كاتبة أمريكية: أي تحالف لمحاربة ''داعش'' يجب أن يتضمن مشاركة إيران
واشنطن ـ أ ش أ:
قالت الكاتبة الصحفية الأمريكية ''باربرا سلافين''، إن أي تحالف لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام ''داعش'' يجب أن يتضمن مشاركة إيران.
ورأت ''سلافين'' في مقال نشر لها على موقع إذاعة (صوت أمريكا) اليوم الجمعة أن نجاح أي تحالف لمحاربة ذلك التنظيم، الذي يشوه الإسلام من أجل خدمة أهدافه البربرية، يجب أن يضم العالم الإسلامي بأسره ولا يمكن استبعاد أهم دولة شيعية منه وهي إيران.
وعلقت الكاتبة على ما ذكره الرئيس الأمريكي باراك أوباما في خطابه عن استراتيجية مواجهة داعش، حيث قالت ''لقد كان أوباما محقاً في التركيز على مسؤولية المسلمين السنة في العالم عن دحر التنظيم المتطرف، لكنه لم يذكر إيران، على الرغم من أنه أشار خلال خطابه إلى أن المسلمين السنة والشيعة في خطر داهم مثلهم مثل آلاف من المسيحيين والأقليات الدينية الأخرى التي استهدفها داعش''.
وتابعت سلافين تقول: ''لقد كان لإيران دور أساسي في دعم رئيس الوزراء العراقي الحالي حيدر العبادي، وهو السياسي الشيعي الذي تعول عليه الولايات المتحدة في تشكيل حكومة شاملة يدعمها المسلمون السنة، يضاف إلى ذلك أن إيران تقاتل داعش في العراق من خلال مساعداتها المقدمة للحكومة العرقية وقوات البيشمركة الكردية''.
واعتبرت سلافين أن نوعا من التنسيق قد تم فعليا بين إيران والولايات المتحدة خلال الحرب على معاقل التنظيم المتشدد داخل العراق، وتمثل في أن كلا البلدين كان لديهما مستشارين عسكريين على الأرض عندما تحركت القوات العراقية لاستعادة بلدة ''آمرلي'' من أيدي مقاتلي داعش، بغطاء جوي أمريكي.
وتطرقت الكاتبة للحديث عن داعش في سوريا قائلة: ''إن السبب الرئيسي في إطالة أمد القتال داخل سوريا يأتي في حقيقة الأمر من خلال دعم إيران للرئيس السوري بشار الأسد، والذي ساعد من خلال قمعه الوحشي للمسلمين السنة في إظهار تنظيم داعش، لكنه بدأ في الفترة الأخيرة في دك معاقل ذلك التنظيم بعد أن سمح لهم بالانتشار والتمدد في محاولة واضحة منه للتشكيك في المعارضة السورية''.
ونوهت عن أن الهدف المعلن لواشنطن هو دعم ما يسمى ب ''المعارضة المعتدلة'' كبديل عن الأسد وداعش، وعلى الرغم من ذلك، فإن هؤلاء المعتدلين كانوا مفككين وعاجزين في الفترة الماضية، ما يؤكد أنهم لن يتطوروا بسرعة إلى قوة قتالية قادرة على النجاح ضد الجهاديين المتمرسين على القتال والمجهزين تجهيزا جيدا، لذا فمن أجل استعادة الأراضي من أيدي داعش، فستكون هناك حاجة لبعض العناصر.
وأشارت إلى أن أحد تلك العناصر هو إجراء تحول سياسي داخل سوريا، لكن من غير الممكن أن يتنحى الأسد عن الحكم دون المشاركة الفعالة لإيران في ذلك الصدد، حيث أصبحت هي الشريك الإقليمي الأهم للنظام السوري.
وألمحت سلافين إلى أن إشراك إيران في تحالف ضد داعش، قد يسهل من التوصل لاتفاق بشأن برنامجها النووي، الأمر الذي يظهر للإيرانيين أنفسهم أن المتجمع الدولي يقدر إمكاناتهم كشريك في إرساء استقرار الشرق الأوسط، وألا ينظر إليها كجزء من المشكلة بسبب دعمها للنظام السوري والميليشيات الشيعية الموالية له.
ورأت الكاتبة أيضا أن إيران أيضا كدولة محتمل أن تكون هدفا من قبل داعش، فمن المؤكد أن لديها رؤى وخبرات يمكن مشاركتها وتبادلها قد تسهم في الحرب ضد ذلك التنظيم الإرهابي، وهو الأمر الذي يبدو وأن السعودية اعترفت به، بدليل أنها وافقت على لقاء مسؤولين إيرانيين كبار في الآونة الأخيرة.
واختتمت ''سلافين'' تقريرها أن واشنطن يمكنها تكرار ما فعلته قبل عقدين، حين تزعمت تحالفاً دولياً وإقليميًا ضد الرئيس العراقي صدام حسين عام 1991، بعد احتلاله للكويت، لكن العدو (داعش) هذه المرة سيكون أكثر غدرًا.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: