الإندبندنت: التطورات الحالية بليبيا تقتل ثورتها
كتبت - هبة محفوظ:
وصفت صحيفة الإندبندنت التطورات الأخيرة بليبيا، وتحرك اللواء خليفة حفتر ضد معارضيه، ''بالانقلاب العسكري الناعم''، وتوقعت أنه سيتم تأييد تحركاته من قبل مصر والسعودية والولايات المتحدة الأمريكية.
وفسرت الجريدة توقعاتها بأن حفتر يعتمد في تحركاته ضد معارضيه على ادعائه أنه يحارب ''الجماعات المتشددة، ويقلص قيود جماعة الإخوان المسلمين من مقاليد الحكم والحياة في ليبيا''.
وأضافت الصحيفة أيضاً أنه بالرغم من أن تحركات حفتر مفاجئة، إلا أنها بطيئة ومدروسة، ولا يوجد تأكيد إلى الأن ما إذا كانت مؤيدة من قبل أي جهة أجنبية بعد، غربية كانت أو عربية.
وتساءلت الصحيفة عن مصير ليبيا الأن، وهل ستصبح مصر أخرى، ''بعد استدعاء جميع رموز النظام القديم ليعود وينتقم من القوى الثورية''، أم ستصبح مثل سوريا وينتهي بها الحال بحرب أهلية تشتت شمل ما بقي منها بعد ثورتها في 2011؟
وأضافت الصحيفة أن الأوضاع في ليبيا مجهزة لكلا المشهدين، خاصة مع ضعف المعارضة في تولي أي مسؤولية سياسية، ولكن سيكون من الصعب تحديد مصير ليبيا الأن نظراً للمتغيرات التي تطرأ كل لحظة.
وسيطرت المليشيات المسلحة على السلطة في ليبيا منذ سقوط رئيسها الراحل، معمر القذافي، وتقدر أعدادهم ب250 ألفاً يتمركزون بمصراتة وزنتانة، قاتل 30 ألفاً منهم فقط ضد القذافي، حسبما أوردت الصحيفة.
وعن مراكز السلطة الحالية في ليبيا، أوضحت الصحيفة أنها مقسمة لعدة طبقات يعتليها الإسلاميون بسيطرتهم على البرلمان، وحكومة تقف مكتوفة اليدين أمام عنف الجماعات المسلحة، والمليشيات المسلحة المتشددة، وغيرها الأكثر وسطية.
وتسببت كثرة مراكز السلطة والقائمين عليها في ليبيا بنشر الفوضى، ولكن تنوعها أيضاً أثبت أنه لا يوجد فصيل محدد منهم قادر على إدارة سياساتها الداخلية والخارجية بمفرده، حسبما أوضحت الصحيفة.
وقالت الصحيفة أيضاً إن تحرك حفتر الأخير قد يميل الكفة لصالح القوات المسلحة، لتمسك بمقاليد الحكم التي تسيطر عليها جهات عدة، إلا أن مدى قدرته على فعل واتمام ذلك ليست أكيدة حتى الأن، فمن الممكن أن يكون حفتر وأنصاره ''أضعف على أرض الواقع من شعاراتهم القومية''.
وبالرغم من انتشار حالة من الاستقطاب في أنحاء ليبيا، إلا أن تحركات حفتر الأخيرة تم تأبيدها من قطاع كبير من الشعب.
وأضافت الصحيفة أن ألاف المواطنين خرجوا في مسيرات تأييديه لقرارات حفتر، هي الأكبر منذ مسيرات 2011 ضد القذافي، مطالبين بحل البرلمان ذو الأغلبية الإسلامية، والحد من تطرف الجماعات المسلحة، وتأييداً لحفتر وقراراته الأخيرة.
وقارنت الصحيفة الوضع الحالي في ليبيا بلبنان، وأوضحت أن غياب سلطة محددة، ووجود الكثير من التدخلات الأجنبية بشأنها الداخلي، وتواجد الكثير من مراكز السلطة، وغياب جيش وطني منظم وقوي وقادر على التحرك في الأزمات بليبيا يجعل وضعها الحالي أقرب للوضع بلبنان عن الوضع بمصر أو سوريا.
وحذرت الصحيفة من التدخلات الأجنبية بليبيا، عربية كانت أو غربية، ومن إمكانية نشوب حرب أهلية بليبيا على إثرها، كما حدث بالعراق وأفغانستان ولبنان وسوريا.
وأضافت أنه على من يحركون المشهد السياسي بليبيا استيعاب حقيقة أن أعدائهم بالخارج أكثر من أعدائهم بالداخل من الديكتاتوريين والمسؤولين الفاسدين وغيرهم.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: