صحيفة لبنانية: مصر تقود حركة لتوحيد الصف العربي واستعادة عناصر القوة
بيروت - (أ ش أ):
أكدت صحيفة ''اللواء'' اللبنانية أن الحركة السياسية والدبلوماسية الناشطة التي تقودها مصر في أكثر من اتجاه، جاءت لتعبّر عن أول محاولة جدّية لإعادة لملمة الصف العربي، واستعادة عناصر القوة والهيبة فيه، عبر العودة إلى اعتماد سياسة التضامن العربي، وتجديد استراتيجية البيت العربي، بمواجهة التحديات المحدقة بالأمة من كل حدب وصوب، مشيرة إلى أن هذه الحركة تأتي في ذروة حالة العنف والتفتت التي يُعاني منها النظام السياسي العربي.
وقال الكاتب الصحفي صلاح سلام رئيس تحرير جريدة اللواء في مقاله اليوم إن أكثر التكهنات تفاؤلاً، لم تكن تتوقع عودة مصر إلى دورها الطليعي قبل خمس سنوات، نظراً لواقع التركة الثقيلة التي ورثها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، عن فترة الاضطرابات وانهيار الاقتصاد، التي سبقت تسلمه مقاليد السلطة.
ولكن استراتيجية التحرّك السريع، التي وضعتها دوائر القرار في القاهرة، بتشجيع شخصي من الرئيس السيسي، استطاعت أن تحقق سلسلة خطوات مهمة، أعادت مصر إلى موقعها الاستراتيجي في خريطة المنطقة ، مكرّسة المحورين التقليديين للسياسة الخارجية المصرية: المحور العربي وركيزته الأساسية المملكة العربية السعودية، والمحور الإفريقي ومنطلقاته المصرية المعهودة السودان، وبشطريه اليوم: الشمالي والجنوبي.
ورأى سلام أن التحرّك المصري باتجاه المحور العربي، بدأ بعد أشهر قليلة من وصول السيسي إلى الرئاسة المصرية، وكانت خطواته الأولى باتجاه الشقيقة الكبرى السعودية، لطي صفحة الخلافات التي خاضتها حكومة الإخوان مع الرياض، وتسببت بكثير من الارتباكات ، لم تهدّد المصالح المصرية فحسب بل ساهمت، وإلى حدّ بعيد، في إضعاف الموقف العربي أمام الهجمات الشرسة التي تشنها كل من إيران وتركيا، لتمديد نفوذهما إلى الجسم العربي المريض، واستغلال الاضطرابات والانقسامات الخبيثة التي أشعلت أكثر من دولة عربية.
وأشار إلى أن تنقية الأجواء المصرية - الخليجية، والتي تمت بسرعة قياسية، شجعت القاهرة على المضي قدماً في الاستراتيجية الجديدة، فتنبهت القيادة المصرية الجديدة إلى خطورة استمرار النزيف السوري بهذا الشكل المخيف، وكان أن طرحت مصر اقتراحاً بالعمل على تسوية سياسية تحقق آمال الشعب السوري في إعادة الأمن والسلام والاستقرار إلى الربوع السورية، في وقت كانت مهمة المبعوث الدولي - العربي وصلت إلى حائط مسدود، وأعلن الدبلوماسي المخضرم الأخضر الإبراهيمي استقالته من المهمة السورية.
ولفت إلى أن الديبلوماسية المصرية عملت شهوراً طويلة، وبتكتم شديد، لنزع الألغام من أمام عربة الحل السياسي في سوريا، إلى أن حققت هذا الإجماع العربي - الغربي المؤيد لعقد مؤتمر دولي يجمع الأطراف السياسية، من النظام إلى الفصائل السورية المعارضة، للبحث في الخطوط العريضة لتسوية سياسية تُنهي الحرب المدمّرة في سوريا، وتوحّد كل الجهود في المعركة المحتدمة ضد الإرهاب.
واعتبر أن السودان، كانت المحطة الثانية على درب النجاح السريع للدبلوماسية المصرية الجديدة، وقال إن الرهان المصري في استعادة السودان إلى الصف العربي، كانت دونه تحدّيات عديدة، خاصة وأن القاهرة بدأت معركتها الديبلوماسية لوقف مخططات تحوير استخدام مياه نهر النيل، والبحث مع أثيوبيا بشأن مشروع سد النهضة، الذي يُشكّل تهديداً لأمن مصر المائي والغذائي.
ورغم كل المعوقات التي اعترضتها، استطاعت الجهود المصرية تفكيك عقدة الموقف السوداني المبتعد عن الموقع العربي، وساهمت في إخماد نار الخلافات المتأججة بين الشمال والجنوب .
وقال أن الخرطوم بدأت رحلة العودة إلى الصف العربي، فيما تدرس حكومة سلفاكير في الجنوب تقديم طلب الانضمام إلى جامعة الدول العربية!
وأشار إلى أن لبنان ليس غائباً عن خريطة الاهتمامات المصرية، معتبرا أن المساعي المصرية في ملف أزمة الإفتاء، وما انتهت إليه من توحيد الصف الإسلامي في انتخاب مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، ترسم صورة واضحة عن مدى حرص الشقيقة الكبرى على أوضاع واستقرار الشقيق الأصغر، خاصة وأن أزمة الاستحقاق الرئاسي مفتوحة على مصراعيها!
وقال إن المصالحة المصرية مع قطر، والتي تمت بمبادرة شخصية من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، جاءت لتُكمل عقد الموقف الخليجي الداعم لمصر ودورها القومي المميز، فضلاً عمّا تعنيه عودة النظام العربي إلى التماسك، واستعادة القدرة على التصدّي، في حسابات المواجهات المفتوحة أمام التمدّد الإيراني من جهة، والطموحات التركية من جهة أخرى!
متابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: