تايم الأمريكية: انضمام النساء لداعش يمنح التنظيم الاستقرار المطلوب
كتبت- هدى الشيمي:
ذكرت مجلة التايم الأمريكية أن يوم 11 مارس الماضي، كان يوما طبيعيا في بداية الأمر، مثل أي يوم تعيشه عائلة ''علي مهنّي''، ففي هذا اليوم أوصل ''كامل على مهنّي''، ابنته سارة البالغة من العمر 17 عام لمحطة القطار، للذهاب لمدرستها.
بحسب المجلة، بدأ كامل وعائلته في القلق في منتصف اليوم، بعد تأخر سارة عن موعدها، إلا أنهم برروا تأخرها بوجود حصص إضافية، أو خروجها برفقة زملائها.
وقالت المجلة إن سارة ركبت القطار فعلا، ولكنها لم تذهب إلى المدرسة، بل ذهبت إلى أقرب مطار، وركبت طائرة نقلتها إلى تركيا، ومنها إلى سوريا من أجل الانضمام لتنظيم داعش.
وتساءلت المجلة عن الأسباب التي تدفع فتاة فرنسية، تنحدر من عائلة كاثوليكية، لديها خمسة أشقاء، للانضمام إلى تنظيم جهادي في شمال سوريا، مشيرة إلى أن ما قامت به سارة لا يزال يشكل لغزا لعائلتها، ولأصدقائها.
واعتبر جوناثان شقيق سارة الأكبر البالغ 22 عام، ما قامت به أخته كارثة، مؤكدا على بكاء والديه يوميا، وزيادة حزنهم واندهاشهم مما قامت به سارة، بعد رؤية ما يقوم به التنظيم في سوريا والعراق.
ولفتت المجلة لكون سارة واحدة من بين مئات الفتيات الأجانب المنضمات إلى داعش، والذي أقنعهم بأن معركته وأهدافه، يختلفون تماما عما كان يقوم به ويهدف إليه تنظيم القاعدة.
وأشارت المجلة إلى مهارة داعش في الاقناع، ورغبتها في نشر المحاربين، والمدنيين، والنساء من أجل انجاب أجيال جديدة من المقاتلين في كل مكان تقوم بغزوه، والسيطرة عليه.
وأوضحت المجلة الفرق الموجود بين داعش والقاعدة، وهو أن المجاهدين المقاتلين في صفوف القاعدة، يقوموا بالمعارك بعيدا عن أوطانهم وزوجاتهم وعائلتهم، على عكس داعش، والتي تسعى إلى توفير جو عائلي للمحاربين، فبعد انتهاء المجاهد من المعركة، يعود إلى منزله للبقاء مع زوجته، وأطفاله، ويتناول وجبات تم اعدادها له في المنزل.
ووفقا للمجلة، فإن هدف داعش الحقيقي من جذب النساء واقناعهم بالانضمام إليها، ليس القتال، ولكن تأسيس المجتمعات، لأن وجود المرأة في المجتمع، يساعد على استقراره وبقائه.
وعلقت الباحثة الاجتماعية ميلاني سميث على رغبة داعش في انضمام النساء إليها، قائلة ''استراتيجيتهم تقوم على بناء مجتمعات، تتألف من عدد من العائلات المستقرة، للمساعدة في بقاء دولتهم أطول فترة ممكنة''.
ونقلت المجلة عن مؤسسة الزوراء الإلكترونية، والتي تدعو النساء إلى الانضمام للداعش، أن يتعلمن الطهو والحياكة، بجانب التدريب على حمل السلاح والقتال، من أجل تحضير أشهى الوجبات للمقاتلين، وحياكة ملابسهم الحربية.
وألقت المجلة بالضوء على محاولات هرب أكثر من فتاة في ألمانيا، من أجل الانضمام إلى صفوف داعش، فكان من بينهم ثلاث فتيات عثرت عليهم الشرطة في مطار فرانكفورت، وتم منعهم من السفر، وإعادتهم إلى منزلهم، بالإضافة إلى إلقائهم القبض على شانون كونلي البالغة من العمر 19 عام، والتي حاولت الهرب في أبريل الماضي.
وقد قدرت منظمات مكافحة الإرهاب الأوروبية عدد النساء والفتيات الأوربيات، المنضمات إلى داعش، بحوالي 300 فتاة، من بينهن مائة فتاة فرنسية.
وبررت المجلة زيادة عدد الفتيات الفرنسيات المنضمات إلى داعش، بوجود عدد كبير من المقاتلين في التنظيم، التونسيين والجزائريين المتحدثين باللغة الفرنسية، والذين يبحثون عن زوجات يتحدثن الفرنسية أيضا.
كما قدرت تلك المنظمات والجمعيات، عدد الرجال الفرنسيين المنضمين إلى داعش، بحوالي 1000 رجل، سافروا للقتال في صفوف داعش منذ عام 2011.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: