لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

جذور هجمات باريس في بروكسل.. لماذا بلجيكا؟

09:49 م السبت 21 نوفمبر 2015

صورة ارشيفية

كتب ـ علاء المطيري:

قالت وكالة أسوشيتد برس للأنباء، إن منازل المشتبه بهم في تنفيذ هجمات باريس والانتحاريين الذين فجروا أنفسهم شبه متجاورة في مقاطعة مولينبيك بالعاصمة البلجيكية بروكسل، مشيرة إلى أنه بعد سلسلة من الهجمات التي ترتبط بصورة أو بأخرى بشوارع تلك المقاطعة، يظهر التساؤل: لماذا بلجيكا؟

الوكالة الأمريكية قالت في تقرير لها، السبت، إن الأمة البلجيكية التي اشتهرت بالخمور والشوكولاته والكتب الهزلية تحولت فجأة إلى بلد المتطرفين والأسلحة غير الشرعية، مشيرة إلى أن موقعها في قلب أوروبا وقلة التحكم في حدودها، واللغة جعلتها هدفا للجهاديين المبتدئين في فرنسا، إضافة إلى أن الانقسام السياسي بين فرنسا وهولندا شارك في خلق فوضى بيروقراطية في الأمن والعدالة.

بناء معقد

فبداية من رئيس الوزراء إلى المستويات الدنيا هناك إقرارا ببناء معقد وغير مترابط للداخل البلجيكي يعوق عملية محاربة التشدد، وهو ما تداركه رئيس الوزراء تشارلز ميتشل في خطاب للمشرعين، الخميس الماضي، " نحتاج إلى فعل المزيد.. يجب أن نصبح أفضل"، وفقا للوكالة الأمريكية التي أوضحت أنه أعلن عن مجموعة من الإجراءات لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

فعلى مدى سنوات جرت مطالبات بتمويل القضاء والامن، لكن التقدم كان بطيئا في ظل تنافس الفرقاء السياسيين وإجراءات التقشف، وفي ذات الأثناء، يظهر انشقاقا بين السلطات المحلية والقضائية حول مسؤولية الموضوعات الأمنية في البلاد بأسرها، فالشرطة ممنوعة من عبور الحدود في ظل عدم توافر الاختصاص القضائي للعمل في الدول المجاورة في ذات الوقت الذي يستفيد المجرمين فيه من ميزة الحدود المفتوحة بين الدول الأوربية بصورة جعلت بلجيكا تبدو بوضوح وكأنها مكان جذب للإرهابيين.

ويقول إدوين بيكر ـ مدير مركز محاربة الإرهاب في جماعة ليدن الهولندية، أن الإرهابيين يتجولون في أوربا للبحث على أماكن لا يمكن ملاحظة أنشطتهتم بها، أو تلك التي تحول دون تعقبهم من قبل السلطات في دول أخرى مثل عبد الحميد أبو عود، البلجيكي الذي يفترض أنه العقل المدبر لهجمات باريس، والذي قتل على يد الأمن الفرنسي خارج باريس ، الأربعاء الماضي يعد مثالا على ذلك.

وتابع أن بلجيكا وفرنسا تبحثان عن صالح عبد السلام الذي كان يقيم في بلجيكا لفترة طويلة، والذي تربي في مقاطعة مولينبك بالعاصمة بروكسل على بعد خطوات من مركز الشرطة، مع أخيه إبراهيم الذي فجر نفسه في هجمات باريس، مشيرا إلى أن ثالثا هو بلال حتفي أحد الانتحاريين هو الآخر كان يقيم في بروكسل.

رفع حالة التأهب

أعلنت السلطات البلجيكية اليوم، السبت، رفع حالة التأهب في العاصمة بروكسل إلى الحد الأقصى على خلفية معلومات دقيقة تحذر من وقوع هجمات على غرار هجمات باريس، وهو ما تلاه انتشار قوات الشرطة والجنود المدججين بالأسلحة في كل شوارع ومقاطعات المدينة، وتم نصح المواطنيين بالبقاء في المنازل وإغلاق أبوابهم وتجنب التجمعات.

ولفتت الوكالة إلى أنه حتى عام 2006 كان في بلجيكا قانونا متساهل جدا في استخدام السلاح وفقا للمعايير الأوربية، ووجدت العديد من الأسلحة التي كانت تستخدم في منطقة البلقان في تسعينيات القرن الماضي طريقا سهلا إلى العالم الخفي للمجرمين بعيدا عن أعين القانون.

وفي ذات الوقت أصيبت وزارة العدل بأثار التقشف بصورة جعلتها أقل قوة في البحث عن أسباب مشكلة السلاح وبات من مقدور أي شخص أن يحصل على سلاح ثقيل في العاصمة بروكسل ونتج عن ذلك انتشار الجريمة والإرهاب، وفقا للروفيسور برايس دي رويفر المتخصص في علوم الإجرام بجامعة جنت البلجيكية، والذي عمل مستشارا أمنيا لرئيس الوزراء في الفترة من 2000 ـ 2008.

وتابع أن إهمال تجارة السلاح الغير شرعي لفتة طويلة جعل الدولة ذات سمعة معروفة في هذا المجال، لأن من يحصل على سمعة سيئة يصعب التخلص منها، مشيرا إلى أن مجموعة الشريعة في بلجيكا ظلت تعمل لسنوات قبل أن يتم الحكم على قائدها بالسجن 12 عاما مؤخرا بعد تصنيف جماعته جماعة إرهابية.

حملة على المساجد

ونوهت الوكالة إلى أن رئيس الوزراء ميتشل وعد بشن حملة على مساجد المتشددين وعمليات التمويل والأماكن السرية للعبادة التي انتشرت بصورة واسعة بعد فشل بلجيكا في دمج مواطنيها المسلمين البالغ عددهم 650.000 مسلم، مشيرا إلى أن بعضهم يعيش في مناطق نائية ولا نعرف عنهم شيئا، وفقا لعمدة مولينبك، فرانسواز سيتشيب مانز، الذي أضاف "نحن من تركنا ذلك يحدث.

وأوضح أن العديد من نقاط الضعف سببها إنقسام في النظام اللغوي للبلاد التي يتحدث 6.5 مليون شخص من مواطنيها الهولندية، و 4.5 مليون يتحدثون الفرانكفونية، مشيرا إلى ضرورة وجود وسيلة لجعل البلاد يدا واحدة.

وختمت الوكالة بقول إدوين بيكر " إنه كابوس مزعج أن يتحمل النظام والقانون تبعات الإنقسام اللغوي والترضية السياسية بين المجموعات المختلفة أثناء صنع القرار".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان