صحيفة فرنسية: الأحداث في مصر قد تغير ميزان القوى للأبد
باريس - (أ ش أ):
قالت صحيفة ''ليبراسيون'' الفرنسية اليوم الاثنين أن ما يحدث في مصر - وماذا سيحدث في الأيام القادمة - يمكن أن يغير ''وإلى الأبد'' ميزان القوى في المنطقة الممتدة من شمال أفريقيا إلى بلدان الخليج العربي.
وأضافت اليومية الفرنسية اليسارية في افتتاحياتها أن هذا التغيير في ميزان القوى ينتج أولا، عن أن مصر هي بلد محوري في هذه المنطقة المضطربة من العالم (حتى لو كان فقط بسبب قربها من إسرائيل).
وأشارت إلى أن السبب الثاني في هذا الرأي أن النموذج الذى تعطيه مصر منذ الأسبوع الماضي يضعف إلى حد كبير مفهوم الديمقراطية (حيث كان محمد مرسي وان كان لا يحظى بشعبية، لكنه كان المنتخبة شرعيا)، وأخيرا لأن بعض الأنظمة في (تونس، ليبيا، تركيا) تخشى حاليا نقل ''العدوى'' فى إشارة إلى ثورة 30 يونيو.
ورأت الصحيفة أن أسوأ ما يمكن أن يواجه مصر يتمثل فى المماطلة التى قد تقود البلاد إلى ''حرب أهلية''..مشيرة إلى أن التحدي الذي سيواجه الحكومة الجديدة يتمثل فى تحقيق توافق في الآراء بشأن تسمية رئيس الوزراء، بالإضافة إلى أعمال العنف التي تجتاح الآن شمال سيناء، و''الطاقة المتجددة '' التي تظهر من جانب المواليين لمرسي.
واعتبرت الصحيفة الفرنسية أن الجيش المصري ليس لديه خيار سوى الدفع إلى اجراء وفى أسرع وقت ممكن للانتخابات الجديدة وإعادة (إطلاق) العملية الديمقراطية التي يشترك بها الجزء الكبير من المكونات السياسية في البلاد.
وفى السياق ذاته..ركزت ''ليبراسيون'' التى احتل المشهد المصري غلافها الرئيسي وتعليقا ''الخوف من الحرب الأهلية''، على الأحداث التي جرت في مصر أمس الأحد خاصة المظاهرات الحاشدة التي شهدتها ميادين مصر أمس وخاصة ميدان التحرير بالقاهرة من جانب معارضي الرئيس السابق محمد مرسى، وكذلك المظاهرات التي ينظمها أنصار مرسى في أجزاء أخرى من العاصمة لمواصلة الضغط على الجيش.
وأعتبرت الصحيفة اليسارية الفرنسية أن هذه الاحتجاجات من الجانبين تشكل خطر الانجرار إلى المزيد من العنف، فى الوقت التي تتواصل فيه المفاوضات ''الصعبة'' لتعيين رئيس وزراء مصر الجديد، على ضوء عدم التوافق فى الآراء على تمسية الدكتور محمد البرادعي الحاصل على جائزة نوبل للسلام.
وأضافت أن اختيار البرادعي لمنصب رئيس وزراء مصر المقبل، الذى أعلن مساء أمس الأول السبت من جانب مصادر صحفية وسياسية وعسكرية رسمية ، واجه اعتراضات من حزب النور السلفي، الشريك الاسلامي للائتلاف التى تتكون أساسا من الحركات العلمانية..وذلك قبل أن تعلن مصادر من الرئاسة أنه لم يتم اتخاذ القرار بعد بالنسبة لاختيار البرادعي والذى يبدو ''الأكثر منطقية''.
فيديو قد يعجبك: