صحف الإمارات تتناول الوضع بليبيا والعراق دون إغفال مجازر الاحتلال في غزة
أبوظبي - (أ ش أ):
تناولت صحف الإمارات اليوم الأحد في افتتاحياتها العديد من الموضوعات وعلى رأسها الفوضى التي تشهدها المنطقة العربية من ليبيا غربا إلى العراق شرقا دون إغفال المجازر التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة والتي تنذر بانفجار كبير إن استمرت.. إلى جانب التحديات التي تواجهها الحكومة العراقية في ظل خطر تنظيم '' داعش ''.
ودعت صحيفة '' البيان ''الإماراتية في افتتاحيتها اليوم تحت عنوان ''حان وقف الفوضى'' إلى تكاتف عربي وإسلامي ورؤية واضحة المعالم تنفذ على أرض الواقع بالسرعة المطلوبة لتجنب أية كارثة وشيكة على أمن المنطقة، منبهة إلى أن العالمين العربي والإسلامي هما المعنيان بمعظم ما يجري على الرغم من التأثيرات الخارجية ومستقبلهما وازدهارهما على المحك في حال لم يكن هناك تحرك حقيقي وجوهري يتناول بالتحليل أولا والمعالجة على مختلف صنوفها تاليا قوام تلك التطورات الخطرة التي قد تجر المنطقة إلى ما لا تحمد عقباه.
وقالت '' ليس من المبالغة القول إن ما تشهده المنطقة من توترات وفوضى يبدو غير مسبوق منذ عقد من الزمن على الأقل إن لم يكن أكثر لجهة شموليته وخطورته بل وحتى مفاعيله وامتداداته الاستراتيجية طويلة الأمد على مستقبل الشرق الأوسط.
وأكدت '' البيان '' في ختام افتتاحيتها .. حق الشعوب العربية والإسلامية في أن تعيش في سلام وأمان خاصة أنها على مدى العقود الماضية عانت الكثير من الاضطرابات والحروب واختبرت العدوان والاحتلال من الآخرين حيث تبدو الظروف الراهنة هي الأدعى لشحذ الهمم والانتقال إلى إجراءات عملية تنهي حالات الفوضى التي تضرب المنطقة.
من جانبها، قالت صحيفة (الخليج) الإماراتية تحت عنوان (الحكومة العراقية الجديدة والتحديات) لم يكن بمقدور رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي مواصلة الإنكار والمكابرة والتحدي بعدما ضاقت في وجهه سبل المناورة والإصرار على تجديد ولايته للمرة الثالثة بعدما أدرك انفضاض أغلبية القوى السياسية العراقية حتى من بعض حلفائه من حوله إضافة إلى المرجعية الدينية وأغلبية الشعب العراقي بعدما أدرك كل هؤلاء أنه يتحمل مسئولية أساسية فيما آل إليه الوضع العراقي بسبب سوء سياساته.
وأضافت الصحيفة'' إذا كان قرار المالكي بالتنحي وتكليف حيدر العبادي تشكيل حكومة جديدة لقيا ترحيبا واسعا داخليا وإقليميا ودوليا.. فإن ذلك وإن دل على توافق ورغبة في إخراج العراق من مأزقه المصيري خوفا من تداعيات داهمة وخطرة جراء ممارسات '' داعش ''وأهدافها فإن مستقبل العراق يبقى غامضا حتى في ظل حكومة جديدة وإن كانت حكومة وحدة وطنية قوية وموسعة لا تستثني أحدا وتمثل كل شرائح ومكونات الشعب العراقي ''.
وأشارت إلى أن مثل هذه الحكومة تواجه جملة تحديات وتركة ثقيلة من الأزمات والمشكلات المزمنة وأهمها خطر تنظيم ''داعش'' الذي وضع اليد على أجزاء واسعة من غرب ووسط العراق واحتل محافظات ومدنا ويقوم بعملية تطهير عرقي وديني ومذهبي ويرتكب فظاعات ومذابح خارج كل القيم الدينية والإنسانية ويهدد بالتوسع والتمدد .
بدورها، تساءلت صحيفة ( الخليج) الاماراتية كيف سيتم التعامل مع هذا الخطر الممتد على مساحة واسعة من أرض العراق وصولا إلى شرق سوريا مع إمكانات عددية وتسليحية وتنظيمية غير محددة لكنها بالتأكيد غير قليلة في ظل دعم إقليمي ودولي غير مرئي أو محدد.. مشيرة إلى أن هناك مكونات مستنكفة عن المشاركة في العملية السياسية لأنها مستبعدة أساسا جراء قانون ''الاجتثاث'' الذي سن في ظل الاحتلال الأمريكي وهي مستعدة للتعامل مع شيطان '' داعش '' أو أي '' شيطان '' آخر لتدفيع أية حكومة عراقية مهما كان اسمها ولونها وشكلها ثمن هذا القانون .
ولفتت إلى أن مواجهة هذا الخطر الداهم يحتاج إلى إمكانات عسكرية وأمنية ومالية هائلة وأيضا إلى منهجية مغايرة كالتي اتبعتها حكومة المالكي وإلى تجذير كل عوامل الوحدة الوطنية وإقناع القوى المترددة بالانخراط في المواجهة على أساس أنها مواجهة كل أبناء العراق ضد هذا النبت الشيطاني الداعشي الذي يريد أن يبني ''دولة'' على جماجم وجثث العراقيين وبقية العرب تحت راية مزيفة تحمل شعارات تدعي الإسلام .
وطالبت '' الخليج '' في ختام كلمتها الحكومة العراقية الجديدة - التي من المفترض تشكيلها في القريب العاجل لمواجهة ظروف استثنائية خطرة - بتأسيس بيئة عراقية واسعة رافضة للتطرف ثم خوض معركة شاملة ضد '' داعش '' ينخرط فيها كل أبناء العراق و بدعم عربي وإقليمي واسع.. لأن التأخير يعمق الخطر ويزيده.
أما صحيفة '' الوطن '' الاماراتية فرحبت بقرار مجلس الأمن الدولي ليل أول أمس خلال إجماع أعضائه الـ 15 بوضع الجماعات المتشددة في سوريا والعراق - وهي تنظيم الدولة الإسلامية '' داعش '' و'' جبهة النصرة '' فرع القاعدة في سوريا - على لائحة الإرهاب وإدراج أسماء ستة قياديين على لائحة الإرهابيين ..موضحة أنه أمر جيد و خطوة تعكس استياء المجتمع الدولي أجمع من مجازر قل نظيرها تشهدها مناطق واسعة في البلدين.
تساءلت الصحيفة تحت عنوان '' الفصل السابع لمواجهة الإرهاب '' هل من آلية لترجمة هذا القرار واقعا ينعكس على تجنيب شعوب كثيرة وخاصة الشعبين في سوريا والعراق كوارث ومجازر ثانية هي في غنى عنها بعد أن قدمت دما أشبه بالشلالات ولفترة طويلة وهل سيكتفي العالم بترقب معاقبة الممولين أو الغارات المحدودة لوقف زحف الجراد الإرهابي المتمثل بهاتين الجماعتين إلى الأماكن التي يريد حمايتها بشكل مباشر مثل كردستان.
وأشارت إلى تصاعد الأصوات تباعا حول ضرورة وجود تعاون دولي يتفاعل باستمرار لقطع دابر الإرهاب خاصة أنه أشبه بأي وباء آخر لادين ولا مكان ولا زمان له وفوق هذا لا أحد في مأمن منه بأي بقعة كانت على سطح الأرض حيث أن هذا الفكر الظلامي الذي يحمل ترسبات الدين منها براء وأبسط قيم الإنسانية تلفظها يحاول الظهور في كل مكان توجد فيه بيئة تؤمن له النشاط علما أن أية بيئة لمثل هذه الجماعات هي ضحية قبل أي شيء آخر ورأينا كيف بات سكان المناطق التي توجد فيها مثل هذه الجماعات ضحايا للنحر والقتل والتنكيل و سبي النساء وسوقهن حتى إلى أسواق الرقيق التي أقيمت لأجلهن.
وشددت '' الوطن '' في ختام افتتاحيتها على أنه لا تقدم ولا نجاح ولا استقرار بوجود الإرهاب وانعدام الأمن و الخطر يتربص بالجميع .. مشيرة إلى أن التجربة الأخيرة بين ضربات مفاجئة في العراق ولبنان تؤكد ضرورة تفعيل التعاون الدولي أكثر و صحيح أن القرار الصادر في مجلس الأمن كان خطوة جيدة يمكن البناء عليها لكن بانتظار المزيد ليكون فاعلا بالدرجة الكافية للقضاء على الإرهاب واجتثاث جذوره وتجفيف منابعه وهو بالقطع عملية طويلة ومعقدة وتحتاج علاجات جانبية لينتج النجاح المرجو.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: