إعلان

آسوشيتد برس: المالكي ''صارم ولا يتزعزع وشديد الوطأة''

09:52 ص الأحد 17 أغسطس 2014

رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - سارة عرفة:

وصفت وكالة أسوشيتد برس الأمريكية رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي بأنه ''صارم ولا يتزعزع وشديد الوطأة''، مشيرة إلى الهدوء والجرأة التي يتحلى بها المالكي.

ودللت الوكالة على ذلك في تقرير نشرته على موقعها الالكتروني بالقول إن عندما ضرب صاروخ المنطقة الخضراء في بغداد في 2007 خلال مؤتمر صحفي لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، انحنى الأخير وبدا مضطربا. رغم ذلك لم يهتز المالكي ووصف الهجوم بأنه لا شيء.

وأشارت أنه بعد عام من تلك الواقعة، ظل المالكي أيضا هادئا عندما ألقى صحفي عراقي غاضب حذائه على الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن في مؤتمر صحفي آخر.

وقالت ''بينما انحنى بوش بشكل حاذق، وقف المالكي بجوار ضيفه، بل ورفع إحدى يديه محاولا صد إحدى فردتي الحذاء''.

وأشارت إلى أنه فيما يترك المالكي منصبه سيذكره الناس بالهيمنة على السياسة العراقية بسلوك فولاذي في معظم العقد الصاخب الذي تبع الإطاحة بالرئيس صدام حسين في 2003.

وقاد المالكي (64 سنة) البلاد في ذروة سفك الدماء بين الشيعة والسنة. لكن حكمه شديد الوطأة ساعد في جر البلاد مجددا إلى الفوضى، بحسب الوكالة الأمريكية.

وقالت إن المالكي ''لم يكن خائفا من التحرك ضد من يراهم خصوما له، أكانوا منافسين مسلحين أو سياسيين، وقدم صورة للتصميم الثابت بأنه أكثر رئيس للوزراء نفوذا منذ الغزو الأمريكي للعراق في ٢٠٠٣''.

والمالكي الشيعي ذو الوجه الصارم حاصل على درجة الماجستير في الأدب العربي، وكان من غير المرجح أن يكون خيارا لقيادة العراق للكثير من الأسباب.

أصبح المالكي رئيسا للوزراء في 2006 بعدما ظهر كمرشح نتيجة تسوية على رأس تحالف هش. وقرر أخيرا يوم الخميس التنحي لصالح حيدر العبادي بعد صراع لأسابيع للبقاء في السلطة عقب انتخابات أبريل، على ما تقول الأسوشيتد برس.

المالكي حفيد شاعر بارز قام بدور في ثورة 1920 ضد البريطانيين. وفر من نظام صدام حسين في 1979 وحكم عليه بالإعدام غيابيا في العام الذي تلى ذلك لانضمامه إلى حزب الدعوة، وهو أقدم حزب عراقي شيعي.

وظل المالكي لأكثر من عقدين في المنفى في سوريا وإيران.

وتم ترشيح كلا من رفيقيه في حزب الدعوة إبراهيم الجعفري سلفا للمالكي، والعبادي خلفا له.

وبينما كان في المنفى في سوريا استخدم الاسم المستعار جواد، وأصبح مسؤولا عن قيادة ''مكتب جهاد'' الحزب، والذي يوجه النشطاء داخل العراق.

عاد المالكي من المنفى بعد الإطاحة بصدام حسين وتم ترشيحه لمجلس استشاري أنشئ بوساطة أمريكية في 2004. وتم انتخابه نائبا في البرلمان العراقي في أول انتخابات في حقبة ما بعد صدام، وكان رئيسا للجنة الأمن والدفاع في المجلس.

وعمل أيضا في اللجنة المسؤولة عن تطهير أعضاء حزب البعث الذي ينتمي إليه صدام من المناصب القيادية.

من جانبهم استاء السنة بالتحديد والذين يشكلون العمود الفقري للحزب من عمل اللجنة ورأوا فيها أداة لتهميشهم.

ترقى بعد ذلك إلى منصب رئيس الوزراء بعد الجعفري وسط انتقادات للأخير بزيادة أعمال العنف والفشل في الحصول على الدعم البرلماني للحصول على ولاية ثانية بعد انتخابات 2005.

''نصب المالكي نفسه كشخص متشدد عندما يتعلق الأمر بقتال التمرد الذي دفع العراق إلى شفا حرب أهلية في الوقت الذي تولى فيه المنصب''، بحسب الوكالة.

وتقول أسوشيتد برس إن المالكي مسؤولين أمريكيين في الإعلان عن مقتل أبو مصعب الزرقاوي، أشهر قادة تنظيم القاعدة في العراق، وتسببت قنابل أمريكية في قتل القيادي المسلح، لكن توقيت الإعلان وإشادة المالكي بقوات الأمن التي قال إنها ساعدت في الهجوم أكدا على رسالته في ''مكافحة الإرهاب''.

وكان المالكي هو من وقع على أمر إعدام صدام حسين، تلك الخطورة التي أفرحت الشيعة والأكراد العراقيين الذين عانوا تحت حكم صدام، لكن تسجيلات مسربة للحراس الذين يسخرون من صدام عند حبل المشنقة أغضبت الكثيرين من العراقيين السنة.

لاحقا غضب بعض الشيعة من المالكي بعدما انضم للقوات الأمريكية في هجوم ضد مسلحي جيش المهدي التابع لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر جنوبي مدينة البصرة.

وتقول أسوشيتد برس إن هذه الخطوة ساعدت في تعزيز صورة المالكي كزعيم وطني أكثر من كونه طائفيا فحسب.

تحالفه ''دولة القانون''، الذي ضم حزب الدعوة وأحزاب أخرى أصغر، واجه تحديا قويا من جهة كتلة ''العراقية'' العلمانية بشكل عام والمدعومة من السنة وذلك في انتخابات 2010.

ورغم أن العراقية فازت بمقعدين أكثر من دولة القانون، ظل المالكي في السلطة بحكم قضائي مقتضاه أن أكبر كتلة من الأحزاب المنضمة معا -وليس أكبر حزب منفرد- لها التفويض في تشكيل الحكومة.

لكن المعارضة زادت ضد نمط حكومته، وأثيرت أسئلة حول عما إذا كان يعزز قوته بشكل غير عادل ويخوف أو يهمش خصومه السياسيين.

وأشرف المالكي على جهود - رآها كثيرون بطيئة جدا- لإعادة بناء العراق وتطبيع العلاقات مع العالم الخارجي.

وكافح من أجل عمل روابط متوازنة مع الولايات المتحدة والجارة الشيعية القوية إيران.

ويتهمه منتقدوه بأن علاقته كانت دافئة أكثر من اللازم مع طهران، لكنه قال إن الأمر حيوي للحفاظ على علاقات طيبة.

وتحدث هو وبوش مرارا، لكنهما فشلا في الوصول لبنود تسمح بالاستمرار العسكري الأمريكي في العراق بعد 2011.

وغادرت آخر القوات الأمريكية في ديسمبر2011 عدا عدد قليل ظل تحت سيطرة السفارة الأمريكية لتوفير التدريب وتسهيل مبيعات الأسلحة.

أبرز رحيل القوات الأمريكية نقطة تحول سعى المالكي سريعا لاستغلالها من أجل مكسب سياسي.

نفر أسلوب حكمه الكثيرين في البرلمان علاوة على نوابه ووزرائه.

أكد المالكي أنه يتصرف من أجل الأفضل لمصلحة العراق وأنه يقوم بما يستطيع أمام معارضة غير متعاونة.

في أواخر 2012 واجه تحديات متجددة لسلطته؛ فقد أرسلت المنطقة الكردية ذاتية الحكم في العراق قوات إلى الحدود الداخلية المتنازع عليها مع باقي العراق، حيث واجهت الجيش العراقي.

كما اندلعت احتجاجات في محافظة الأنبار ومناطق أخرى ذات أغلبية سنية والتي امتدت لأشهر عدة.

ورغم أن أعمال العنف انخفضت مقارنة بذروتها في 2006-2007، إلا أن الهجمات التي توقع ضحايا بالجملة لازالت مستمرة.

وفي يناير 2014، اكتسح مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام ''داعش'' من سوريا المجاورة وشنوا هجوما في محافظة الأنبار واستولوا على الفلوجة وأجزاء من الرمادي.

وأصبحت تلك التحركات أساسا لحملة أوسع وأعنف تضمنت مدينة الموصل ثاني أكبر المدن العراقية.

وحث ذلك على إطلاق نقد صريح على نحو غير معهود من جانب المرجعية الشيعية المعتبرة أية الله على السيستاني، مما حدا بكثيرين للاعتقاد بأن أيام المالكي معدودة.

وقال أيهم كامل الخبير في شؤون العراق في يوراسيا جروب، لأسوشيتد برس، ''الأحداث في الموصل جعلت من الصعب جدا على المالكي أن يبقى رئيسا للوزراء ... لكن التدخل المباشر للسيستاني هو ما أحدث فرقا حقا هنا''.

من جانبه قال محمود عثمان النائب الكردي المستقل إن اللوم لا يقع فقط على المالكي فيما يخص مظاهر الفشل في القيادة.

وأضاف عثمان للوكالة الامريكية أن ''فشل كلا من البرلمان والرئاسة أيضا'' وأضاف ''جعل من النواب أعداء له بدلا من جعلهم شركاء. تحت حكم المالكي، فقدت السلطات القضائية والجيش استقلالهم وحيدتهم، وتحولوا إلى أدوات للألعاب السياسية في العراق''.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

الثانويه العامه وأخبار التعليم

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان