قصة القبض على "صاحب السمو الملكي" في بيروت
كتبت – سارة عرفة:
ألقت الشرطة اللبنانية القبض على أمير سعودي في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، يوم الاثنين الماضي وحولته إلى القضاء بتهمة تهريب مخدرات.
وتعد هذه سابقة لم يسق بها مثيل في لبنان.
والأمير المعتقل هو عبدالمحسن بن وليد بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز آل سعود هو ابن حفيد مؤسّس مملكة آل سعود، وابن أخ أمير حائل وعضو هيئة البيعة سعود بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز.
وكان الأمير السعودي يهم بركوب طائرته الخاصة في طريقه إلى السعودية.
وكان برفقة الأمير 4 أشخاص، ومعهم 24 طردا و8 حقائب سفر كبيرة، تراوح وزن كل منها بين 40 كيلوجرام و60 كيلوجرام.
وأظهرت صور بثت وسائل الإعلام اللبنانية الطرود وعليها ملصقا تعريفيا يحمل عبارة "خاص صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمحسن بن وليد آل سعود".
وقالت الوكالة الوطنية للإعلام" الرسمية اللبنانية قالت إن حبوب الكبتاغون، المضبوطة وضعت في 40 حقيبة على متن الطائرة التي كانت ستقلع إلى المملكة العربية السعودية.
ووصفت الوكالة هذه العملية بأنها "أكبر عملية تهريب يتم إحباطها في مطار بيروت الدولي".
تقول التقارير الصحفية اللبنانية إن أمن مطار رفيق الحريري طلبوا تفتيش الطرود، بيد أن كبير مرافقي الأمير رفض قائلا "ألا ترى المكتوب عليها؟ هذه أغراض خاصة لطويل العمر لا تُفتّش".
لكن الأمن أصر على تفتيش الطرود.
وكانت المفاجأة "نحو طنين من حبوب الكبتاجون في أكياس أفرغ منها الهواء، وحملت شعار موحّد لنوع خاص من هذه الحبوب المخدرة معروف باسم "زينيا"، وهو أجود الأنواع"، وفقا لصحيفة السفير اللبنانية.
وتصنع حبوب الكابتاغون من مادة الامفيتامين، وهي رخيصة وسهلة الصنع، وتصنع حاليا بشكل غير قانوني في سوريا وعلى نطاق واسع.
وساعدت هذه المادة المخدرة على استمرار الصراع في سوريا عبر ملايين الدولارات التي تجنيها الجماعات المسلحة منها، كما يستخدمها المسلحون كمحفز يشجعهم على خوض القتال.
ونقلت الأخبار اللبنانية عن المحققين قولهم إن قيمة الطرود تزيد عن 110 ملايين دولار.
وقالت إن الأمير السعودي اقر بتعاطي المخدرات ولم ينف قبل القبض عليه، ملكيته للطرود.
السفارة السعودية من جانبها بدأت التحرك وأجرت اتصالاتها لمتابعة القضية.
وقالت وسائل إعلام لبنانية إن وكيل السفارة والوزير المفوض ذهبا إلى المطار وطلبا معاملة الموقوفين بالحسنى. كذلك طلب الوزير المفوّض عدم تكبيل يدي الأمير، لكن طلبه قوبل بالرفض، حسبما افادت السفير.
وبثت تلفزيون المنار التابع لحزب الله، تقريرا يوم القبض على الوزير قال فيه إن "السفارة السعودية في لبنان وتيار المستقبل يضغطان على وزير الداخلية والسلطات القضائية اللبنانية كي لا يوجهوا اتهامات ضد الأمير السعودي المعتقل".
غير أن وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق نفى أنه قد تعرض إلى ضغوطات بشأن الأمير السعودي.
وقال المشنوق، على حسابه على موقع تويتر، إنه لم يتلق أي اتصال هاتفي بشأن الأمير السعودي.
يذكر أن السلطات الأمنية اللبنانية أحبطت في أبريل 2014 عملية تهريب 15 مليون حبة كبتاغون في مرفأ بيروت، كانت أخفيت داخل أكياس معبأة بالذرة.
فيديو قد يعجبك: