الاندبندنت: هل تصحح بريطانيا خطأها التاريخي وتعترف بفلسطين؟
كتبت- هدى الشيمي:
اعتبرت صحيفة الاندبندنت البريطانية أن التصويت البرلماني على الاعتراف بدولة فلسطين، المنعقد اليوم، بمثابة اعتراف وممارسة البريطانيين لأسمى مبادئهم.
وأوضحت الصحيفة - في تقرير على موقعها الإلكتروني- أن التصويت لن يعتمد على الحكومة، أو المسئولين البريطانيين، ولكنه يعتمد على تصويت اعضاء البرلمان، الذين قد يمنحوا فرصة للفلسطينيين في العيش بسلام.
ورأت الصحيفة أن بريطانيا تعود بذلك إلى الطريق الذي رفضت أن تسلكه منذ البداية، ففي عام 2012، كانت المملكة البريطانية واحدة من بين 41 دولة الذين امتنعوا عن التصويت لصالح فلسطين في الأمم المتحدة.
وذكرت الصحيفة، أن الفلسطينيين لم يصابوا بالإحباط بل أنهم ظلوا يطالبون بحقهم في دولة مستقلة، لها حدود خاصة بها، وحاولوا اجراء مفاوضات مع الحكومة الإسرائيلية، ولكن المفاوضات لم تؤدي إلى شيء.
وأشارت إل أن الفلسطينيين وجدوا نفسهم في مأزق كبير، وتأزم موقفهم بعد فشل جولة المفاوضات الأخيرة مع إسرائيلي، والتي لم يستطع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري تقديم أي شيء فيها.
وفي المقابل، تستمر إسرائيل في الاستيلاء على الأراضي، وبناء المستوطنات الإسرائيلية، مما جعل المشكلة تتفاقم، على حد قول الصحيفة.
ولفتت الصحيفة إلى محاولات إسرائيل في السيطرة على الضفة الغربية في نفس الوقت الذي تسعى فيه فلسطين للحصول على تأييد دولي من أجل الاعتراف بدولتها، واستقلالها.
ورأت الصحيفة أن الحصول على دولة مستقلة، يجب أن يكون عن طريق المفاوضات، والمحادثات، وإنهاء سوء التفاهم الموجود بين الدول، لأن الأراضي الفلسطينية ليست منحة أو هبة، لأي جهة، كما أن الفلسطينيين لديهم كامل الحق في الاعتراف بهم.
وأفادت بأن الاعتراف بدولة فلسطين لا يحتاج إلى إذن أو تصريح، فمثلما تم الاعتراف بدولة إسرائيل، سيتم الاعتراف بفلسطين.
ودعت الصحيفة بريطانيا إلى بذلك الكثير من الجهد، من اجل الاعتراف بدولة فلسطين، مثلما اعترفت من قبل بدولة إسرائيل عام 1967.
وأكدت الصحيفة على أن الاعتراف بدولة فلسطين لن ينهى الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ولكنه سيكون خطوة مهمة جدا، لدخول الجانب الفلسطيني المفاوضات مع إسرائيل، وشعورهم بالمساوة.
وتوقعت الصحيفة أن يكون اعتراف بريطانيا بدولة فلسطين، سيكون وسيلة لمنع إسرائيل من دفع فلسطين بعيدا عن طاولة المفاوضات، وأن يكون ذلك الاعتراف حافز قوي، يساعدهم على التفاوض بقوة.
ووفقا للصحيفة، فإن كل فلسطيني يرغب في أن يعيش في دولة مستقلة، له كامل الحرية في الانتقال من مكان لمكان، وأن يتعامل القانون مع الجميع بمساواة، وأن يدعمهم العالم الدولي.
وحثت الصحيفة الحكومة البريطانية على اتباع خطوات الحكومة السويدية الجديدة، التي أعلنت اعترافها بدولة فلسطين، مما اغضب الحكومة الإسرائيلية، ودفعها إلى استدعاء السير السويدي إلى اسرائيل، وبعد المقابلة صدرت تصريحات قوية من جانب كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي، ووزير الخارجية.
وقالت الصحيفة إن بريطانيا مدينة للشعب الفلسطيني، وعليه تسديد هذا الدين، لأنها كانت الدولة الأولى التي اعترفت بإسرائيل، وكان ذلك في وعد بلفور عام 1917، والذي منح الإسرائيليين الحق في تأسيس دولة مستقلة خاصة بهم، مؤكدة أن هذا الوقت هو الأنسب الذي تصلح فيه بريطانيا اخطائها تجاه الشعب الفلسطيني.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: