إعلان

أسوشيتد برس: استهداف إسرائيل للمساجد بين اتهام حماس ودفاع أهالي غزة

12:39 م الأربعاء 13 أغسطس 2014

العدوان الاسرائيلى على غزة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – سارة عرفة:

سلطت وكالة أسوشيتد برس الأمريكية الضوء على ضرب مسجد القسام الذي حولته الغارة الإسرائيلية إلى ركام ولم يتبق منه سوى منارته.

ولفتت الوكالة إلى أن المسجد يعرف كذلك باسم الجامع الكبير وهو واحد من بين 63 جامعا دمرته إسرائيل أثناء حربها على القطاع والتي استمرت لأكثر من شهر، طبقا لمسؤولين فلسطينيين.

أما عن سبب استهداف إسرائيل للمساجد فبحسب الوكالة إن إسرائيل تعتقد أن حماس تستخدم المساجد لتخزين أسلحتها وراجمات الصواريخ وإخفاء الأنفاق التي تمتد الى داخل إسرائيل ليستخدمها المقاتلون لشن هجمات.

من ناحية أخرى نفى حكام حماس هذه الاتهامات قائلين إن إسرائيل تشن حرب على الإسلام ، بينما على الأرض يردد الغزيون ذات الأمر قائلين إن إسرائيل تستهدف دينهم.

وأشارت الوكالة إلى أن إسرائيل نحت جانبا أي تردد كانت قد أقدمت عليه في السابق لضرب المراكز الدينية خشية ردود الفعل الدبلوماسية. خلال الحملة الجوية على غزة عام 2012 والتي استمرت لنحو أسبوع، لم يتعرض مسجد واحد للضربات الإسرائيلية. في حربها على القطاع عام 2008 - 2009 والتي استمرت ثلاثة أسابيع قصفت إسرائيل 17 مسجدا ودمرت 20 مئذنة، قائلة إنها كانت تستخدم كهوائيات عسكرية.

وخلال زيارات أخيرة قامت بها الأسوشيتد برس إلى نحو ستة مساجد دمرتها إسرائيل في غزة، نفى الأهالي استغلال حماس المساجد كمخابئ لمقاتليها أو استخدامها كمخازن للأسلحة.

وجاء الرد الشائع على أسئلة بخصوص استخدام المسلحين المساجد لأغراض عسكرية هو ''أبدا، مطلقا'' أو ''لم أشاهد أبدا أي عنصر من عناصر المقاومة هنا، أبدا''.

لكن، نعم، للمساجد هنا أكثر من دور: فهي مراكز اجتماعية وتعليمية وصحية للأهالي، وتقدم لهم العناية الطبية ودروس حفظ القرآن ومحو الأمية، بالإضافة الى الفعاليات الرياضية مثل مباريات كرة القدم وكرة تنس الطاولة.

ومع ذلك، في سلسلة الصراعات الأخيرة في المنطقة، بدءا من الحرب الأهلية في سوريا الى حرب العراق من عام 2003 و2011، دأب المسلحون على تخزين أسلحتهم في المساجد كما تتهم إسرائيل حركة حماس بفعل ذلك، بيوت الصلاة تستخدم كتمويه للعدو طالما إن قصفها قد يخلق كارثة علاقات عامة.

في هذه الحرب، يقول الجيش الإسرائيلي إن حماس استغلت المساجد في خزن الأسلحة ومنصات إطلاق الصواريخ ولإخفاء فتحات الأنفاق وكمواقع مراقبة ولعقد جلسات تخطيط عسكري. وقال إن من بين أكثر من 300 صاروخ أطلق من القطاع على إسرائيل خلال الحرب ثمة 600 صاروخ أطلق من منشآت مدنية، من بينها 160 مسجدا. كما قام الجيش الإسرائيلي بنشر مقاطع صورية على مواقع التواصل الاجتماعية عن عثوره على مخازن أسلحة داخل المساجد.

وقال الجيش الإسرائيلي في رسالة عبر البريد الإلكتروني ردا على أسئلة الأسوشيتد برس ''إن المنظمات الإرهابية داخل قطاع غزة، والتي تقودها حماس، أساءت وبوحشية استخدام المساجد والمنشآت الإنسانية لنشاطات إرهابية. إن حماس هي من اختار بناء قدراتها الهجومية داخل هذه الأماكن وتحويلها الى هدف مشروع''.

الخبير الإسرائيلي في مجال مكافحة الإرهاب جوناثان فيغيل يتفق مع ذلك. وقال فيغيل، الخبير في معهد السياسة الدولية لمكافحة الإرهاب - وهو معهد مستقل ''إنهم يستخدمون هذه الأماكن - أولا وقبل كل شيء - كي يشعروا بالحصانة بأنهم غير مستهدفين، والأمر الثاني، إذا ما استهدفت هذه الأماكن سيصرخون ويقولون إن الجانب الآخر ينتهك حرمة أماكن العبادة''.

والمساجد تقليديا جزء من البنية الأساسية لحماس، إذ تعمل كمراكز للتجنيد والتدريب وتنشئة مقاتلي المستقبل، وتدميرها سيكون له تداعيات سلبية على الحركة المسلحة في المستقبل.

وقال يحيى أبو صيام، وهو معلم ملتح بمدرسة ابتدائية، بينما كان يجلس مع مصلين آخرين داخل أنقاض مسجد الفاروق في بلدة رفح جنوبي قطاع غزة الذي استهدف في غارة جوية في 22 يوليودمرت كذلك عددا من المنازل ''هم يريدون إضعاف إيماننا وعزمنا وهما أساسا الجهاد.''

وردد أبو بلال درويش، مدير هيئة الأوقاف الإسلامية لوسط غزة، نفس الكلام بينما كان واقفا على أنقاض مسجد القسام في مخيم النصيرات للاجئين. وقال ''هذا اعتداء على الإسلام. المحتلون يدركون أن مساجدنا تربي الرجال ومن يرغبون في الشهادة في سبيل الله.''

ومن المساجد التي زارتها الأسوشيتد برس، برز القسام كأكثرها إثارة للريبة بالنظر إلى أن ثلاثة من قياديي حماس قتلوا في الغارة الجوية التي شنت عليه قبل فجر السبت، استنادا إلى الوجود الأمني المكثف في أعقاب الهجوم. وما يسلط الضوء على التوتر، اعتقال رجال أمن من حماس كانوا يرتدون ملابس مدنية مراسل الأسوشيتد برس لفترة وجيزة بعدما دون اسمي كتابين دينيين انتشلهما من الأنقاض.

ويمس استهداف المساجد وترا حساسا في غزة، حيث لا ينظر إليها على أنها مجرد دور للعبادة ولكن جزءا لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي في القطاع الساحلي المحافظ - فهي أماكن يلتقي فيها الأصدقاء والأٌقارب وتقام فيها كذلك الأعراس والمآتم.

وفي صراع وضع كثيرا في أطر دينية، تحمل المساجد أهمية رمزية وهي متقشفة شأنها شأن غزة نفسها، على عكس الفخامة التي بنى بها العديد من المساجد في أنحاء المنطقة في الآونة الأخيرة.

واستهدف هجوم واحد على الأقل المسجد العمري العتيق الذي يعود تاريخ بنائه الى القرن السابع بمخيم جباليا للاجئين في شمالي غزة، والذي يقف بجانب مسجد كبير حديث مكون من طابقين يحمل نفس الاسم. وكلاهما دمر.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان