إعلان

الاتهامات الإعلامية بالتدخل بالشأن المصري تثير استياء وقلق سكان غزة

02:43 م الإثنين 15 يوليو 2013

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

غزة - (د ب أ):

يجد الفلسطينيون خصوصا في قطاع غزة أنفسهم هذه الأيام في مواجهة سلسلة من حملات الاتهام الموجهة إليهم من وسائل إعلام مصرية بالتدخل في الشأن المصري الداخلي.

وأثارت حملات الاتهام التي بلغت ذروتها مع أحداث عزل الرئيس المصري محمد مرسي مؤخرا، رفضا واستياء من قبل أوساط إعلامية وحقوقية في غزة رأت في الاتهامات الموجهة للقطاع وسكانه تحريضا غير مبرر.

وسيطرت النقاشات بشأن طبيعة الاتهامات وتلاحقها لسكان غزة على نقاشاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت وفي المجالس الخاصة وقوبلت بالتنديد أحيانا والسخرية في أحيان أخرى.

وكتبت صحيفة (الرسالة) المقربة من حماس وتصدر في غزة على صدر صفحتها الأولى اليوم الاثنين "خطة توريط غزة التحريض الإعلامي المصري يهدر كرامة الفلسطينيين في مصر".

وذهب الإعلامي مأمون أبو عامر‏، إلى حد الدعوة إلى "ملاحقة الفاشيين والعنصريين" في إشارة إلى عدد من الإعلاميين المصريين الذين اتهموا قطاع غزة بالتدخل في الشؤون المصرية.

واقترح أبو عامر على صحفته على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، تشكيل لجنة حقوقية فلسطينية خارج فلسطين خاصة في أوروبا، لملاحقة الإعلاميين المصريين "الذين يتفوهون بعبارات عنصرية وفاشية ضد شعبنا الفلسطيني".

وعكست عبارات الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي درجة الاستياء من تكرار اتهامات وسائل إعلام مصرية إلى غزة من دون أن تحمل أي صفة رسمية من الجيش المصري أو الجهات السيادية.

وترتبط الاتهامات الموجهة إلى غزة خصوصا بتدخل حركة حماس التي تسيطر على القطاع منذ منتصف عام 2007 بالتدخل لصالح الرئيس المعزول مرسي وجماعة الإخوان المسلمين.

وتعد حماس امتدادا لجماعة الإخوان المسلمين في فلسطين وترتبط معها بعلاقات وثيقة غير أنها نفت مرارا أي تدخل لها في الشأن المصري وانحيازها لصالح أي من الأطراف المصرية.

وبهذا الصدد قال القيادي في حركة حماس أحمد يوسف لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، إن حركته تتواصل مع الجهات المصرية الرسمية بشأن "حملة التحريض" المتواصلة التي تتعرض لها من قبل وسائل إعلام مصرية.

وأضاف يوسف أن الجهات الرسمية في مصر نفت توجيه أي اتهام رسمي للفلسطينيين أو عناصر من حماس بالتدخل في الشأن المصري أو أحداث الاضطرابات الأخيرة التي تشهدها البلاد.

وكانت حماس التزمت الصمت إزاء خطوة القوات المسلحة المصرية بعزل مرسي وتعطيل عمل الدستور، كما لم تبادر إلى تقديم التهنئة للرئيس المصري المؤقت عدلي منصور على خلاف السلطة الفلسطينية التي سارعت لذلك.

وعكس تحفظ حماس الكامل عن المجاهرة بموقف إعلامي من الأزمة المصرية الخشية لدى قادتها من التورط في دفع ثمن لاحق لما ستؤول إليه الأوضاع في مصر التي تمثل شريان جغرافي وتاريخي لا غنى عنه بالنسبة لقطاع غزة.

إذ تحمل مصر مفاتيح كثيرة لجوانب الحياة بالقطاع بدءا من معبر رفح المنفذ البري الوحيد لغزة وانتهاء بمئات الأنفاق الأرضية التي يجرى عبرها تهريب الأسلحة والسلع التجارية لتخفيف حدة الحصار الإسرائيلي على القطاع.

كما تتوسط مصر في علاقات حماس مع غريمتها حركة فتح فيما يتعلق بالمصالحة الداخلية أو مع إسرائيل التي أبرمت مع الحركة الإسلامية عبر القاهرة عدة تفاهمات لوقف متبادل لإطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى.

وقال يوسف إن الحكومة التي تديرها حماس في غزة ظلت وما تزال حريصة على التنسيق الكامل مع الأجهزة الأمنية المصرية لمنع حدوث أية تجاوزات أو اختراقات أمنية يمكن أن تسيء لشكل العلاقة القائمة بين الجانبين.

وشدد يوسف على "أن ما يجمعنا بمصر أكبر من أن تهدمه حملات التحريض الإعلامي، وإن كانت للأسف قد نجحت في الزج بحماس في المناكفات الجارية داخل الساحة المصرية، وتوظيف الكثير من الإشاعات في مسعاها للتشهير بمرسي وحركة الإخوان المسلمين ".

والقى تصاعد أزمة احتجاجات 30 يونيو في مصر وما تلاها من أحداث بظلاله على قطاع غزة الذي يشهد أزمة في نقص الوقود ومواد البناء بسبب توقف شبه كلي في عمل أنفاق التهريب مع مصر.

كما تراجع العمل في معبر رفح بشكل حاد بعدما أغلق بعدة أيام وبات السفر من خلاله يقتصر على المرضى والحالات الإنسانية وسط شكوى من فرض قيود مشددة ترى بعض الأوساط أنها نتيجة لحملات التحريض الإعلامية.

في المقابل تلوم أوساط فلسطينية على الإعلام المقرب من حركة حماس مساندته للاحتجاجات الشعبية التي تنظمها جماعة الأخوان المسلمين للمطالبة بعودة مرسي إلى الحكم من خلال البث الحي والمباشر لأحداثها.

بل إن بعض وسائل الإعلام المحسوبة على حماس ذهبت إلى حد إطلاق اسم "انقلاب عسكري" على قرار الجيش المصري بعزل الرئيس الإسلامي.

ويرى الكاتب والمحلل السياسي من غزة عاطف أبو سيف، أن الصراع المصري "انتقل في جزء منه إلى غزة، دون وجه حق، ودون أن يكون لسكان القطاع البسطاء أي تقرير في ذلك، ودون أدنى اعتبار لحقيقة الموقف الفلسطيني من النقاش المصري الداخلي بعدم التدخل مطلقا ".

ويشدد أبو سيف، على وجوب التمييز بين توريط غزة في الأزمة المصرية وبين محاولات الزج بها في أتون هذه الأزمة.

ويشرح ذلك بقوله "توريط غزة للأسف ينبع من اجتهادات وتصرفات ذاتية تقوم بها بعض الأطراف الفلسطينية مسوقا بتبريرات كثيرة وبدوافع متباينة لكنها في المحصلة تقود إلى نتيجة ضارة، أما الزج فتقف خلفه بعض

الأطراف المصرية خاصة من الإعلاميين الذين يروق لهم تخيل أن غزة وراء كل أزمات مصر وأنه لولا تدخل بعض أطراف غزة لما حدث لمصر أي شيء".

ويضيف أبو سيف "النتيجة أن قطاع غزة وسكانه عليهم أن يدفعوا فاتورة هذه الأخطاء والمشاعر غير السليمة للطرفين، وأن يتحملوا الاجتهاد الخطير للبعض ومحاولة البعض الآخر أن يرمي بأزماته على غيره".

وبالإضافة إلى إجراءات التشديد التي طالت غزة فإن سكان القطاع يتخوفون من سوء معاملة قد يجدوها في مصر مستقبلا على خلفية ما يتم توجيهه لهم من اتهامات.

وبهذا الصدد رأي الناشط الحقوقي والسياسي مصطفى إبراهيم، أن حملة الاتهامات الإعلامية ضد غزة "قد تمثل مسحا للتاريخ المصري ودوره وتأثيره على الفلسطينيين وبمثابة جرائم مقصودة قد تصل إلى ارتكاب القتل من خلال الاستمرار بها في عملية غسيل مخ للمصريين".

وانتقد إبراهيم تصاعد ما وصفه الخطاب التحريضي منذ ثورة 25 يناير المصرية "ضمن خطة مدروسة تستهدف الفلسطيني، من دون أن تخرج مبادرة مصرية حقيقية تواجه هذا الجهل المتعمد من القائمين عليها ".

وطالب إبراهيم بتدخل من الدولة المصرية والقوى الوطنية المصرية لـ"توضيح أواصر الدم والتاريخ والجغرافية لأن القوى المصرية عليها واجب وطني وعروبي وأخلاقي في حماية الفلسطينيين ومواجهة ووقف هذا العبث والقتل اليومي المحتمل لهم".

الثانويه العامه وأخبار التعليم

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان