لماذا فشلت مفاوضات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين؟

كتبت- هدى الشيمي:

تساءلت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية عن أسباب فشل وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في انهاء المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، وتحقيق اتفاقية تاريخية تنهي أكبر صراع في الشرق الأوسط.

ونقلت الصحيفة عن مسئول أمريكي رفض الافصاح عن اسمه، كان من ضمن فريق عمل المفاوضات، أن هناك الكثير من الأسباب التي أدت إلى فشل المفاوضات، مشيرا إلى أن أهم الاسباب هي سياسة الاستيطان التي تتبعها الحكومة الإسرائيلية.

وأوضحت الصحيفة أن عمليات الاستيطان تؤدي إلى عرقلة سير المفاوضات وفشلها، وإلى شعور الفلسطينيين بالإهانة، كما أنها ترسل علامات واشارات خاطئة تقول إن اسرائيل لديها أجندة سياسية تحاول تنفيذها.

أما بالنسبة لفشل كيري في اتمام المفاوضات بنجاح، ترى الصحيفة أن الاستيطان لم يكن السبب الوحيد، إلا أن هناك الكثير من الأسباب التي أدت إلى فشل وزير الخارجية الأمريكي.

وقالت الصحيفة إن هناك الكثير من المشاكل التي تقف مثل السد المنيع أمام أي المفاوضات، مثل مشكلة القدس، والحدود، والأمن، ومشكلة اللاجئين، والاعتراف بإسرائيل دولة يهودية، مؤكدة على ضرورة تنازل الجانبين، وتقديم كلا الطرفين للتضحيات.

كما لفتت الصحيفة إلى فشل كيري في اقناع نتنياهو أن يكون الرجل المخلص المضحي المستعد لدفع الثمن، وأن يكون الرجل الأول في عصره الذي يستطيع حل المشاكل التي تجمع بين البلدين.

ومن ناحية أخرى، اعتمد كيري على استضعاف الفلسطينيين، والتعامل معهم بأنهم الجانب الأضعف الذي يجب أن يوافق على تقديم التنازلات، وعدم الاصرار على عودة حدود الدولة الفلسطينية إلى ما كانت عليه قبل عام 1967، وأن تكون القدس عاصمة فلسطين، والتفكير في حل وسط بشأن قضية اللاجئين.

وترى الصحيفة أن مطالب كيري ومحاولاته بإقناع الجانب الفلسطيني لم تأت في وقتها المناسب، لأن رئيس الحكومة الفلسطينية محمود عباس ضعيف سياسيا، وأقل شعبية من ياسر عرفات الذي لم يستطع اقناع الفلسطينيين بالتغاضي عن تلك المطالب أثناء حكمه لهم، متسائلة عن كيفية موافقة الفلسطينيين على التنازل حاليا عن قضايا هامة مثل الحدود، أو اللاجئين.

وشبهت الصحيفة حال عباس بحال سفينة نبي الله نوع التي كان عليها من كل شيء زوجين اثنين، وقالت إن ''عباس يشبه سفينة النبي نوح التي كانت تحمل اثنين من كل نوع من الأنواع، الآن هو مشتت بين أكثر من شخص يحمل أكثر من رؤية لإنهاء المفاوضات وتوصيل الفلسطينيين إلى بر الأمان''.

وأشارت الصحيفة إلى الاقتصاد الفلسطيني الضعيف والانقسام بين الفصائل الفلسطينية.

واختتمت الصحيفة قولها بالتأكيد على أن أخر فرصة لكيري في انجاح المفاوضات هي اعترافه بأنه فشل في عملية السلام، وأن يبدأ من جديد ويحاول اقناع الطرفين بالتنازل عن أحد المطالب حتى تنجح المفاوضات، ويتحقق السلام في الشرق الأوسط.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا