ما أوجه الشبه بين الشرق الأوسط الآن وأوروبا خلال الحرب العالمية الأولى؟
كتبت- هدى الشيمي:
بمتابعة ما يحدث في سوريا مؤخرا، سيكون من السهل معرفة مدى التشابه بين ما يحدث حاليا وما قام به القادة والسياسيين عام 1914، أثناء فترة الحرب العالمية الأولى، عندما اعتقدوا أنهم يفعلون الصواب، والأفضل لمصلحة بلادهم.
يقول موقع "ذا سليت" الأمريكي إن أوجه التشابه غير متماثلة، فالتحالفات غير متشابكة ومترابطة في الشرق الأوسط، مثلما كانت في بداية القرن العشرين في أوروبا، إلا أن القادة الحاليين يحاولون الاحتياط مما حدث خلال الحرب العالمية الأولى، ومع ذلك لم يستفيدوا من الدروس.
ويشير إلى أن الوضع في الشرق الأوسط يشبه ما كانت عليه أوروبا منذ 101 سنة، فالموقف خطيرا، ولكن مع وجود مجموعة من الأنظمة الضعيفة، والجماعات المتمردة المختلفة، وكل منهم مدعوم من قبل قوى كبرى، وبعضهم يشارك في حروب بالوكالة،
وبالتدقيق في الأوضاع، يجد الموقع ا الكثير من المشاكل في الشرق الأوسط، والتي تعاني منها سوريا بالتحديد، ومن بيها :
-خيارات أوباما:
شن الرئيس الأمريكي باراك أوباما هجمات على تنظيم داعش العام الماضي، وكان ينوي لتركيز جهوده على العراق، إلا أنه لم يركز اهتمامه الكامل على سوريا، ولكنه اكتشف هشاشة تلك الخطة، لتمركز داعش في سوريا، فاتبع طريقة جديدة وهي تدريب وتسليح مجموعة من المتمردين المعتدلين، إلا أن ذلك جاء بنتائج عكسية عندما هٌزم المتمردين المدربين على يد أمريكا على أرض المعركة، عندما دمرت الصواريخ الروسية مستودع أسلحة تابع لهم، في جنوب سوريا.
هدف إدارة أوباما الرئيسي هو هزيمة داعش، وفرض ضغوط دبلوماسية وعسكرية التي تتسبب في اسقاط الأسد من السلطة، وتأسيس حكومة جديدة، ويؤكد الموقع أن هزيمة ستتطلب حملة مشتركة تجمع بين الكثير من القوى في المنطقة، "دول وجيوش وميلشيات"، من بينهم إيران والجيش السوري.
وتضع كل هذه الظروف أوباما تحت الملاحظة، ويتساءل المراقبون عن الموقف الذي يتبعه الآن، فهل سينتظر ويتجنب تصاعد الأحداث، أم سيشارك في ذلك التحدي بتقديم المزيد من الموارد والمساعدات التي لم يعتبرها حيوية في يوم من الأيام. وكلا الخيارين محفوفين بالمخاطر، فالأول يخيب ظنون من ينادوا بضرورة تدخل أمريكا، أما الثاني فيهدد بحرب مع روسيا.
ومن بين الانتقادات الموجهة لأوباما الآن هو مقاومته للمشاركة العسكرية في الصراع، بحجة احتمالية تصعيده للموقف، إلا أن في هذه المنطقة والتي يخرج فيها كل شيء عن السيطرة، وهناك الكثير من الجماعات المسلحة التي لا يمكن التحكم فيها، واختلاف المصالح وتشابكها، ومع ذلك يتدخل بوتين والذي تعاني بلاده من أزمة اقتصادية حقيقية، مما يجعل سوريا الدولة الوحيدة خارج الاتحاد السوفيتي سابقا، والتي تدعمها روسيا، وتقدم لها كل شيء، حتى لا ينهار نظامها.
-حرب بوتين:
أرسل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الطائرات والدبابات، والجنود المتطوعين خلال الأسابيع الأخيرة، لمساعدة الرئيس السوري بشار الأسد، الحليف الأهم له خارج دول الاتحاد السوفيتي سابقا.
وفي الأيام الأخيرة، ذهب بوتين لأبعد من ذلك عندما أطلق طائرات مقاتلن من سفن تبعد حوالي 1000 ميل في بحر القزوين، ليس فقط لاستهداف تنظيم داعش ولكن بعض الجماعات المعتدلة التي تدعمها الولايات المتحدة ودول أخرى في المنطقة.
في نفس الوقت، الذي لا تستطيع فيه الدول الغربية، ومن بينهم أمريكا التعامل مع الأزمة السورية كأمر خطير، ويجدوا أن أفضل حل لسيل الدماء هو تجنبه، وعلى الرغم من القرارات المتخذة منذ أشهر عدة، إلا أن لا يوجد أي شيء يٌمنح لأربعة مليون لاجئ سوري، أو منع تلك الأزمة الانسانية، والاقتصادية، والسياسية التي تجتاح أوروبا، ومن بين هؤلاء الملايين هناك من يهاجر بلاده تفاديا لما يقوم به الأسد، وهناك من يتركها نظرا للأفعال الوحشية لداعش، ولكنهم في النهاية ضحايا حرب.
ويختم الموقع كلامه بالإشارة إلى أن وقف الحرب، او على الاقل الحد من العنف المستشري هناك، ينبغي أن يكون الهدف الرئيسي للاستراتيجية لأي قوة خارجية، وفي نفس الوقت، كل العمليات الاستراتيجية ينبغي أن توجه العمليات التكتيكية لتقليل من الحوداث والحسابات الخاطئة، والتي بأمكانها توسيع دائرة الحرب، أو زيادة العنف، أو بمعنى آخر منع تكرار ما حدث خلال الحرب العالمية الأولى.
فيديو قد يعجبك: