هجوم كاليفورنيا... وأسوأ كابوس للرئيس الأمريكي
كتب – سامي مجدي:
اعتبرت صحيفة الجارديان البريطانية أن احتمالية أن يكون إطلاق النار في سان برناردينو بولاية كاليفورنيا عملا إرهابيا بعد أن زعم تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) أن منفذا الهجوم من أنصار التنظيم، وإعلان مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) أنه يحقق في الهجوم على أنه عمل إرهابي، يأتي في "وقت بالغ السوء سياسيا بالنسبة للرئيس باراك أوباما".
وعنونت الصحيفة تحليلا نشرته الجمعة على موقها الإلكتروني: "الزعم بصلة مطلق النار في سان برناردينو بداعش: أسوأ كابوس سياسي لأوباما".
يركز تحقيق هائل متعلق بالإرهاب لأف بي آي على المرأة الباكستانية التي انضمت لزوجها المولود بالولايات المتحدة في قتل 14 شخصا في هجوم على غرار عمليات القوات الخاصة، وهي المرأة التي لا يزال يكتنفها الغموض.
وذكرت الصحيفة أن أوباما رد على خوف الأمريكيين المتزايد من الإرهاب قبل الحادثة بأسبوع، بطمأنينة صريحة وغير معتادة بالقول لمواطنيه "أن يمارسوا أنشطتهم المعتادة" خلال موسم العطلات الأمريكي.
وقال أوباما في كلمة أذيعت في اليوم السابق لعيد الشكر، إن الجيش والاستخبارات الأمريكية في حالة استعداد.
وأضاف "في الوقت الذي يشكل فيه التهديد بالإرهاب مشكلة واقعية في عصرنا، نحن مجهزين لمنع هجمات ونحن صامدون في وجه هؤلاء الذي سيحاولون إلحاق الأذى بنا".
وأشارت الصحيفة إلى أن قول أوباما بأنه لا توجد معلومات استخباراتية موثوقة تشير إلى وجود تخطيط لشن هجوم على الأراضي الأمريكية.
وقالت الجارديان إن الحادث هو رد مباشر لما قال أوباما إنها مخاوف "غير مفهومة" من الإرهاب في أعقاب هجمات باريس الذي قتل فيها 130 شخصا.
لكن الحادث يأتي في وقت يواجه في أوباما مستويات غير مسبوقة من النقد من جانب معارضيه السياسيين بسبب فشله في النظر بشكل جدي إلى تهديد داعش وهؤلاء الذين يستلهمون الفكر المتطرف العنيف، تقول الجارديان.
ولفتت الصحيفة إلى مطالبة الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، الذي زار واشنطن قبل ثلاثة أيام من الحادث، لنظيره الأمريكية بأن يصعد البيت الأبيض من تحركاته العسكرية ضد داعش في سوريا.
ورغم من مخاوف أوباما من أن وجود قوات برية أمريكية في بلد مسلم اخر سوف يساعد في تجنيد متطرفين ويزيد من المخاطر على المدى الطويل، فإن ذلك يبدو وكأنه يحدث الآن.
فإعلان وزير الدفاع الأمريكي آش كارتر بأن هناك قوة من القوات الخاصة سوف تعمل قريبا بشكل مستقل في سوريا، ترك أوباما عرضة للانتقاد بأنه يتجاهل غرائزه الأساسية بتجنب التوريط، والقيام بالقيل في وقت متأخر، بحسب تعبير الصحيفة.
واستغل الجمهوريون الرد الأول للرئيس أوباما بشأن حادث إطلاق النار في سان برناردينو واعتبروا عدم استعداده لأن يصف التهديد القادم من المتطرفين "بالإسلامي" خلق ما وصفته الصحيفة ب"المنطقة العمياء الخطرة".
وتركزت أنظار أوباما في أعقاب هجوم الأربعاء بشكل حصري على السيطرة امتلاك السلاح.
غير أنه مع اتضاح هوية المهاجمين، أقر أوباما باحتمالية وقوع أعمال إرهابية، لكنه تحدث بشكل رئيسي عن تمرير تشريع للسيطرة على امتلاك السلاح، حتى مع عدم قانونية امتلاك البنادق الهجومية في كاليفورنيا.
أعلن مكتب التحقيقات الفيدرالي يوم الجمعة أنه يحقق في إطلاق النار الجماعي في حفل مكتبي بكاليفورنيا الجنوبية كعمل من أعمال الإرهاب، ولكن مدير الوكالة قال إنه ليس هناك ما يدل على أن الزوج والزوجة اللذين قتلا 14 شخصا هما جزء من مؤامرة أكبر أو أعضاء في خلية إرهابية.
في حال أكد التحقيق أن المذبحة استلهمت أفكارها من التطرف الإسلامي، فإنه سيكون أعنف هجوم إرهابي من نوعه على الأراضي الأمريكية منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001.
وقال أحد مسؤولي الأمن الأمريكيين إنه بينما لم تستشهد السلطات بأدلة محددة للتركيز على الواقعة كعمل إرهابي، بايعت الزوجة تاشفين مالك تحت اسم مستعار على موقع فيسبوك تنظيم الدولة الاسلامية وزعيمه قبل إطلاق النار مباشرة.
لم يتناول مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي جيمس كومي ما إذا كان أي شخص ينتمي إلى تنظيم الدولة الإسلامية رد على مالك، لكنه قال إنه لا توجد إشارة حتى الآن على أن المؤامرة كان موجهة من قبل أي جماعة إرهابية خارجية أخرى.
وقال كومي: "توصل التحقيق حتى الآن لمؤشرات على تطرف القاتلين وعلى إلهام محتمل من قبل منظمات إرهابية أجنبية". ونبه إلى أن التحقيق لم يظهر حتى الآن أدلة على أن الزوجين جزء من مجموعة أكبر.
وأضاف إنه على الرغم من وجود إشارات متزايدة لتطرف الزوجين، إلا أن "هناك الكثير من الأدلة التي هي تماما لا معنى لها"، في هذه المراحل المبكرة.
فيديو قد يعجبك: