لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

في الذكرى الخامسة لثورة تونس.."صافعة بوعزيزي": ألوم نفسي بشدة

04:05 م الخميس 17 ديسمبر 2015

فايدة حمدي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - هدى الشيمي:
تتساءل فايدة حمدي، الشرطية الشهيرة بصفعتها لمحمد بوعزيزي، والتي أقدم بعدها بأيام على إحراق نفسه، فاندلعت الثورة التونسية مطالبة بالعدالة وبعزل الحكومة والإطاحة بالرئيس التونسي، إذا كانت السبب في كل ما يحدث الآن في بلدها والدول العربية.

أشارت صحيفة التليجراف البريطانية في الذكرى السنوية الخامسة للثورة التونسية، وفي الوقت الذي تشتعل فيه سوريا والعراق، وتمر ليبيا بظروف صعبة، إلى شعور فايدة بالندم بسبب هذه الصفعة، فتقول "أتمنى أحيانا إنني لم أفعل ذلك أبدا".

وذكرت التليجراف إلى إلقاء السلطات القبض على فايدة بعد بدء التظاهرات، وعند اطلاق سراحها وتبرأتها من التهم، كان الرئيس زين العابدين بن علي أوشك على السقوط، وسلطت وسائل الإعلام العالمية اهتمامها على مصر، وليبيا وسوريا.

تشعر فايدة بالذنب تجاه ما حدث، لفتت الصحيفة لارتعاش صوتها أثناء التحدث، والإشارة إلى شعورها بأنها كانت السبب وراء ما يحدث في الشرق الأوسط، وكيف حدث فيه هذا التحول، فتقول فايدة "أحيانا ألوم نفسي على ما حدث، فقد دخلت التاريخ عندما أثرت أفعالي فيما وصلنا إليه الآن، ولم يؤثر ذلك على الوضع، فالتونسيين ما يزالوا في معاناة".

أثرت وفاة بوعزيزي في المواطنين بجميع أنحاء العالم، ولفتت الصحيفة لانتشار الكثير من الأساطير حول فايدة، مثلما انتشرت القصص والروايات حول الثورات وسقوط الحكومات، إلا أن الفساد والكبت والعنف، والقمع البوليسي كانوا الأسباب الرئيسية التي حركت أعداد كبيرة من الشباب في مختلف المناطق في الوطن العربي.

وفقا للعديد من الدراسات، فإن الانتحار أصبح أمر شائع في تونس، فحوالي 15% من مرضى الحروق في مستشفيات تونس كانوا محاولات انتحار فاشلة، وخلال ستة أشهر، حاول 100 شخصا الانتحار حرقا أيضا، وفي جميع الدول العربية بداية من السعودية وحتى العراق، أحرق الكثير من الأشخاص أنفسهم أيضا، ومع ذلك لم يتخيل المراقبون أو المحللون كم الفوضى الذي ستشهده تونس بعد قيام الثورة، وانتقال بن علي إلى المملكة العربية السعودية برفقة زوجته.

تلى زين العابدين، محمد حسني مبارك في مصر، ومعمر القذافي في ليبيا، إلا أن الوضع كان مختلفا في ليبيا حيث تحولت الثورة لحرب أهلية، ثم حرب دولية، تدخلت فيها الدول الغربية، وفي سوريا والعراق وأصبح الوضع متأجج تماما.

ترى الصحيفة أن تونس تعد النموذج الوحيد الناجح لثورات الربيع العربي، على الرغم من يأس فايدة، وشعورها بعدم وجود أي تحسن في الأوضاع، فتشير التليجراف إلى أنها البلد الوحيدة التي شهدت انتخابات في ذلك العام، فاز في الانتخابات الأولى الحزب الإسلامي المعتدل النهضة، قبل مواجهته للمعارضة المشكلة من تحالف الأحزاب العلمانية.

كما ذكرت التليجراف أن عائلة بوعزيزي والذي تحول إلى رمز للثورة العربية، وعاملهم التونسيون بمنتهى الحب والتقدير، إلا أن والدته وإحدى شقيقاته انتقلوا إلى كندا، وشقيقته الأخرى سمية ترى أن السياسيين استغلوا وفاة بوعزيزي واستخدموها لتحقيق مصالحهم، فقالت "شقيقي فعل شيئا ما، استغله الطامعون وأصحاب النفوذ، أثناء محاولتهم لإفساد الوطن، فكان محب للحياة وإذا كان موجودا سيرفض ما يفعله السياسيين الآن".

ترى فايدة إنها وبوعزيزي ضحايا، وتقول "فهو فقد حياته، وأنا حياتي تغيرت عما كانت تماما"، وتتابع "عندما أنظر إلى بلدي وللمنطقة، أندم على كل شيء، الموت والتطرف والتفجيرات أصبحوا في كل مكان".

فيديو قد يعجبك: