واشنطن بوست: تحديات لحدود النفوذ الأمريكي في أفريقيا
واشنطن في- (أ ش أ):
رأت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية الثلاثاء أن دعوة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لدول القارة الافريقية بضرورة اتخاذ خيارات تتمثل في اختيار الديمقراطية وتبني الاستقرار الاقتصادي ونبذ العنف والانتقال بشعوبها الى مصاف دول العالم المتقدم، إنما تمثل عرضا مفعما بالتفاؤل رغم وجود عقبات لتفعيله على أرض الواقع.
وأوضحت الصحيفة –في تقرير لها نشرته على موقعها الإلكتروني- أن دولتين أفريقيتين تمزقهما النزاعات ترفضان هذا العرض، مما يشكل تحديا لحدود النفوذ الأمريكي في قارة تبرز كأرض الفرص القادمة للمستثمرين الأجانب.
واعتبرت الصحيفة أن الولايات المتحدة تحتل، حتى الآن، مرتبة متأخرة في السباق العالمي لجني الفوائد الاقتصادية في أفريقيا، مشيرة الى ان الرئيس الأمريكي باراك أوباما سيستضيف قمة في شهر أغسطس القادم يحضرها قادة من أكثر من 40 دولة أفريقية، في محاولة لبناء روابط مالية اقوى مع دول القارة السمراء.
وقالت:'' إن رفض بعض القادة الافارقة هذا الاسبوع الالتفات الى مطالبات كيري وضع إدارة أوباما أمام خيارين: إما أن تواصل البحث عن الفرص الاقتصادية مع حكومات أفريقية لا تحترم حقوق الانسان ولا تطبق القانون، أو أن تظل في المقعد الخلفي في المنافسة العالمية القائمة من خلال تجنب دول منطقة افريقيا جنوب الصحراء المتعنتة.
ونقلت الصحيفة عن كيري قوله، لما يقرب من 100 دبلوماسي وناشط سياسي في العاصمة الإثيوبية ''أديس أبابا'': ''إن الأمر متعلق بإرادة الشعوب والقادة، فنحن بحاجة لضمان التشبث بخيار المستقبل ورفض العودة والانزلاق الى الماضي''.
وأضاف:'' انني لا يساورني أدنى شك بأن الأمر سوف يمثل نقطة انعطاف لأفريقيا الجديدة، حيث المكان والزمان الذي يسمح للأفارقة بتوجيه دائرة التاريخ نحو الإصلاح، وليس الانتقام؛ نحو السلام والرخاء، وليس الثأر والكراهية''.''.
وأردفت الصحيفة تقول:'' إنه فيما يبدو بمثابة أكبر فشل في رحلة كيري لأفريقيا، اعلن عن اتفاق مؤقت لإعادة اطلاق محادثات السلام المتوقفة في جنوب السودان''، حيث أكد مسئولون أمريكيون استمرار القتال لأكثر من ستة أشهر بين قوات الرئيس سيلفا كير ونائبه السابق المعارض رياك ميشار، وهو ما تسبب في إغراق البلاد في آتون حرب أهلية.
وأشارت (واشنطن بوست) إلى أنه حتى قبل مغادرة كيري أفريقيا يوم أمس، اعتبر ميشار الدعوة للمشاركة في محادثات سلام مع الحكومة ''سابقة لأوانها''، بل وسخر من مطلب كيري بتشكيل حكومة انتقالية.
كما أبرزت الصحيفة تصريحات كيري مجددا بشأن إمكانية فرض عقوبات مالية وحظر للسفر على كلا الزعيمين وقاداتهما العسكريين، وكذلك تهديده بإرسال قوات تابعة للأمم المتحدة لوقف القتال، موضحة ان هذه التهديدات لم تترك تأثيرا واضحا حتى الآن.
وتعليقا على ذلك، قال ريمون اوفينهيسير، وهو رئيس منظمة أوكسفام أمريكا المدافعة عن حقوق الانسان في تصريحات لـ(واشنطن بوست):'' إن زيارة كيري إلى جوبا وما تلاها يجب أن تراقب وتتبع من جانب الإدارة الأمريكية لضمان أن الولايات المتحدة لن تتسامح مع أي صراع يطول امده ولن ينتج عنده انتصار طرف بعينه، ليكون المدنيين هم الخاسرون وحدهم''.
وبالنسبة لثاني جبهة يخسرها كيري بعد أن رفضت عرضه، قالت الصحيفة إن كيري تعهد بتقديم 30 مليون دولار امريكي على الأقل لمساعدة الكونغو الديمقراطية- التي نجت بالكاد من قتال مسلح استمر عشرين عاما على الأقل بين الحكومة والميليشيات المعارضة- على إجراء الانتخابات الرئاسية عام 2016 شريطة أن يتنحى الرئيس جوزيف كابيلا في نهاية مدة رئاسته، وفقا للدستور.
واستطردت تقول:'' إن رد حكومة كابيلا على ذلك كان فاترا وهزليا، حيث أعلن المتحدث باسم حكومته لامبرت مندي أنهم سوف يحترمون الدستور، ولكن قد تطرأ بعض التعديلات عليه، وتساءل، لماذا كل هذا الضجيج حول الكونغو، رغم تواجد اكثر من 15 دولة تعتزم اجراء انتخابات خلال العام الجاري؟''
واختتمت واشنطن بوست تقريرها بذكر أن الولايات المتحدة لا ترغب في حقيقة الأمر في اهدار المكاسب الاقتصادية المتاحة في أفريقيا، التي تتمتع بكميات كبيرة من النفط وموارد الغاز الطبيعي وإمكانية مضاعفة المنتمين إلى الطبقة المتوسطة خلال العقد القادم.
وأضافت ''أنه من المستحيل أيضا تجاهل الأعداد الكبيرة من معدات تشييد المباني حول أديس أبابا، أو الفندق الصيني بجانب مطار جوبا وغيرهما''.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: