فريدمان: الحرب الباردة حدث فريد لا يمكن تكراره
كتبت- هدى الشيمي:
توقع الكاتب الأمريكي توماس فريدمان استحالة حدوث الحرب الباردة مرة أخرى، بعد فشل سياسة روسيا الخارجية في التعامل مع الأزمة الأوكرانية، واستمرار دعمها للنظام السوري المتوحش.
وأرجع فريدمان استبعاده لعودة الحرب الباردة، في مقال نشر له بصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، قائلا إن الجغرافيا السياسية اليوم تغيرت كثير عما كانت عليه في الماضي، وأصبحت أكثر إثارة للاهتمام.
وأشار فريدمان إلى أن الحرب الباردة كانت حدثا فريدا، قامت فيه قوتين عالمتين بالشجار معا، فكان العالم أشبه بلعبة الشطرنج وتم تقسيمه إلى مربعات سوداء وحمراء، ولعبت تلك القوات معا لعبة صفرية؛ فكان أي مكسب لأحدهما خسارة للآخر العكس.
وأوضح أن اللعبة انتهت الآن، وأصبح لدينا نوع جديد من الألعاب وهي مزيج من لعبة قديمة ولعبة حديثة، فالعالم منقسم حاليا أكبر انقسام جغرافي سياسي، نتج عنه تقسيم القوى العالمية إلى فئتين، الفئة الأولى هي تلك الدول التي تريد أن تكون قوية جدا، والفئة الثانية هي تلك الدول التي ترغب في أن يحيا شعبها في ازدهارا.
وتابع ''فريدمان'' قائلا إن الفئة الأولى تتمثل في روسيا وإيران كوريا الشمالية، التي تركز على تقوية سلطتها وتوسيع نفوذها، وذلك لأن روسيا وإيران يمتلكان النفط، وتمتلك كوريا الشمالية الأسلحة النووية لذلك يمكن للدول الثلاث تحدى العالم والعيش في ازدها دائم.
والفئة الثانية، التي تأمل في أن يحيا شعبها في ازدهار، فهم الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، والإتحاد الأوروبي، فهذه الدول تتفهم أن العولمة هي ما يسعي إليه العالم حاليا، فلا يبحث العالم حاليا عن حرب باردة جديدة، ويبحثون عن سبل لدمج المعلومات خلق نظم تجارية جديدة من أجل زيادة الاستثمارات والتوسع الاقتصادي، والذي يؤدي إلى تحسين الظروف الحياتية للمواطنين، وتوفير تعليم جيد لهم.
كما رأى ''فريدمان'' أن هناك فئة ثالثة في العالم، وهي الدول التي لا تحاول تقوية نفوذها وفرض سيطرتها على العالم، بالإضافة إلى عدم بحثها عن سبل لتوفير حياة مزدهرة لشعوبها، وتلك دول تتمثل في سوريا، ليبيا، العراق، الكونجو والسودان، غيرهم من الدول النامية.
ولفت ''فريدمان'' إلى أن بعض الدول المنتمية إلى الفئة الأولى تحاول استخدام الدول النامية من أجل تنفيذ ما ترغب به، وتحقيق ما تطمح إليه من نفوذ، مثلما تفعل روسيا وإيران في سوريا.
وقال فريدمان ''إن أوكرانيا تجمع بين الثلاث فئات، فهناك جزء منها يمثل الفئة الأولى وهم الذين سعوا إلى أن تكون أوكرانيا جزءا من روسيا، وهناك جزء أخر رفض ذلك وتمرد من أجل أن يعيش الشعب في ازدهار وديموقراطية وهم من يمثلون الفئة الثانية، وهناك فئة ثالثة وهم الأجزاء التي تقع بالقرب من روسيا والتي يتحدث شعبها الروسية والتي تستغلهم موسكو من أجل تحقيق طموحها.
ولفت فريدمان إلى مجموعة من الدروس المستفادة من تعامل القوى الغربية مع دول الشرق الأوسط، وهي أولا أن الدول الغربية وأمريكا وغيرها لا تعرف تلك الدول حق المعرفة، وثانيا فإنه من الممكن بتكلفة معقولة أن تساعد القوى الغربية دول الشرق الأوسط على إنهاء الأزمات والحروب الأهلية الموجودة بها، ثالثا أن عندما تشارك القوى الغربية في حل تلك الأزمات ستتحمل المسئولية الكاملة لأي مشكلة قد تقع هناك''.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: