كيف سيضر حادث الطائرة الروسية بمصر والعالم كله؟
كتبت- هدى الشيمي:
قنبلة أم لا؟ ما يزال هذا السؤال بدون إجابة حتى الآن، إلا أن بريطانيا أخرجت حوالي 20 سائحا من رعاياها الذين توافدوا على منتجعات مدينة شرم الشيخ، ومدن البحر المتوسط، بعد حادث الطائرة الروسية الأسبوع الماضي، بحسب ما ورد في مجلة "أمريكان انترست" الأمريكية. وفي نفس الوقت، تشير المجلة إلى إيقاف روسيا كل رحلاتها إلى مصر، وقد يكون ذلك دليلا على زيادة اقتناعها بأن الحادث لم ينتج عن خطأ تقني، ولكنه عبوة ناسفة كانت وراء سقوط الطائرة.
تقول المجلة إن مع زيادة احتمالية كون العبوة الناسفة، أو القنبلة السبب في وقوع الحادث، ومع فحص المحققين لأجزاء الطائرة، واستماعهم لتسجيلات الصندوق الأسود، وبالتفكير في عائلات الضحايا، فإن التفكير في تأثير الحادث على مصر والعالم سيكون حتمي، لأن المشاكل التي تواجهها مصر سيكون لها عواقب أكبر كثيرا مما قد يعتقده البعض، فالاضطرابات في سفر البريطانيين إلى مصر، سيؤثر على حوالي 900 ألف بريطاني يسافرون إلى شرم الشيخ سنويا، بالإضافة إلى الروس، والذين يحصلون على أسعار رخيصة للقدوم لمصر، من أجل الابتعاد عن كآبة الشتاء في بلادهم ستتأثر، والسياحة في جميع أنحاء العالم ستمر بأزمة حقيقية.
تشير المجلة إلى أن السياح سيرفضون الذهاب إلى أماكن أغلب من يذهب إليها يُقتل، مشيرة إلى وقوع الحادث في وقت تحتاج فيه مصر للسياحة أكثر من أي وقت مضى، حيث تشكل السياحة 11.5 % من ناتج الاجمالي المحلي لمصر، كما توفر الكثير من فرص العمل، بالإضافة إلى ابتعاد المستثمرين العالميين عن القيام بأي مشروع في تلك المنطقة، والتي تعتبر الأقل استقرار في العالم.
وترى أن مصر ليس لديها الآن سبل كافية للتنمية الاقتصادية، فالمنطقة المحيطة بها تعاني الحروب، في ليبيا وسوريا واليمن، ومصر نفسها تمر بحالة من الاضطرابات بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسي، وقبل سقوط حكومته، فعدم الاستقرار الذي تعيشه مصر الآن هو نتيجة للحكم الفاسد و وانتشار المحسوبية، ووضع اقتصادي متدهور منذ سنوات طويلة، مما يعني أن النظام الحالي ليس لديه الكثير لكي يعطيه للملايين المعتمدين عليه، بالإضافة لذلك لا تستطيع مصر الاعتماد على الدول الغربية في مساعدتها، فأغلبهم يحذرفي التعامل معها.
كان خطأ المجتمع الغربي هو السماح لنفسه بالتعامل بحرية شديدة مع الأزمة السورية، وعدم تكرار ذلك بطريقة خاطئة، في عدم الاهتمام بما يحدث في ليبيا، وبالتالي تحول الأمر في البلدين لكارثة كبرى، وسيكون الأمر بنفس درجة الخطورة إذا طُبقت إحدى الأساليب في التعامل مع المجتمع المصري، والذي يتسم بالهشاشة وتعمه الفوضى، والاضطرابات، وانتشار الإرهاب في جميع أنحاء البلاد.
وتؤكد المجلة أن وضع مصر أصبح حرجا للغاية، فبالنظر للمصريين المهاجرين، ومن بينهم 8 مليون مسيحي الذين شعروا بعدم الاستقرار والأمن الكافيين للمغادرة، أو القوى العالمية التي تسعى إلى تدفق التجارة العالمية عبر قناة السويس، أو الرعب الذي يمر به دول الخليج باعتبار مصر إحدى الركائز الاقليمية، والتي بسقوطها ينهار النظام في المنطقة، بالإضافة إلى عواقب ما يحدث في سيناء من فوضى وسيطرة الجهاديين على سيناء على اسرائيل، مما يؤثر على سعر النفط العالمي، ويخل باستقرار المنطقة بأكملها.
ومع ذلك، لفتت المجلة لوجود شيء واحد يجعل مصر مختلفة عن باقي الدول، وهو وجود قوة ما تجمع المصريين معا، ذلك الشعور بالوطنية، الذين اكتسبوه منذ الاستعمار، حيث يجمعهم 5000 عام من التاريخ ومياها لنيل، وشعور قوي وعميق بالهوية الوطنية، لذلك من الصعب أن تتحول مصر إلى نموذج مجتمعي هش مثلما حدث في سوريا، والعراق، وإيران.
واختتمت المجلة قولها، بالإشارة إلى أن حادث الطائرة الروسية، من الضروري أن يتحول إلى نداء لإيقاظ العالم للاهتمام بشئون مصر، واخراجها من وضعها غير المستقر، حتى لا يضر ذلك العالم كله.
فيديو قد يعجبك: