نيويورك تايمز: تدخل روسيا بأوكرانيا يضر بمصلحتها أكثر مما يفيدها
كتبت - هبة محفوظ:
قالت صحيفة نيو يورك تايمز الأمريكية إن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يحاول تغيير الوضع بأوكرانيا والسيطرة عليها قبل قدوم موعد الانتخابات البرلمانية الأوكرانية المقبلة، ليتأكد من خدم مصالحه هناك.
وأضافت الصحيفة أن الوضع أصبح أكثر توتراً الأن، خاصة بعد نشر روسيا لدباباتها وقواتها العسكرية على حدودها مع أوكرانيا، إلا أن الروس ''لا يستطيعون دخولها بشكل صريح حتى الأن، لأن ذلك سيعد احتلالا وخرقاً لسيادتها''، حسب ما قال بعض المسؤولين الأمريكيين.
وفي ظل استمرار العنف بمدن أوكرانية الشرقية بين القوات الموالية للحكومة والمتظاهرين الموالين للتدخل الروسي، قال الأمريكي فيليب بريدلوف، القائد الأعلى لحلف الناتو في أوروبا، إن التدخل الروسي بأوكرانيا يهدف إلى السيطرة عليها وإضعافها بدرجة كافية تجعل وضعها تحت سيادة روسية ممكناً من ناحية، وتجعل منها بلداً ضعيفاً فيفقد الاتحاد الأوروبي اصراره على انضمامه إليهم من الناحية الأخرى.
وعلى ذكر الانتخابات البرلمانية الأوكرانية المقبلة، أوضحت الصحيفة أنها ستقام في الخامس والعشرين من شهر مايو الحالي، وسيترتب على نتائجها تشكيل حكومة جديدة، والتي قد لا يمكن لروسيا السيطرة على قرارتها.
وأفادت الصحيفة أنه إذا أختلف بوتين مع الحكومة الأوكرانية المقبلة، فذلك لن يمكنه من التحكم بإدارة بعض مصادر أوكرانيا واقتصادها، كما كان الوضع سابقاً، وهو ما يمكن أن يؤثر على روسيا سلباً حيث أن بعض المصانع الأوكرانية هي المسؤولة عن إنتاج روسيا الحربي من الصواريخ العابرة للقارات، وتروس السفن البحرية، وغيرها من الأسلحة العسكرية.
وتابعت الصحيفة أن بوجود حكومة أوكرانية مستقلة جديدة، ستكون فرص بوتين للسيطرة على مدينة القرم التي كان قد أرسل قواته للسيطرة عليها أيضاً في وقت سابق صعبة.
وترى الصحيفة أن السبيل الوحيد لروسيا للحد من خسائرها هو أن تتوقف ''تماماً وفوراً'' عن تدخلاتها العسكرية بأوكرانية وتبحث عن سياسة جديدة تتبعها هناك.
أوضحت الصحيفة أن التدخل العسكري الروسي بأوكرانيا يأتي لها بخسارات فادحة، حيث يستنزف منها تمويلاً عظيماً، ويجعلها مسؤولة عن سلامة المواطنين الأوكرانيين بالمدن الشرقية بأوكرانيا، وسلامة جنودها الروس أيضاً من الهجمات المتوقعة من المعارضين للتدخل الروسي بالمدن الأوكرانية حيث تنوي روسيا نشر قواتها.
ورأت الصحيفة أن تدخلات بوتين العسكرية تعرضه لغضب أوروبي ودولي قد يفرض عليه المزيد من العقوبات الاقتصادية والسياسية، التي ''لن تتحمل بلده وطأتها على المدي البعيد''.
أضاف أحد المحللين السياسيين بجامعة نيويورك أن'' بوتين سيضطر لتقديم مبررات أقوي لتدخله العسكري بأوكرانيا الأن، وسيكون عليه أن يضمن سبل تحسين الظروف المعيشية لأكثر من 7000 مواطن أوكراني بالقرم، إذا تدخل بها عسكريا وأصبحت تحت سيطرته''.
ونقلت الصحيفة ، ما قاله مارك جليوتي، أحد المحللين السياسيين المتخصصين بالشأن الروسي إن ''خيار التدخل العسكري هو الطريق الأخير الذي يجب أن تتبعه روسيا فيما يخص أوكرانيا، وهي السياسة الروسية المعتمدة منذ وقت الاتحاد السوفيتي لضمان عدم انضمام حلفائها إلى الاتحاد الأوروبي أو الناتو''.
على صعيد أخر، أضافت الصحيفة أن الحكومة الأوكرانية بدأت في أخذ إجراءات ضد المتظاهرين الموالين لروسيا الذين كانوا قد احتلوا المباني الحكومية في 10 مدن شرقية.
ورداً على تحركات الحكومة الأوكرانية، قامت روسيا بزيادة عدد قواتها العسكرية على حدودها مع أوكرانيا، وكسرت سيادة مجالها الجوي بطائراتها التي حامت حول الحدود المشتركة بين البلدين.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: