صحيفة لبنانية: الأجهزة الأمنية منعت إسالة نهر من الدم أمس
بيروت- (أ ش أ):
قالت صحيفة النهار اللبنانية إن الأجهزة الأمنية اللبنانية نجحت في منع نهر من الدم كان سيسيل أمس نتيجة مخططات إرهابية.
وقالت الصحيفة إن الأحداث بدأت في السادسة والدقيقة العاشرة صباح أمس، عندما تلقى المسؤول عن مكتب شئون البلديات والمخاتير (منصب شبيه للعمدة) في حركة ''أمل'' بسام طليس اتصالاً من وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق، يطلب منه تأجيل المؤتمر الاختياري الذي كانت ستقيمه الحركة بعد نحو 4 ساعات من الاتصال.
وأشارت إلى أنه كان من المــــؤكد في حدود نسبة الـ99 في المئة، أن راعي المؤتمر رئيس مجلس النواب زعيم حركة أمل نبيه بري سيلقي كلمة، ولا سيما أن المئات من عناصر شرطة المجلس وقوى الأمن الداخلي يرابطون في قصر اليونيسكو الذي سيعقد به المؤتمر ومحيطه منذ ثلاثة أيام، الأمر الذي أوحى لعناصر إرهابية بإمكان حضور بري.
وقالت الصحيفة إنه بينما كان وزير الداخلية يعقد اجتماعاً فجر أمس مع الضباط الكبار، توجهت مجموعات من رجال الأمن لتفرض طوقاً أمنياً في الحمراء بقلب بيروت، وتحاصر عدداً من الفنادق وخصوصاً ''نابليون'' الذي تنزل فيه شخصيات من أعضاء المؤتمر القومي العربي وسواها.
وتفيد المعلومات أنه جرى الاشتباه في وجود سوريين وخليجيين لا علاقة لهم بالمؤتمر، عمل الأمنيون على توقيفهم فوراً ومباشرة التحقيق معهم، وثمة نزلاء كانوا قد أتموا معاملاتهم وباشروا الاستعداد للمغادرة، الأمر الذي أثار شبهات عند القوى الأمنية.
وجرى اتصال بين بري والمشنوق، وقدّم الثاني شرحاً سريعاً عن كل ما يحدث. وأيّد الاثنان فكرة تأجيل المؤتمر تخوفاً من أي خرق أمني يستهدف قصر الأونيسكو.
وكشف وزير الداخلية لرئيس مجلس النواب عن مصدر المعلومات الأمنية الأخيرة التي تلقتها الوزارة، وتفيد أن ثمة مجموعات إرهابية تحضّر لأعمال تخريبية وتفجيرية تستهدف مقار سياسية وأمنية.
ولم يكشف بري عن هذا المصدر، ولكن يرجّح أنه الولايات المتحدة الأمريكية.
وفي هذا الوقت، كانت الحمراء وفنادقها مسرحاً لأعمال تفتيش وبحث عن مشبوهين وجرى إقفال عدد من الشوارع والطرق في أكثر من مكان، لأن ثمة معلومات وصلت الى بري وقوى سياسية أخرى تفيد عن تمكن شاحنتين مفخختين و3 سيارات، فضلاً عن مجموعة من الشبان الذين تزودوا بأحزمة ناسفة، وقد تمكنوا من الوصول الى بيروت وضواحيها.
وأبدى ''بري'' ارتياحه إلى خطوة ''المشنوق'' وطلبه تأجيل مؤتمر المخاتير، لأن ثمة خطة لم يكشف عن كل تفاصيلها كانت تقضي بتوجّه شبان يحملون أحزمة ناسفة بين الجموع إلى المؤتمر ويقدمون في التوقيت الذي يناسبهم على تفجير أنفسهم، الأمر الذي يحدث بلبلة في المكان مما يسمح لسيارة أو شاحنة مفخخة بالاقتراب منه ومتابعة هذا المسلسل التدميري.
ويوضح بري لـ''النهار'' أن الخشية كانت من إمكان إقدام هؤلاء على التسلل إلى المؤتمر وتفجير أنفسهم بين المخاتير والشخصيات المشاركة و''لبنان لا يستطيع تحمل هذه الكارثة لو وقعت لا سمح الله''.
ووفق قراءته أن السيارة التي انفجرت في ضهر البيدر كان سائقها متوجهاً إلى بيروت، ومن دون أن يحـدد ''بري'' الهدف الذي كان يعمل على تحقيقه.
هذا في الأمن، أما في السياسة فإن بري يرى أن الموسم السياحي الذي استبشر فيه اللبنانيون خيراً في بيروت والمناطق من خلال أرقام الحجوزات في الفنادق ''هو أول ضحايا موجة الإرهاب هذه التي عادت الى الظهور والتغلغل في لبنان بعد التطورات الأخيرة في العراق''.
وأكد ''بري'' أن ''دعم الأجهزة الأمنية لا يكفي بالكلام، وكان الله في عون ضباطها وعناصرها، لأن المطلوب توفير مظلة سياسية لهؤلاء ليستطيعوا القيام بواجباتهم في أجواء طبيعية لمواجهة الأخطار المقبلة من ''داعش'' وغيرها''.
ورأى ''بري'' أن اللبنانيين، ولا سيما المسؤولين والسياسيين والنواب منهم ''إذا لم يتعلموا من هذا الدرس فإن بلدنا يتجه نحو المجهول في ظل ما يحصل في الدول المجاورة، وتبقى إسرائيل المستفيدة الأولى من كل ما يجري''.
وذكرت صحيفة ''النهار'' ان ''وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق أفاد خلال الاجتماع الامني الطارىء الذي عقد في مقر الحكومة بدعوة من رئيس مجلس الوزراء تمام سلام ان لا معلومات حاسمة حتى الان عما حدث امس وقد انتهت حملة الدهم في بيروت بتوقيف اربعة من المشتبه فيهم على ذمة التحقيق، فيما ترك 98 شخصا لم يثبت ان لهم علاقة بما جرى''.
ولفت إلى أن هناك ثلاث نقاط ضعف يجري العمل على معالجتها ''هي: سجن رومية (أكبر السجون اللبنانية)، مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين (قرب صيدا) وجرود عرسال (المناطق النائية التابعة للبلدة)، وذلك في اطار الحرب الوقائية، مشددا على ''ضرورة المضي قدما في تطبيق الخطة الامنية، الامر الذي شجع عليه الرئيس سلام منوها بعمل الاجهزة الامنية ووزير الداخلية.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: