لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

توماس فريدمان: مشكلة أمريكا لا تتلخص في ''أوباما'' فقط

08:37 ص الأحد 04 مايو 2014

توماس فريدمان

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

نيويورك - (أ.ش.أ)

رصد الصحفي الأمريكي توماس فريدمان ما وصفه بمهرجان التعليقات الناعية ضعف السياسة الخارجية للرئيس باراك أوباما، وقال ''لو كان لنا فقط رئيس يركب الخيل عار الصدر، أو يصارع النمور، أو يضم إلى بلدنا جزءا من دولة مجاورة، إذن لكنا أكثر أمانا''.

ونهض فريدمان -في مقال نشرته صحيفة النيويورك تايمز على موقعها الإلكتروني الأحد- للدفاع (جزئيا) عن أوباما، واستهل دفاعه بالتساؤل عما إذا كانت السياسة الخارجية الأمريكية اليوم على ما هي عليه لأن أوباما على ما هو عليه (متردد، حذر، هادئ)؟ أم أن أوباما على ما هو عليه في سياسته الخارجية لأن أمريكا على ما هي عليه اليوم (مثقلة بأوزار حربيتين فاشلتين ومنهكة بفعل كساد عظيم) ولأن العالم على ماهو عليه (تتزايد فيه أعداد الدول الفاشلة والحلفاء الواهنين)؟

ورأى الكاتب أن الإجابة على سؤاله تتضمن خليطا من هذا وذاك، إلا أنه يميل إلى التأكيد على السبب الثاني؛ وقال إن السياسة الخارجية التي هي قدرتنا ورغبتنا في التأثير على العالم تقوم على ثلاثة أقانيم، هي المصلحة والقيم والنفوذ.. وتساءل فريدمان هل نمتلك نحن الأمريكان مصلحة في التدخل في سوريا أو القرم؟ وهل تتدخل قيمنا؟ وإذا كان الرد بالإيجاب في كليهما، فهل لدينا من النفوذ والسلطان ما يؤهلنا لتسيير الأمور كما نريد بشكل مستدام وبثمن نستطيع تحمله؟

ويرى فريدمان أن النفوذ بدوره أمر يستند إلى دعامتين، الأولى تتعلق بالموارد الاقتصادية والعسكرية، والثانية تتعلق بوحدة هدف الشركاء على الأرض والحلفاء الآخرين.

وأضاف: ''أستطيع القول إن كثيرا مما تعانيه أمريكا اليوم من خمول في عالم اليوم ناجم قبل كل شيء عن تراجع نفوذها والذي هو نتيجة قرارات اتخذتها إدارات سابقة، على سبيل المثال، تلك القرارات التي اتخذها فريقا بوش الأب وبيل كلينتون لتوسيع حلف الناتو والتي وضعت بذور النفور الذي ساعد في إيجاد ''ظاهرة بوتين''.. كما أن القرارات التي اتخذها من بعد ذلك فريق بوش الابن الذي لم يكتف بخوض حربين فاشلتين وإنما كسر التقليد الأمريكي وخفض الضرائب بدلا من أن يرفعها للإنفاق على الحربين، ما ترتب عليه إضعاف الموازنة.. لقد كان التخطيط للحربتين سيئا للغاية، أما التنفيذ فكان أكثر سوءا وقد أثبت الكثيرون من حلفائنا أنهم فاسدون أو أنهم استغلوا وجودنا لتسوية خلافات قديمة''.

وطالب فريدمان من يعتقد أن الشعب الأمريكي لم يلحظ كل ذلك بالتنويه عن نفسه، وقال للذين يطالبون أمريكا بمشاركة العراقيين في محاولة بناء ديمقراطية هناك: إنني (فريدمان) من قلب العالم العربي بعد أحداث 11 سبتمبر أستطيع التأكيد على عدة أمور: حيثما يكون لنا شركاء حقيقيون، ممن يشاركوننا القيم الأساسية ولديهم استعداد للنضال من أجلها فإن المساعدة الأمريكية المحدودة يمكن أن تسفر عن نتيجة قادرة على البقاء لمدة طويلة، مثال ذلك الأكراد، الذين تمكنوا من بناء جزيرة من الانضباط تمثل أعظم قصة نجاح غير مروية تمخضت عنها الحرب العراقية.

وأشار فريدمان إلى حقيقة ربما لم يلحظها أحد وهي أن أكبر نجاحين شهدهما الشرق الأوسط المسلم تتمثلان في تونس وكردستان – وكلاهما لم تتدخل فيه أمريكا .. ''إنها الشعوب تريد وتبني''.

وتابع ''لكن حيثما يكون حلفاؤنا قليلين جدا أو منقسمين جدا كما هو الحال في كل من ليبيا وسوريا وأفغانستان والعراق- فإن الأمر يتطلب تدخلا أمريكيا أكثر عمقا وأطول مدة على الأرض لإرساء نظام جديد، ومن غير المجدي في تلك الحال التدخل الجوي فقط على غرار ما حدث في ليبيا.

ومضى الكاتب يقول ''معظم الرؤساء يكتبون أسماءهم في السياسة الخارجية عبر الظهور على أعداء أقوياء، لكن معظم ما يهدد الاستقرار العالمي اليوم قادم من الدول المفككة.. السؤال تحديدا هو كم عدد الدول التي نستطيع إنقاذها في وقت واحد؟ إنني أتمنى مساعدة الإصلاحيين الأوكرانيين في بناء دولة ديمقراطية، لكن ما يجعل الأمنية بعيدة المنال هو أن ساستهم أضاعوا عقدين من الزمان في نهب الدولة ''.

وأضاف ''نريد أن نصنع اتزانا في القوى في مقابلة الصين بمنطقة آسيا الباسيفيكي، لكن هذه ليست مهمة سهلة، إذا كنا نحن الأمريكان ندين للصين بنحو 3ر1 تريليون دولار.. إنني متفق تماما مع مقاومة تدخل بوتين في أوكرانيا، لكن من الصعب إضعاف جبهة هذا الديكتاتور النفطي دونما اتباع سياسة محلية للطاقة تساعد على خفض سعر النفط وتخلق بدائل.. صحيح إن على أوباما عمل المزيد لقيادة الأوروبيين على صعيد الأزمة الأوكرانية، لكن ثمة حقيقة أخرى تقول إن جيرهارد شرودر، المستشار الألماني السابق، يجلس اليوم في إدارة شركة نفط روسية عملاقة.. إن نظرة على الأمور تشير إلى أن الأوروبيين لا يرغبون في مواجهة بوتين''.

واختتم بالقول إن ''أكبر مشاكلنا نحن الأمريكان إذن ليست أوروبا أو أوباما.. إنما هي نحن بما نعانيه من شلل سياسي.. إن العالم ينظر بعين الجد إلى أمريكا عندما يرى الأمريكيين يتكاتفون في مواجهة الصعاب – عندما يضربون المثل بأنفسهم.. إذا كنا نريد بناء الأمم في الخارج، علينا أن نتكاتف ونجتمع على خطة لبناء أمتنا أولاً''.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك: