من هجرة شبابها إلى نصرة دولة الإسلام"، ثم أمر أبو بكر البغدادي بإنشاء معسكر لتدريب المهاجرين الجدد غير ذوي الخبرة، بالقرب من حدود "العراق وسوريا"، وأن يكون هدفه الرئيسي زرع روح الأخوة بين المهاجرين والانصار عبر انتزاع الهوية السابقة لهم، ومساعدتهم على عدم الشعور بالهجرة.
- معسكرات التدريب:
تؤكد داعش أن معسكر الاعداد أو التدريب، هو أول منازل المجاهدين، وأول مدارسهم، حيث يتلقى هناك التدريبات العسكرية والجهادية، ويتعلم كل شيء عن الدين والحياة والجهاد، ويتم تقسيم المعسكرات إلى ثلاثة أقسام، وهم:
1- معسكرات الاستمرار:
وهي المعسكرات الخاصة بالمجاهدين السباقين في الجهاد، أصحاب الخبرة في الإدارة والتخطيط، ويعمل المعسكر على اعداد بدني للجهادي 15 يوم، وذلك في دورة تدريبية كل عام، ويتلقى المجاهد من خلال المعسكر فنون استخدام السلاح والخطط العسكرية والتقنيات العسكرية المستخدمة في المعارك.
2- معسكرات الاعداد الأولى:
ينضم إليه المجاهدين يوم انضمامهم للدولة الإسلامية سواء كان مهاجرا أو من الأنصار، ويقسم نشاطه على فقرات شرعية يدرس من خلالها المجاهد فقه الأحكام والعقيدة الإسلامية، والولاء والبر، بالإضافة لفنون القتال وفنون استخدام السلام.
3- معسكر اعداد الأطفال:
ويعمل المعسكر على تقديم دورات شرعية في فقه العقيدة والأحكام، مع فقرات توعية في المجتمع وتدريب على حمل السلاح الخفيف ومبادئ الاستخدام. ولا ينضم إليه سوى المميزين، ويتم استخدامهم في مهام ذات طابع أمني، ومنها الحواجز والدوريات المختلفة.
- توجيه قبل وبعد المعركة:
ترى داعش أن المجاهدين دائما بحاجة للتوجيه، والمتابعة بعد انهائه للتدريبات الخاصة، لذلك تخصص أشخاص يعملون على التوجيه المعنوي للمجاهد، باعتباره أساس نجاحه في كل أمر يقوم به، وينقسم التدريب لثلاثة أقسام
1- توجيه ما قبل المعركة: وهو قبل القائد العسكري للمهمة، أو القائد الشرعي المرافق له، ويكون التوجيه عن طريق ذكر أحاديث فضل الجهاد والشهادة والصبر على لقاء العدو والالتزام بأوامر وقرارات القائد الميداني وتعليماته.
2- توجيه ما بعد المعركة: في حالة النصر يذكر القائد مجموعة من الاحاديث والآيات الدينية التي تؤكد أن ما فعلوه كان هدفه الرئيسي خدمة دينهم وعقيدتهم، وفي حالة الهزيمة يدعو القائد للصبر والثبات والاحتساب.
3- التوجيه الدائم: وهو مساعدة المجاهد على الابقاء على النشاط والثبات، ومنحه لدروس في الولاء والفقه والعقيدة الاسلامية، والسمع والطاعة للأمير.
- تنظيم الولايات وإدارة المال:
تشير داعش إلى أنها تعتمد على مقومات الأمة الرئيسية وهي مالها، طبيعة أرضها، سكانها، ومياهها، مؤكدة على أن أول ما حاولت فعله هو الانفصال عن القيادات الغربية، والتحرر من كافة قيود الاستعباد.
كما لفتت لخطتها التي تضمن عزها واستقلالها، والتي تشمل الابقاء على الكفاءات التي تدير المشاريع الانتاجية، ووضع مختصين في المحاسبة والرقابة على كافة المديريات الإنتاجية، والابقاء على أرصدة احتياطية تضمن استمرار العمل، وضبط المصاريف عبر ادارة متكاملة، وانشاء معامل انتاج محالي عسكري وغذائي والاستقلال عن احتكار تجار الأسلحة للمادة الضرورية وبيعها لأي شخص يدفع أكثر.
ومنعت داعش الاستثمار في مجموعة من المشاريع، من بينها المواد النفطية، فغير مسموح لأي شخص ليس في رقبته بيعة للخليفة الاستثمار في حقل نفط أو غاز، أو التنقيب عن الاثار أو الذهب، أو اقامة معامل انتاج اسلحة ومواد خاصة به بدون الحصول على تصاريح.
- التعليم:
وترى داعش أن التعليم هو حجر الاساس الذي يبنى عليه المجتمع الإسلامي، وهو ما يجعل المسلمين مختلفين عن الكافرين، فأعدت مناهج تقوم على زرع القيم الإسلامية في المجتمع والاخلاق والعادات الاجتماعية والشرعية السليمة، وتصحيح الرؤية الخاطئة التي زرعتها المناهج السابقة، وتطوير المجتمع الاسلامي اخلاقيا وشرعيا وفكريا، انشاء جيل اسلامي علمي قادر على حمل الامة ومستقبلها دون حاجة لخبرات الغرب.
وذكروا في الوثيقة أن المدرسة دار عبادة سيرفق به مرافق تدريب جسمي وفكري وصناعي.
- الإعلام والعلاقات الخارجية:
كما تطرقت داعش للعلاقات الخارجية، باعتبارها مفاتيح معرفة السياسات الدولية المحيطة بدولة الاسلام، وتكون التحالفات ورقة قوة، وضغط تستخدمها القيادة الإسلامية في كل أمورها مع العالم الخارجي، ولكن دون السماح لأي جهة في التدخل في سياسات التنظيم.
أما عن وسائل الإعلام الخاصة بها، فتشير إلى أن هناك مؤسسة واحدة متفرعة ضمن جيوب متعددة وفق مخطط يكون على أسس معينة، وأن تنقسم المؤسسة الكبرى إلى ثلاث مؤسسات فرعية، هم المؤسسة الأم والتي تتبع لديوان الخلافة أو مجلس الشورى، وإعلام الولايات الخاص بكل ولاية تتبع للوالي، وتهتم بتغطية الأعمال العسكرية والانجازات، والوكالات والمؤسسات الرديفة والتي تهتم بتغطية العسكرية والخدمية في ولاية أو عدة ولايات دون أن يكون في اسم المؤسسة أو شعارها ما يمُت لصلتها مباشرة بالدولة الإسلامية.
فيديو قد يعجبك: