نيويورك تايمز: أمريكا تبحث عن حلفاء للحرب ضد داعش
كتب - علاء المطيري:
قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إنه في الوقت الذي تصعد فيه الولايات المتحدة حربها الجوية التي تشنها ضد داعش في العراق يفر حلفاؤها العرب واحدا تلو الآخر من التحالف الذي شكلته لبدء حملتها العسكرية قبل عام، مشيرة إلى أن حلفاءها العرب وجهوا أنظارهم إلى جهود أخرى في اليمن.
ويبدوا أن الحملة العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة ضد داعش في سوريا والعراق قد دخلت مرحلة حرجة تعتمد بصورة كبيرة على القوات الأمريكية خاصة بعد أمر القوات الخاصة بالتدخل في سوريا لدعم الثوار المتمردين ضد نظام حكم الرئيس بشار الأسد، وفقا للصحيفة، التي نوهت إلى حديث الإدارة الأمريكية عن اصطفاف الطائرات الخليجية جنبا إلى جنب مع الطائرات الأمريكية في الجو لإظهار تماسك التحالف وقوته، كي لا تبدو حربا يهيمن عليها الطابع الأمريكي.
موقف السعودية والإمارات
وتابعت الصحيفة أن أهدافها في سوريا كانت تتوافق مع أهداف الخليجيين في دعم الثوار الذي يحاربون ضد نظام الأسد، وفي الوقت الحاضر تخلى بعض القادة الخليجيين عن مواقفهم الداعمة للحرب وتركوا مسؤولية الحرب الجوية للولايات المتحدة، مشيرة إلى أنها ليست المرة الأولى التي يبدو فيها أن الولايات المتحدة تبحث عن حلفاء مطلوبين للمشاركة في تلك الحرب، خاصة أن السعودية والإمارات قد حركوا غالبية تطلعاتهم العسكرية للتعامل مع الحوثيين في اليمن المدعومين من إيران.
فالإمارات التي شنت حربا ضد داعش في سوريا بدأت تدعم السعوديين في حربهم ضد الحوثيين، في حين كانت آخر الهجمات الجوية التي نفذتها طائرات بحرينية على داعش ضمن التحالف الذي تقوده أمريكا في فبراير الماضي، لكن تلك الدول ظلت تدعم الموقف الأمريكي ضد داعش بتنفيذ مهام ودوريات جوية فوق سوريا وتسمح للولايات المتحدة باستخدام قواعدها الجوية.
ووفقا للصحيفة فإن آخر ضربة جوية نفذتها الطائرات الإماراتية كانت في مارس الماضي، في حين نفذت الأردن التي أحرق داعش أحد طياريها ضربات جوية في أغسطس، تلتها السعودية التي نفذت آخر طلعاته الجوية ضد داعش في سبتمبر الماضي، لكنه وفقا لمعلومات رسمية من مسؤولين بالتحالف، فإن حلفاء أمريكا العرب يصرون على أنهم يلعبون دورا محوريا حتى إذا قلة أنشطتهم العسكرية، وهو ما أكده زريقات داوود المتحدث باسم السفارة الأردنية في واشنطن أنهم يلعبون دورا محوريا وأنهم ماضون في ضرب أهداف داعش.
الدول الغربية
ولفتت الصحيفة إلى أن انخراط دولا غربية مثل فرنسا وأستراليا في تحالف ضرب داعش في سوريا كانت محدودة بعدد ضئيل من الضربات الجوية، وادخروا معظم قدراتهم العسكرية لضرب أهداف داعش في العراق، في حين وعد جاستين ترودو، رئيس وزراء كندا الجديدة، بالوفاء بتعهداته وإنهاء دور أوتاوا نهائيا في تحالف ضرب داعش، في ذات الوقت الذي لا تظهر فيه أي من الدول الغربية شغفها بحشد طائراتها الحربية في قاعدة أنجرليك التركية التي تستخدمها أمريكا لضرب داعش في شمال سوريا والعراق.
2700 ضربة جوية
نفذت 8 دول عربية ضربات جوية في كل من سوريا والعراق لكن قوة تلك الضربات وعددها تفاوت بين الدولتين، ففي حين شاركوا بنسبة 5 في المئة من الضربات في سوريا التي وصل عددها إلى 2700 ضربة جوية ضد أهداف أرضية، وصلت نسبتهم 30 في المئة من الضربات الجوية التي نفذها التحالف في العراق والتي وصل عددها إلى 5100 ضربة جوية.
ولفتت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة نفذت ضربات جوية على كل من سوريا والعراق بصورة كبيرة، مشيرة إلى أن حجم قواتها الجوية أكبر بكثير من كل الدول العربية المشاركة في التحالف مجتمعة، ومن القوات الجوية التي حشدتها الدول الغربية.
تصعيد الحرب
وعد وزير الدفاع الأمريكي، أشتون كارتر، الكونجرس بأن الحرب الجوية التي تخوضها أمريكا في سوريا والعراق بصدد التصعيد في عدد وقوة الضربات، مشيرا إلى أنها ستستهدف أبار النفط التي تسيطر عليها داعش، والتي تعد مصدرا مهما للتمويل، لكن تلك الجهود مازالت تواجه صعوبات.
وتابعت الصحيفة أنه للمرة الأولى منذ 2007 أصبح الخليج العربي خاليا من أي حاملة طائرات أمريكية وسيظل كذلك حتى منتصف ديسمبر القادم في ظل حاجة الأسطول الأمريكي لعمليات الصيانة والإصلاح، وهو ما يعنى أن حاملة الطائرات ثيودور روزفلت التي تنفذ 10 في المئة من الضربات الجوية ضد داعش في سوريا والعراق لن تكون موجودة خلال تلك الفترة بعد أن غادت الخليج العربي بداية الشهر الماضي.
موقف فرنسا
لكن فرنسا أعلنت الخميس الماضي أنها سترسل حاملة طائراتها الوحيدة إلى المنطقة لملء الفجوة التي نتجت عن مغادرة حاملة الطائرات الأمريكية، إضافة لاعتزام أمريكا استخدام طائرات إيه ـ 10 "الخنزير" وطائرات إف ـ 15 إس الموجودة في القواعد الجوية الأرضية لحلفائها، وخاصة قاعدة إنجرليك التركية التي تبعد 15 دقيقة طيران من أهداف داعش في سوريا مقارنة بـ 5 ساعات لتنفيذ ضربة واحدة من قواعد الخليج العربي الجوية، وبذلك تستطيع الولايات المتحدة تنفيذ عدد أكبر من الضربات الجوية في وقت أقل.
ورغم أن القواعد الجوية للدول الغربية في الشرق الأوسط توفر وقتا أكبر لضرب أهداف داعش إلا أن أستراليا تبدو مترددة فيما يخص ترك قواعدها الجوية في المنطقة، وفقا للصحيفة، التي أوضحت أنه إحصائيات الضربات الجوية توضح أن الولايات المتحدة اسقطت قنابل على 67 في المئة من الأهداف التي ترصدها طائرات الاستطلاع مقارنة بـ 25 في المئة العام الماضي وهو ما يعنى أن معدل الأهداف التي يتم رصدها والتي يجب التعامل معها في تزايد، مشيرة غلى أنها ستحشد عددا أكبر من طائرات الاستطلاع والمسح الجوي في قاعدة إنجرليك التركية.
فيديو قد يعجبك: