صحف السعودية: من يوقف إسرائيل؟
الرياض - (أ ش أ):
اهتمت صحف السعودية الصادرة صباح الأحد بالوضع في الأراضي الفلسطينية وتداعيات التصعيد العسكرى الاسرائيلي الذي دخل يومه السادس، والموقف العربى والدولي.
وقالت صحيفة ''عكاظ'' السعودية إنه بالرغم من الأخطاء المتكررة التي يتسبب فيها بعض أعداء القضية الفلسطينية من داخلها ومنها قتل ثلاثة من الإسرائيليين مطلع هذا الشهر، إلا أن الوقفة العربية الواحدة بمواجهة العدوان الإسرائيلي السافر على غزة وقتل أكثر من مائة شهيد وجرح حوالي الألف من الأبرياء لا يجب أن تمر بهدوء، أو أن تتجاهل بشكل أو بآخر.
وأضافت تحت عنوان ''من يوقف إسرائيل'' أنه حتى القرار العربي المتعثر داخل مجلس الأمن لوقف العنف الإسرائيلي على غزة، لا يكفي لأننا نعرف ما هي أهمية أو قيمة قرارات الأمم المتحدة بما فيها مجلس الأمن عند إسرائيل ومن يقفون وراءها، هذا إذا وافقت أمريكا وقبلت روسيا التصويت على قرار هزيل كهذا لا يسمن ولا يغني من جوع.
وتابعت: ''وتشدق رئيس الوزراء الإسرائيلي بأن العدوان سيستمر حتى تحقيق الأهداف المنشودة، يؤكد أن الفلسطينيين قد استدرجوا من قبل طغمة ندرك مدى تعاملها مع إسرائيل، وتورطها في أعمال تعطيها ''كارت بلانش'' للقضاء على البنية الأساسية لتوحيد الصف الفلسطيني،كما يكشف هذا العدوان - من جهة ثانية - مدى انزعاج الإسرائيليين من التسوية الأخيرة بين حماس ومنظمة التحرير الفلسطينية مما دفعها إلى هذا الاستدراج، وبالتالي إجهاض المشروع في مهده، وقالت '' كل هذه الأمور تستوجب وقفة عربية مسؤولة، توقف إسرائيل عند حدها، وتكشف عن أعداء الشعب الفلسطيني من داخله في وقت واحد، فمن يعلق الجرس أولا''!.
ومن جانبها ، قالت صحيفة ''الوطن'' إن تزامن تصويت مجلس الأمن الدولي غدا على مشروع قرار لإيصال المساعدات الإنسانية إلى مناطق داخل سوريا من غير موافقة النظام السوري، مع اجتماع لوزراء خارجية الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية المفترض عقده أيضا غدا لمناقشة الوضع في قطاع غزة الذي يعاني أهله الويلات نتيجة القصف الصهيوني الهمجي، فذلك يعني أن الأمة العربية ربما تمر في فترة هي الأسوأ من تاريخها، ولا بد من تصرف واع وحاسم لوضع النقاط على الحروف.
وأضافت أنه ''وإذا كان النظام السوري هو المتسبب في كل ما يجري على أراضيه لتعامله بعنف مع المحتجين في بداية الثورة فإن الواقع الفلسطيني يشير إلى تراكمات أخطاء من الجانبين ، فالاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية هو السبب الرئيس لكل ما تلاه من أحداث، ومع تطور الأمور عاما بعد عام وصولا إلى اتفاق أوسلو لم يبد راعي السلام الأميركي أي محاولة للضغط على الجانب الإسرائيلي لتطبيق بنود الاتفاق الذي عرقلته إسرائيل مرارا وتكرارا لمنع إقامة الدولة الفلسطينية، الأمر الذي أدى للانتفاضة، ولاستمرار عملية المقاومة، فكان أن تعاملت إسرائيل دائما مع الفلسطينيين العزل بالعنف والقصف.
وتابعت: إن لم يحسن من أعطى لإسرائيل الذريعة لقصف الفلسطينيين اختيار التوقيت وطبيعة الفعل، فواقع الحال يقول إنه لا مبرر لإسرائيل لتحويل قطاع غزة إلى كومة من الدمار، ولو أن نيتها كانت حسنة بالسلام مع الفلسطينيين لتوجهت إلى الطرق السلمية لحل المشكلة بدل أن تعاقب المئات ممن لا ذنب لهم بالقتل ، وتهدم البيوت وتشل حياة البشر في مكان يفتقد أصلا لأبسط مقومات الحياة ، ورأت أن مفاتيح نهاية الأزمة وتحقيق السلام والسلم وإعادة الأمان للناس في كل من في سوريا وفلسطين بيد الولايات المتحدة الأميركية.
وقالت: ''على أمريكا أن تكون طرفا محايدا – وليس منحازا – بين إسرائيل والفلسطينيين، وهي قادرة أيضا على إدخال المساعدات إلى الملايين في سوريا ممن أضرت بهم الحرب ''.
من ناحية أخرى ، قال خبراء لصحيفة ''عكاظ''، إن الدول العربية مطالبة بسرعة تقديم الدعم المالي للفلسطينيين لمواجهة العدوان الإسرائيلي المتواصل على الأراضي المحتلة، وتوقع السفير هاني خلاف مساعد وزير الخارجية ومندوب مصر السابق لدى الجامعة العربية، أن يسفر اجتماع الغد عن حزمة من القرارات والإجراءات في مقدمتها توجيه دعم مالي وغذائي وطبي لسكان غزة، واستبعد تحقيق اختراق كبير خلال الاجتماع، مضيفا أن التوجه الغالب سيصب في تحرك عربي ضاغط لوقف أعمال القصف والقتل التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي.
ورجح الدبلوماسي المصري، أن يطالب الوزراء بتصعيد الأمر إلى المحكمة الجنائية الدولية لوجود جرائم حرب ارتكبتها قوات الاحتلال، لكنه لفت إلى أن هذا اﻷمر يقتضي سرعة انضمام فلسطين إلى النظام المنشئ للمحكمة، لكن الاجتماع يمكنه تجاوز هذه العقبة بتبني بعض اﻷطراف العربية هذا التحرك، واﻷفضل أن تقوم السلطة الفلسطينية بهذه الخطوة عبر توثيق الجرائم التي ارتكبتها قوات الاحتلال.
من جهته، لفت السفير حسين هريدي - مساعد وزير الخارجية السابق، إلى أهمية وجود خطوات فاعلة توفر الدعم العربي للفلسطينيين عبر سرعة إغاثة المناطق المنكوبة، وشدد على ضرورة أن تتحرك المجموعة العربية بصوت واحد عبر كافة المحافل الدولية واغتنام المعطيات الراهنة للتأكيد والتحذير من خطورة استمرار الاحتلال وأنه آن الأوان لضرورة إنهائه وتحقيق التسوية العادلة التي تحقق تطلعات الفلسطينيين المشروعة وتضع حدا لإمكانية تكرار قيام الاحتلال والمستوطنين بارتكاب هذه الجرائم.
بدوره أعرب السفير الدكتور محمد شاكر - رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية، عن أمله في أن يخرج الاجتماع بقرارات قوية ترتقي إلى حجم الجرم الراهن وأن توفر الدعم للفلسطينيين بمواجهة هذه الانتهاكات الخطيرة والوحشية، وأن تدفع باتجاه تغيير الوضع القائم على اﻷرض عبر التسوية السياسية وفقا للأسس التي انطلقت عليها، واعتبر أنه آن اﻷوان لتنفيذ مبادرة السلام العربية وما تضمنته من أسس لتسوية هذا النزاع.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: