لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

نجل زويل لساينس مونيتور: المصريون ضلوا الطريق بحثا عن أبطال

04:55 م الثلاثاء 23 أبريل 2013

كتب محمد الصفتي:

في مقال على الموقع الإلكتروني للكريستيان ساينس مونيتور تعرّض نبيل زويل نجل العالم الكبير أحمد زويل والطالب بجامعة جورج تاون للتغيّرات التي يجب أن تطرأ على تفكير المصريين في تلك المرحلة حيث رأى أنّ تاريخ الأمم لا يحدده الأبطال في القصور الرئاسية بل الأبطال في الشوارع وأنّ على مصر أن تركّز على بناء مؤسسات يقودها الشعب لتستطيع التصدّي لتحديات الحاضر والمستقبل.

ويقول زويل أنّ العالم يبحث دوماً عن أبطال في شتى المجالات وربما تكون تلك الفكرة سبباً للخراب في مصر في مرحلة ما بعد الثورة، فوفقاً لرؤيته كان الحديث السياسي للملايين قبل الثورة يتركّز على شخص مبارك وعائلته وبدائلهم المتاحة وبهذا كان البحث عن (زعيم) جديد ينتشل الناس من مشاكلهم هو بيت القصيد.

ولهذا يرى زويل أن الثورة بلا قائد جاءت كصدمة للدارسين المتعمقين في تاريخ مصر ولهذا اختطفت الثورة المصرية قلوب وأنظار العالم لكونها نجحت بدون قائد ذي كاريزما ولا قوة عسكرية تفرضها بل فقط بأيدي الناس العاديين الذين قاموا بأفعال بطولية ولكن في الشهور التالية للثورة عادت الأمور إلى سابق عهدها فصار الناس يبحثون عمّن يكون الرئيس او رئيس الوزراء (لينقذ) البلاد وغاب التركيز عن الناس أو الفاعل الحقيقي في الثورة.

ويستطرد زويل في مقاله فيعزو هذا الاشتياق التاريخي للمصريين إلى أبطال منقذين لتجذّر فهم خاطئ نتج عن تعظيم التاريخ لأدوار أشخاص قليلين في مقابل تقزيم إسهامات الجموع الكبيرة في صنع الأحداث الكبرى، فمثلاً يقول أنّ عظمة التاريخ المصري لا تعرّفها فقط عظمة أشخاص كمحمد علي وسعد زغلول وإنما أيضاً الأفعال البطوليّة لمعاصريهم من الناس العاديين ولهذا جاءت الثورة المصرية لتعلّمنا بوضوح أنّ الناس العاديين هم من يقود التغيير.

ويؤكّد زويل في مقاله على أنّ الفهم السليم للتاريخ هو مفتاح مواجهة التحديات الراهنة وأنّ وجود أبطال يحلّون مشاكل امّة كاملة شيء غير واقعيّ بل إنّ بعض القادة هم فقط أفضل من غيرهم.

ويتطرق زويل إلى أنّ المشكلة لا تقتصر على مصر فقط فمثلاً يعاني الأمريكيون من التطلّع إلى أبطال بقيمة لنكولن وروزفلت وجيفرسون ليقودوا البلاد وهو ما يجعل انتظار نتائج معقولة منطقية من الرؤساء الحاليين عسيراً على الأمريكيين.

ويضيف نبيل زويل أن الرئيس أوباما يؤكد دائماً على هذا المعنى وهو بالتحديد ماتحتاجه مصر فالرئيس مرسي لم يأت لقصر الرئاسة دون احتشاد المصريين قبلاً في ميدان التحرير كما أنّ ليندون جونسون الرئيس التاريخي للولايات المتحدة لم يمرّر تشريعات الحقوق المدنيّة دون عون الناشطين في الجنوب.

ويستدرك زويل ليؤكد على أنّه لا يعني الانتقاص من دور القادة ولكن مايعنيه أنّ الأهمّ هو وجود مواطنين ومؤسسات يشاركون وينفّذون التغيير ويقفون ثابتين إزاء أي تقلّبات في قيادة بلادهم والسبيل الأمثل لبناء تلك المؤسسات لا يكون باللجوء لحكمة فرد أو عدة أفراد بل بالمجهودات الجماعية للشعب التي تمنح المؤسسات الجدارة والمصداقية وتعزز حكم القانون إزاء الفساد.

ويختم نبيل زويل مقاله للساينس مونيتور بالتأكيد لمرة ثانية على أّنّ التغيير في مصر لن يتحقّق دون جهود مواطنيها بدءاً من المطالبين بالتغيير في ميدان التحرير وحتى المواطنين البسطاء في القرى المنسيّة في دلتا وصعيد مصر والذين يبدؤون في عمليّة تنظيم المجتمع من جديد.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان