صحيفة لبنانية: هناك توجه لاستدعاء نائب من حزب الله في قضية اغتيال الحريري
بيروت - (أ ش أ):
ذكرت صحيفة '' السفير '' اللبنانية أن هناك توجّها لدى الادعاء في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان التي تنظر قضية اغتيال رئيس وزراء لبنان الراحل رفيق الحريري باستدعاء أحد النواب اللبنانيين الحاليين في '' كتلة الوفاء للمقاومة '' التابعة لحزب الله كمشتبه به ، أو للاستماع إلى إفادته ؛ نظراً لوجود اتصال بين رقم هاتفه الخلوي ، ورقم هاتف كان يستخدمه أحد المتهمين الذين صنفوا ضمن شبكات في مسرح الجريمة وخارجه.
وعلمت '' السفير'' أن قراراً اتهامياً معدلاً قد يصدره المدّعى العام نورمان فاريل ليضيف متهماً سادساً إلى المتهمين الخمسة السابقين في قضية اغتيال الحريري ، من ضمن لائحة تضم نحو 13 شخصاً تعرّف الادّعاء على هوياتهم ، من دون أن يتمكن حتى الآن من تعزيز العناصر الكافية للاتهام.
وذكرت الصحيفة أنه من المتوقع أن يضع المدّعى العام لدى المحكمة في الأسابيع الأولى من العام الجديد، لمساته الأخيرة على قرار اتهام جديد في جرائم محاولة اغتيال النائب مروان حمادة ، ومحاولة اغتيال الوزير السابق الياس المر ، واغتيال الأمين العام السابق للحزب الشيوعي اللبناني جورج حاوي، وسط معلومات تُشيرُ إلى ان الأدلّة الأوّلية التي استند إليها الادّعاء ذات طبيعة سياسية ــ ظرفية أيضاً ، ما قد يفتح البلاد على مزيد من الاحتقان ، في وقت تحاول الأطراف المعنية وفي مقدمها حزب الله وتيار المستقبل ، الشروع في حوار وطني يسهم في تحصين البلاد سياسياً وأمنياً.
على صعيد آخر.. حذر مصدر أمني من أن جبهة عرسال وجرودها قابلة للاشتعال في أية لحظة في ظل معطيات تملكها الأجهزة الأمنية عن تحضيرات تقوم بها مجموعات إرهابية لفك الطوق الذي يفرضه الجيش اللبناني عليها، ومحاولة تعديل ميزان القوى العسكري لمصلحتها في المنطقة، وصولاً إلى بلدة عرسال وإعادة تكرار سيناريو'' 2 أغسطس الماضي''.
ووضع المصدر الأمني ، ضمن هذا السياق، محاولات التسلل المتكررة التي تقوم بها المجموعات الإرهابية في اتجاه مواقع الجيش اللبناني ، وآخرها ليلة أمس الأول في منطقة وادي حميد، حيث تصدى الجيش لمجموعة إرهابية متسللة واشتبك معها وتمكن من قتل ثلاثة من أفرادها.
وفي موازاة ذلك ، كشفت مصادر أمنية واسعة الاطلاع لصحيفة ''السفير'' أن تدابير احترازية اتخذت في محيط مراكز عسكرية في شمال لبنان، في ضوء معلومات عن استعداد مجموعات إرهابية لتنفيذ هجمات تشمل نقطة عسكرية قرب أحد المجمعات السياحية الضخمة جنوب مدينة طرابلس، ونقاطاً عسكرية في منطقتي التبانة والميناء.
وأشارت المصادر، وفقا للصحيفة ، إلى رصد تحضيرات تقوم بها مجموعات تابعة لـ «كتائب عبدالله عزام» لمهاجمة سجني رومية والريحانية، وذلك عبر تفجيرات تستهدف نقاط الحراسة والحماية وصولاً إلى تحرير معظم السجناء في هذين السجنين.
وقال مصدر أمني للصحيفة'' إن محمود أبو عباس الذي أوقفته مخابرات الجيش اللبناني في بلدة مجدل عنجر مؤخراً من الرؤوس المدبرة والمنفذة لعمليات تفجير، وقد أسهم في إعداد عبوات وانتحاريين وفي نقل سيارات مفخخة، وهو على صلة بمجموعات إرهابية تنفيذية، وثمة اعترافات واضحة له بأنه ناقل الانتحاريين في تفجيرَي ضهر البيدر (الطريق الذي يربط بيروت بالبقاع) والطيونة (منطقة داخل بيروت) في يونيو الماضي''.
على صعيد آخر، ذكرت صحيفة (السفير) أن ثمّة معلومات أولية بأن التحالف العربي ــ الدولي يخطط لتوسيع عملياته بداية العام الجديد، كي تطال للمرة الأولى مناطق في الجنوب السوري، حيث الهيمنة لـ «جبهة النصرة».
وذكرت الصحيفة أنها حصلت معلومات من مصادر محلية في مدينة درعا بجنوب سوريا، أن بعض الدول الغربية تتواصل مع قادة بعض الفصائل من جهة، ومع شيوخ بعض العشائر من جهة ثانية، بهدف العمل على تشكيل تحالف عسكري من الطرفين، تكون مهمته الأساسية محاربة «جبهة النصرة» في المنطقة الجنوبية، مع وعود بأن يتلقى هذا التحالف البري مساعدة من طائرات التحالف الدولي.
وأضافت الصحيفة إلى ذلك '' بالرغم من استمرار المساعي لتفادي هذا الخيار؛ نظراً لما يمكن أن ينجم عنه من تعقيدات إضافية على المشهد السوري، إلا أن تعنّت «النصرة»، الذي تمثل بإطاحتها بفصائل «الاعتدال» المدعومة غربياً في سبيل تكوين «إمارتها»، أسهم في تضخيم قلق العواصم الأوروبية التي وجدت نفسها مضطرة إلى حسم موقفها، ولو كان ثمن ذلك التضحية بالفوائد التي كانت تجنيها نتيجة الخدمات المتبادلة''.
وأشارت الصحيفة إلى أن النظرة الأوروبية إلى «جبهة النصرة» كانت أنها تنظيم يمكن العمل على تطويعه على نحو يخدم الأجندة الغربية في سوريا، ولا يمكن الفصل بين هذه النظرة وبين الجهود الحثيثة التي بذلت خلال الأشهر الماضية، خصوصاً من قبل قطر وتركيا، بهدف تغيير عقيدة وسلوك كل من «النصرة» و «أحرار الشام»، اللذين يعتبران من أقوى الفصائل الإسلامية على الأرض، تمهيداً لضمّهما إلى قائمة الفصائل المعتدلة، غير أن هذه الجهود كانت تصطدم دوماً بالصراع داخل التنظيمين، بين تيار متعاون وآخر متشدد.
وذكرت (السفير)'' بالرغم من أن الاستخبارات القطرية نجحت في مرحلة ما بتغليب التيار المتعاون، إلا أن الاغتيال الجماعي لقادة «أحرار الشام»، وعلى رأسهم أبو يزن الشامي صاحب مشروع الابتعاد عن «السلفية الجهادية»، أدى إلى انحسار هذا التيار لمصلحة التيار المتشدد، من دون أن يتبين حتى الآن صاحب المصلحة الحقيقية الذي يقف وراء هذا الاغتيال''.
وأضافت الصحيفة أنه منذ الاغتيال الجماعي لقادة «أحرار الشام» في سبتمبر الماضي، بدا واضحاً أن التيار المتشدد نجح في الإمساك بزمام القيادة، خاصةً في «جبهة النصرة» التي لم تخف مساعيها للاستفراد بالسيطرة، وإنشاء «إمارة» لها تطبق فيها فهمها الخاص للشريعة الإسلامية، وتجلى ذلك عبر طردها «جبهة ثوار سوريا»، أحد أهم الفصائل المدعومة غربياً من ريف إدلب، وكذلك الدخول في مواجهات في ريف درعا الغربي مع «لواء شهداء اليرموك» المعروف بعلاقاته مع الاستخبارات الأردنية والأمريكية.
وتابعت الصحيفة'' كما برزت خلال اليومين الماضيين مؤشرات على احتمال اندلاع مواجهات بينها وبين «حركة حزم» صاحبة امتياز صواريخ «لاو» الأمريكية في ريف حلب، بالإضافة إلى اقتحاماتها المستمرة ضد بعض الفصائل في ريف حمص، كما في الرستن، مستهدفة قيادات في «الجيش الحر» .
ولفتت الصحيفة إلى أن هذه الوقائع مجتمعة ساهمت في ترسيخ صورة جديدة عن «جبهة النصرة» بأنها بدأت بالخروج عن السيطرة، وأن فرص تطويعها بدأت تتقلص، لكن في المقابل كانت «النصرة» تحاول إرسال رسائل إيجابية باتجاه الغرب بغية امتصاص نقمته، أو على الأقل عدم جلب عدائه.
وأضافت الصحيفة إلى ذلك'' هذه الرسائل تكثفت منذ أغسطس الماضي، عندما أطلقت سراح راهب فرنسيسكاني كانت اختطفته في ريف إدلب، ثم أقدمت على إطلاق سراح الصحافي الأمريكي بيتر كويتس لتمييز نفسها عن تنظيم «داعش» الإرهابي الذي كان أعدم أول رهينة أمريكية في تلك الأثناء.
وأشارت الصحيفة إلى أنه بعد ذلك، وتحديداً في سبتمبر، أعلنت «جبهة النصرة» للمرة الأولى عن اشتراطها حذف اسمها من قائمة المنظمات الإرهابية مقابل إطلاق سراح جنود فيجي الدوليين المحتجَزين لديها، لكنها أطلقتهم من دون أن يتحقق شرطها، والرسالة الأخيرة تشير بشكل واضح إلى وجود قناة تفاوض مفتوحة بين «جبهة النصرة» وبين بعض الدول الغربية.
وذكرت الصحيفة'' لقد كانت الدول الغربية تريد الاستفادة من القدرات العسكرية التي تتمتع بها «جبهة النصرة» لتنفيذ أجندتها في سوريا، من دون أن تتلوّث علناً بلوثة التحالف مع تنظيم «القاعدة»، لذلك كانت تشترط عليها فك ارتباطها مع «القاعدة» لقاء إعادة تصنيفها وضمها إلى الفصائل «المعتدلة»، مع ما يعنيه ذلك من الاستفادة من امتيازات الدعم والتمويل التي تقدم إلى هذه الفصائل''.
وأضافت الصحيفة'' في المقابل، كان الجناح المتشدد داخل «جبهة النصرة» لا يمانع في تقديم خدماته إلى الغرب، لكن بشرط عدم مطالبته التخلي عن ولاءه «القاعدي»، وبغض النظر عن الأهمية العقائدية لهذا الولاء إلا أن المعطيات تؤكد أنه ليس بمقدور «جبهة النصرة» فك ارتباطها مع «القاعدة»؛ لأن ذلك يعني أنها قررت الانتحار رسمياً، لأنها بمجرد أن تتخلى عن مبايعة زعيم التنظيم أيمن الظواهري فإن المئات، إن لم يكن الآلاف، من مقاتليها سينضمّون إلى خصمها اللدود «داعش».
واعتبرت الصحيفة أنه في حال صحت التصريحات التي نسبتها وكالة «آكي» الإيطالية إلى ديبلوماسي أوروبي رفيع المستوى حول استعداد بعض الدول الأوروبية للتدخل من أجل رفع اسم «النصرة» عن قائمة الإرهاب، مقابل تغيير إيديولوجيتها وممارساتها، فإنها تمثل دليلاً إضافياً على وجود قناة تفاوض بين الطرفين.
ويعتقد بعض الناشطين، وفقا للصحيفة، أن مسارعة جبهة النصرة إلى قتال '' لواء شهداء اليرموك '' في جنوب سوريا، بذريعة مبايعته داعش ، يعود في الحقيقة إلى قناعة راسخة لدى قيادة النصرة » بأن هذا ''اللواء'' يجري إعداده ليكون رأس الحربة في قتالها، وبالتالي أرادت قطع الطريق على تشكيل تحالف عسكري ضدها، ما يجعل التطورات في الجنوب السوري مفتوحة الاحتمالات.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: