نبيل نعيم: من يعتقد بوجود فرق بين داعش والإخوان ''جاهل''
القاهرة – مصراوي:
قال القيادي في تنظيم الجهاد المصري، الشيخ نبيل نعيم لصحيفة الشرق الأوسط إن ''أي إنسان يعتقد أنه ليس هناك فرق بين الإخوان و(داعش).. جاهل''، مضيفا: ''لكن (الإخوان) كانت لديهم قدرة على إخفاء ما يعتنقونه خاصة فيما يخص المسلمين''.
وتابع بقوله: ''الإخوان أول من كفر المتجمعات، ومحمد قطب شقيق سيد قطب كفرهم، وسيد قطب، أبرز منظري جماعة الإخوان، قال في كتابه (معالم في الطريق): إن الناس ليسوا مسلمين كما يدعون، وهم يحيون حياة الجاهلية، وإذا كان فيهم من يريد أن يخدع نفسه، أو يخدع الآخرين، فيعتقد أن الإسلام ممكن أن يستقيم مع هذه الجاهلية، فله ذلك، ولكن انخداعه أو خداعه لا يغير من حقيقة الواقع شيئا، ليس هذا إسلاما، وليس هؤلاء مسلمين''، لافتا إلى أن ''هذه هي عقيدة تنظيمات داعش وجبهة النصرة وأنصار الشريعة والقاعدة''.
وأضاف نعيم للصحيفة أنه ''لا فرق بين ما يعتنقه الإخوان وداعش؛ لكن الإخوان بسبب ما نزل بهم من البلاءات، اتبعوا نظام (التقية) أي يقولون الشيء وهم يخفون شيء آخر.. يبيحون في أنفسهم سهم تكفير المجتمعات الإسلامية، وأن الدول كافرة ويجوز استحلال الأموال الحكومية، والكذب على الناس والتجسس.. كل هذا تعتنقه جماعة الإخوان.. فالإخوان يتبعون نظام (العزلة الشعورية) فهم يعيشون في مجتمعات منفصلين عنها شعوريا''، مؤكدا أن داعش وجبهة النصرة، وأنصار الشريعة، والقاعدة، ترجموا هذا لواقع عملي، مضيفا: ''إن قول القرضاوي، إن البغدادي كان ينتمي للإخوان هذا خير دليل، وكأنه (شهد شاهد من أهلها)''.
وأضاف نعيم، أن ''الإخوان لا يختلفون عن داعش فكريا''، مشيرا إلى أنهم أصل العنف في العالم، وجميع المنظمات الإسلامية الإرهابية خرجت من رحمها.
وقال خبراء في الجماعات المتطرفة إن داعش نبتة إخوانية قطبية نشأت على كتب سيد قطب ومنهجه في الظلال ومعالم في الطريق وغيرهما من كتبه منذ الستينات، ولا تجد أحدا من داعش أو من القاعدة عموما إلا وهو يعظم سيد قطب ويعتبره مثلا أعلى ونموذجا يحتذى، وعلى رأسهم أيمن الظواهري، زعيم القاعدة، فإنه نص على أن فكر سيد قطب وكتبه هي المصدر الرئيسي لمنهج رجاله.
وأوضحت المصادر من الجماعة الجهادية لصحيفة الشرق الأوسط إنه لم يعد هناك شك في أن داعش نبتة شيطانية للتفكير القطبي الإخواني، وهي امتداد طبيعي للتنظيمات التكفيرية التي تربت على موائد الجماعة وفي داخل السجون وفي مدارسها مثل القاعدة وجبهة النصرة، وغيرهما.
ولفتت الصحيفة إلى اعتراف يوسف القرضاوي، في فيديو اكانت قد نشرته منذ أسابيع، نقلا عن مواقع التواصل الاجتماعي، أن زعيم تنظيم داعش الإرهابي، أبو بكر البغدادي ''كان من المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين''.
وفي الفيديو نفسه، شرح القرضاوي أن البغدادي كان له ''نزعة قيادية، مما حثه على الانضمام لـ(داعش) وقيادة التنظيم بعد خروجه من السجن''. وأشار القرضاوي إلى أن داعش، وغيره من التنظيمات الإرهابية، استقطبت شبابا من عدة دول تحت ذريعة الجهاد في سبيل الله''.
وأشارت الصحيفة إلى تسجيل صوتي نادر لسيد قطب أكد فيه أن طريق الدعوة المزعومة للجماعة ليست مفروشة بالورود، ولكنها مفروشة بالأشلاء والجماجم مزينة بالدماء وليست مزينة بالورود والرياحين.
وكانت هذه الكلمات مقدمة، بل تأصيلا منهجيا يسير عليه أتباع هذا الفكر الدموي الضال الذي انبنت عليه فكرة ما يسمى داعش التي نشرت أخيرا في الرقة والموصل ملصقات لأقوال سيد قطب أو أفكار القطبيين، والتي بات لها مشايخ وأئمة يؤمنون بأفكار القطبيين ويقدسونها، حيث يتحدث أتباعه باللهجة نفسها، فهم يعتبرون أن الدين لا يمكن أن يصل إلى الناس عن طريق الدعوة أو المنابر ويسخرون من كل ما ينادي بهذا المنهج، وقد انتشرت فيديوهات التنظيم على الشبكة العنكبوتية في مواقعهم التي تؤكد فكرة أن الإسلام لا يقوم عن طريق المنابر، بل إن هناك طريقا واحدا فقط هو الطريق المفروش بالجماجم والأشلاء.
وأضافت الصحيفة لا تخلو إصدارات داعش من أفكار سيد قطب التكفيرية، ومنها استشهاد أغلب إصدارات التنظيم بمقولة سيد قطب في الظلال 3/ 1543 ''فالاستعداد بما في الطوق فريضة تصاحب فريضة الجهاد''، و''النص يأمر بإعداد القوة على اختلاف صنوفها وألوانها وأسبابها. فهي حدود الطاقة إلى أقصاها.. بحيث لا تقعد العصبة المسلمة عن سبب من أسباب القوة يدخل في طاقتها''، بحسب محسوبين على متطرفين في لندن.
وصنفت الحكومة المصرية الإخوان كجماعة إرهابية، وتشير المعلومات إلى تحول قطاع عريض من شباب جماعة الإخوان والتيار الإسلامي الرافض لعزل الرئيس الأسبق محمد مرسي إلى تبني العنف، وهاجر العشرات من أعضاء جماعة الإخوان إلى سوريا أثناء حكم مرسي، وانضموا إلى تنظيم جبهة النصرة، ثم تحولوا إلى داعش لاحقا، وشغلوا مواقع قيادية في التنظيم.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: