إعلان

التليجراف: الغارات الجوية وحدها لن توقف تقدم ''داعش''

04:20 م الثلاثاء 07 أكتوبر 2014

تنظيم داعش

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

لندن - (أ ش أ):

رأت صحيفة ''التليجراف'' البريطانية أنه كثيرا ما كان خيار شن غارات جوية الخيار الأسهل بالنسبة للسياسيين لانتهاجه، ولكن شن الغارات ليس الخيار الأقوى، خاصة عندما يمتلك تنظيم داعش القوة والمعدات والتي يصعب استهدافها جويا.

وأوضحت الصحيفة البريطانية، في تقرير بثته على نسختها الالكترونية اليوم الثلاثاء، أن دقة وفعالية إصابة الأهداف في الحرب ضد داعش يعتمدان بشكل كبير على الاستراتيجية التي سيتبعونها، وضد من، وفي أي سياق.

وأشارت إلى أن شن ضربات جوية لقلب الخلافة الوليدة في سوريا يضع القيادة الداعشية أمام معضلة صعبة؛ إما الوقوف والتصدي ضد الأسلحة الحديثة المطورة، أو العودة إلى صفوف الشعب والمقاتلين والذي سيستلزم بالطبع مبايعة الشعب لما يسمى بالخلافة للتصدي للعدوان.

ونوهت الصحيفة إلى أن تنظيم داعش يستحوذ على عدد من المواقع العسكرية، ومعسكرات تدريب، ومباني مقرات، ومنشآت نفطية، وغيرها من البنى التحتية المعرضة بسهولة لغارات جوية، وأن غياب اختراق أفراد المخابرات الذين من شأنهم تسهيل وتقديم المعلومات حول أهداف توجيه الضربات ضد القيادة الداعشية، سيكون الناتج الأكثر احتمالا من الهجمات على هذه الأهداف هو شكل من أشكال الرد الدفاعي من قبل التنظيم، مثل تشتيت قواته والتخلي عن المباني والمخيمات النشطة.

ولفتت إلى أن مثل هذه الخطوة لن تعيق فعالية العمليات العسكرية فحسب، بل ستلحق ضربة سياسية كبيرة إلى حد ما لأنها ستضطر للتخلي عن السيطرة على الأراضي ذاتها التي يزعمون أنها تشكل الخلافة، الأمر الذي سيلحق أضرارا بجاذبيتهم الدولية، وأن هذه الضربات الجوية وحدها لن تدمر أو تؤدي إلى هزيمة ساحقة لداعش، لكنها يمكنها أن تجعل الحياة صعبة للغاية بالنسبة لهم.

ورأت ''التليجراف'' أن الضربات الجوية ضد قوات داعش في العراق تقدم سيناريو مختلف تماما، فقد أثبتت الحروب الأخيرة في العراق وأفغانستان أن القوة الجوية وغيرها من أشكال التدخل بعيدة المدى من الضربات الدقيقة يمكن أن تكون فعالة ضد المحاربين غير الماهرين نسبيا، مثل ما حدث في 2001 ضد طالبان الأفغانية أو مجندي الجيش العراقي في عام 2003.

ومع ذلك، فقد أثبتت نفس الأسلحة أنها أقل فعالية ضد المحاربين الأكثر مهارة نسبيا، مثل مقاتلي تنظيم القاعدة الأجانب، والذين لديهم القدرة على استخدام الغطاء والإخفاء، وبناء مواقف قتالية فعالة، وغير ذلك من التكيف مع الظروف على أرض المعركة، وللأسف، فإن مهارة مقاتلي داعش أقرب مما يبدو للأخير بدلا من السابق.

وأشارت إلى أنه على الرغم من التطورات المذهلة في تكنولوجيا الاستشعار عن بعد في السنوات العشرين الماضية، فإنه لا يزال من الصعب جدا العثور على أهداف لإصابتها من خلال القوة الجوية وسط التضاريس المعقدة، سواء أكانت طبيعية أو من صنع الإنسان، وعلى الرغم من أن العراق يخلو من أماكن التستر والغابات، فإن المشهد الحاسم يتمثل في مناطقها الحضرية، والتي تحتوي على كميات هائلة من الغطاءات، ناهيك عن أن الكثير من المدنيين الأبرياء سيلقون حتفهم وسط ذلك كأهداف عسكرية مشروعة.

ورأت أن شن الضربات الجوية الفعالة في هذه الظروف ضد خصم يعرف كيفية استغلال التضاريس لأخذ ساتر ليس مهمة سهلة، وأن النهج الذي سلكته القوات الغربية في نجاحها في التغلب على هذه المعضلة هو الجمع بين الضربات الجوية والقوات البرية القادرة على حسم الانتصار.

وأضافت الصحيفة أن تواجد قوات على الأرض تتحرك باتصال وثيق مع القوات الجوية، تجبر المدافعين على الالتئام وتكشف مواقعهم الخفية من خلال فتح النار، وبدورها، تسمح للمراقبين على الأرض بتوجيه شركائهم في الهواء إلى شن ضربات فعالة على المعارضة.

واختتمت الصحيفة بالقول إن الدور الغائب للقوات البرية المدربة جيدا والتي ستتعاون بدورها مع العراقيين أو الأكراد سيشهد صعوبة إيقاف الغارات الجوية وحدها لتقدم وتوسع داعش المستمر حتى هذه اللحظة.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان