إعلان

ما الذي تستطيع دول الشرق الأوسط تقديمه للتحالف ضد داعش؟

01:30 م الخميس 11 سبتمبر 2014

تنظيم داعش

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – سارة عرفة:

يتوجه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الى الشرق الأوسط مع توقف في السعودية والأردن في مسعى منه لبناء تحالف دولي واسع ضد جماعة الدولة الإسلامية. وتأتي رحلته في أعقاب زيارة قام بها وزير الدفاع تشاك هيجل يوم الاثنين الى أنقرة. وسيجري كيري محادثات مع المسؤولين في كل من الأردن وتركيا ومصر بالإضافة الى السعودية وقطر ودولة الإمارات العربية المتحدة ودول الخليج الأخرى – بحسب وكالة أسوشيتد برس الأمريكية.

فقالت الوكالة إن الضغط الدبلوماسي هذا جزء من جهد أمريكا لاتخاذ إجراءات متضافرة ضد الجماعة المتطرفة التي أحكمت سيطرتها على أنحاء واسعة من سوريا والعراق وأعلنت قيام دولة الخلافة الإسلامية. ومن المقرر أن يلقي الرئيس باراك أوباما خطابا اليوم الأربعاء يطرح فيه استراتيجيته لإلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة الإسلامية.

وأوضح المسؤولون الأمريكيون إن الولايات المتحدة ترى أن يلعب حلفاؤها من الدول العربية السنية، بالإضافة الى تركيا، الدولة العضو في حلف الناتو، دورا رائدا في أي جبهة موحدة ضد المتشددين. هنا نظرة على ما يمكنها أن تقدم:

دول الخليج العربية

تمتلك الدول العربية الحليفة للولايات المتحدة في الخليج، خاصة العربية السعودية والإمارات، واحدة من أفضل الجيوش تجهيزا في المنطقة وتستطيع من الناحية النظرية توفير الدعم الجوي للتحالف الدولي ضد مسلحي الدولة الإسلامية. وتمتلك جميعها طائرات غربية الصنع مثل طائرات إف 15 وإف 16 ومروحيات هجومية من الأباتشي وطائرات نقل عسكرية وطائرات إعادة التزود بالوقود. وسبق أن شاركت طائرات دولة الإمارات وقطر في حملة حلف الناتو فوق ليبيا عام 2011 والتي ساهمت في إسقاط نظام القذافي.

الوصول الى القواعد العسكرية في الخليج واستخدامها والعمل منها سيكون أساسيا أيضا حتى وإن أحجمت الدول المضيفة عن الإقرار باستخدام منشآتها.

بعض المهمات الأمريكية على العراق تنطلق بالفعل من قاعدة العديد الجوية في قطر، حيث يدير البنتاغون مركز عمليات جوية متقدم. كما تنطلق مهمات أخرى من حاملة الطائرات يو إس إس جورج دبليو بوش، المرابطة حاليا في الخليج العربي. فيما يتمركز الأسطول الخامس الأمريكي في مملكة البحرين، وترسو السفن البحرية الغربية في موانئ الإمارات مثل جبل علي في دبي. أما الكويت فكانت منصة الانطلاق الرئيسية لعملية غزو العراق عام 2003 ولا تزال تستضيف قوات أمريكية.

ويمكن لدول الخليج أن تشكل أيضا مصدرا رئيسيا لتمويل المساعدات الإنسانية في حال تفاقمت أزمة اللاجئين نتيجة القتال، أو لشحنات الأسلحة للمقاتلين المشاركين في جهود مواجهة الدولة الإسلامية. كما تتمتع المملكة العربية السعودية بعلاقات طيبة مع القبائل السنية التي تنتشر في سوريا والعراق، ويمكن استغلال هذه الروابط - مقترنة بثرائها الواسع - للمساعدة في استعادة المجتمعات المحلية من المتشددين.

الأردن

تبدي الأردن قلقا واضحا تجاه لعب دور بارز، على الرغم من علاقاتها الوثيقة مع الولايات المتحدة، لكن المملكة تستضيف بالفعل برنامجا سريا تقوده الولايات المتحدة لتدريب عدد محدود من مقاتلي المعارضة السورية. ويرى فايز الدوايري، اللواء السابق في الجيش الأردني والمحلل العسكري أن المملكة لن توافق على لعب أي دور عسكري في التحالف، لكنها قد تتعاون في مجال الاستخبارات وتضع مطاراتها وقواعدها العسكرية تحت إمرة التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.

وكما هو الحال بالنسبة للمملكة العربية السعودية ترتبط الأردن بعلاقات قوية مع كبار زعماء العشائر السنية في العراق وسوريا، الذين يقيم كثير منهم الآن في الأردن. وقال الدوايري إن عمان قادرة استخدام هذه الاتصالات للمساعدة في تشكيل قوات من القبائل المحلية للقتال ضد مسلحي الدولة الإسلامية - على غرار الميليشيات القبلية الشهيرة التي انضمت الى القوات الأمريكية في سحق تنظيم القاعدة في العراق قبل عدة سنوات.

تركيا

هي العضو الوحيد في حلف الناتو المرتبط بالشرق الأوسط، وتتشارك تركيا مع سوريا بحدود تبلغ 810 كيلومترا، وب 350 كيلومترا من الحدود مع العراق. تكمن أهمية تركيا بجغرافيتها حيث توفر قدرة الوصول الى الأراضي الواقعة تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في شمالي سوريا وشمالي وغربي العراق.

نظريا يمكن لتركيا أن تستخدم جيشها الحديث وقوة طيرانها، حيث تملك طائرات من طراز إف 16؛ ويمكن أن تقدم تعاونا استخباراتيا والذي كان متوافرا في الخطوط الأمامية للصراع السوري لسنوات؛ ويمكن أن تسمح باستخدام قاعدة انجرليك الجوية جنوبي تركيا لشن غارات.

ويمكن لتركيا أيضا أن تشدد مراقبة حدودها للحد من تدفق المقاتلين الأجانب إلى سوريا وتهريب النفط من قبل تنظيم الدولة الإسلامية من سوريا.

حتى الآن، على الأقل، تبدو تركيا مترددة في القيام بدور بارز لسببين: يحتجز تنظيم الدولة الإسلامية عشرات الرهائن الأتراك، بينهم دبلوماسيون؛ كما أن أنقرة، التي لديها أقلية كردية متمردة في كثير من الأحيان، تشعر بالقلق إزاء تقدم القوات الكردية في سوريا والعراق ضد الدولة الإسلامية.

مصر

في حال انضمت للحملة التي تقودها الولايات المتحدة، فمن المرجح أن تكون المواجهة على الجبهات الفكرية واللوجستية.

فقد سبق وأن تحدثت مشيخة الأزهر في القاهرة، بالإضافة لدار الإفتاء المصرية، بقوة ضد تنظيم الدولة الإسلامية. وينظر إلى هذا على أنه خطوة هامة في محاولة تجريد المتطرفين من المبادئ الإسلامية الباطلة التي أعلنوا تبنيها.

على الجبهة العسكرية، لمصر جيش قوي مجهز أمريكيا فضلا عن قوة جوية كبيرة، ويمكنها نظريا المشاركة في حملة جوية، على الرغم من أن محللين مصريين يرون أن هذا أمر غير مرجح حاليا. لكن مصر يمكنها تسهيل مرور طائرات التحالف عبر مجالها الجوي، وتكون بمثابة مصدر هام للاستخبارات والغطاء السياسي.

العراق

بدأت الولايات المتحدة شن غارات جوية ضد مسلحي الدولة الإسلامية في العراق منذ شهر، ويركز أوباما على توسيع تلك العملية المحدودة.

وانهار الجيش العراقي تقريبا أمام التقدم السريع للتنظيم في أنحاء البلاد في يونيو. وصمدت القوات المسلحة منذ ذلك الحين، ولكنها أثبتت أنها غير قادرة على دحر المتطرفين.

اعتمدت بغداد إلى حد كبير بدلا من ذلك على الميليشيات الشيعية التي تقوم بالكثير من تحمل الأعباء في الخطوط الأمامية. ولكن هذه الجماعات نفسها حاربت الولايات المتحدة لسنوات، واتهمت بارتكاب فظائع، مما يجعل التحالف معها غير متوقع وغير مستساغ بالنسبة للولايات المتحدة.

وتتعاون الولايات المتحدة بالفعل مع أكراد العراق في الشمال، وستواصل القيام بذلك. لكن المسلحون تفوقوا على البشمركة الكردية، وتطالب القوات الكردية من الولايات المتحدة وحلفائها تسريع تسليمها أسلحة وذخائر.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

الثانويه العامه وأخبار التعليم

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان