أزمة اللاجئين تُخلِّف "جيلًا بلا جنسية"
كتبت – أماني بهجت:
نشرت صحيفة الجادريان تقريرًا عن الأزمة اللاجئين وما خلفته ورائها من مصاعب، خاصة على مستوى منح الجنسية لأطفال اللاجئين.
ووفقًا للصحيفة فإن أزمة اللاجئيين في أوربا تحميل في طياتها أزمة أخرى وهو وجود أطفال بلا جنسية، ومع تحذيرات واسعة من الخبراء حول ارتفاع عدد الأطفال الذين يقعون جميعًا تحت مظلة "جيل بلا جنسية".
فعلى سبيل المثال فقوانين منح الجنسية في القانون السوري تنحاز لنوع اجتماعي عن الأخر ذلك بالإضافة إلى قوانين الإتحاد الأوروبي والتي تعرض أي طفل يولد لعائلة سورية لاجئة فهو مهدد بأن يصبح بلا هوية، هذا الشأن يؤثر على ما يقرب من 10 مليون شخص حول العالم.
ووفقًا للقانون السوري فقط الأب يمكنه أن ينقل جنسيته إلى أطفاله. وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة فـ 25 في المئة من اللاجئين السوريين بلا أباء.
"كثير ممن تم إعادة توطينهم في أوروبا نساء بالأساس قُتل أزواجهن وشركائهن أو فُقِدوا، هؤلاء النسوة إما أمهات لأطفال صغار أو حوامل، وهذا ينذر بمشكلة أكبر"، تقول زهرة البرارزي من مؤسسة انعدام الجنسية والإدماج ومقرها هولندا.
سناء وهي أم عازبة تبلغ من العمر 35 عامًا ورُزِقت بطفلتها صبا في برلين العام الماضي، "ذهب للسفارة السورية وشرحت لهم موقفي لكنهم قالوا إنه لا يمكنهم إعطاء صبا جواز سفر لأن والدها يجب أن يكون سوريًا، وأن يكون الأم والأب متوزجين"، تقول سناء.
وألمانيا كسائر الدول الأوروبية لا تمنح من يولد على أرضها الجنسية. هذا يعني أن صبا ستظل بلا جنسية لأي دولة.
وتحت مظلة الاتفاقيات الدولية ومن ضمنها اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل، فالحكومات مُلزمة أن تمنح الجنسية لأي طفل ولد على أرضها والذي في حالة أخرى قد يصبح بلا واحدة. ولكن عدد قليل من دول الاتحاد الأوروبي تتبنى هذا المبدأ في قوانينها الداخلية وغالبًا ما تفشل في تطبيقه.
وفقًا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين فإنه على الأقل 680 ألف شخص في لأوروبا لا يمتلكون جنسية لأي بلد، يرى خبراء أن العدد الحقيقي أعلى من ذلك بكثير وأصعب من أن يتم إحصائه.
تظهر أيضًا مشكلة غير المجنسين في جنوب شرق آسيا، فوفقًا لتقديرات الأمم المتحدة ففي ميانمار وحدها يوجد أكثر من 810 ألف شخص بلا جنسية. ولكن الوضع في أوروبا على وشك أن يصبح أسوء وذلك نظرًا لحركة اللاجئين الأخيرة.
حتى الآن، مجموعات مثل المتحدثين بالروسية والايطالية من منطقة البلطيق الأكثر تأثرًا، تلقى الأمم المتحدة باللوم على "مجموعة مذهلة من الأسباب".
لا يوجد بحث دقيق شمل اللاجئون من الأطفال السوريين غير المجنسين في أوروبا، ولكن من المتوقع أن يكون العديد من الأطفال في نفس موقف صبا.
"أطفال غير معترف بهم"
تعكس أزمة غير المجنسين من الأطفال شكل أخر من الأزمة وهو أن هؤلاء الأطفال ماداموا بلا هوية فهم غير معترف بهم، لا يمكنهم القيام بأبسط الأنشطة أو التمتع بالحد الأدنى من الحقوق، كالعمل والزواج وامتلاك منزل او غيره والتصويت في الانتخابات وحتى دخول المدرسة والتخرج منها.
ووفقًا لتقرير للمفوضية السامية لشئون اللاجئين الذي صدر هذا الشهر أن الأطفال غير المجنسين يتم حرمانهم من عيش حياتهم وعلى لسان أب لطفل بلا جنسية عن وضع طفله "إذا لم يحصل على شهادة ميلاد، فهذا كأنه ليس موجودًا".
في الدول المجاروة لسوريا والتي تستقبل غالبية اللاجئين، غير المجنسين مصدر للقلق.
ووفقًا للأمم المتحدة فإن أكثر من 300 ألف طفل سوري لاجئ ولدوا في لبنان ويواجهوا أزمة الجنسية. وفي بحث تابع لأحد المنظمات المعنية بشئون اللاجئين وجد أن ما يقرب من 600 ألف طفل سوري لاجئ ولدوا في تركيا منذ 2011.
في هذه البلدان المخاطرة بعدم الحصول على الجنسية يتأتي جزء منها لكونهم لاجئيم ولا يمكنهم تسجيل مواليدهم بالإضافة إلى الفتيات السوريات صغيرات السن اللائي يتم تزويجهن من رجال يكبرهن في العمر في البلدان المضيفة وهذا في حد ذاته مخاطرة.
وفقًا للأمم المتحدة، فهناك طفل بلا جنسية يولد كل 10 دقائق في مكان ما في العالم.
فيديو قد يعجبك: