يو إس توداي: الانفلات الأمني والفقر وراء سرقة المقابر الأثرية
كتب محمد الصفتي:
عزا الباحثون الأثريون الحرية التامة التي يمارس بها لصوص المقابر الأثرية حفرياتهم للفراغ الأمني الذي خلّفه انهيار شرطة عصر مبارك وبالتالي ضياع هيبتها لدى لصوص الآثار وكذلك كان الوضع الاقتصادي المتردّي دافعاً وراء ازدياد عددهم وانتظامهم في عصابات مسلّحة تمارس عملها بقسوة واحتراف عن ذي قبل دون خوفٍ من عقاب.
جاء هذا في تقرير نشرته اليو إس توداي رصدت فيه الظاهرة واستعرضت آراء الخبراء الأثريون المصريون وتحليلهم لها حيث اصطحبت الصحيفة الخبيرة الأثرية مونيكا حنا لمواقع الحفريات غير الشرعية في دهشور التي كانت منطقة عسكرية مغلقة حتى عام 1996 ثم ظلّت تخضع لحراسات شرطية مكثفة لعقود في عهد مبارك بينما الآن يعيث فيها لصوص الآثار فساداً على هيئة عصابات مسلّحة تمارس حفرياتها منذ غروب الشمس وحتى فجر اليوم التالي بكل حرية كما تقول مونيكا حنا.
وحسب روايات الخفر تقول الصحيفة أنّ العصابات المكونة من جماعات تصل إلى 40 فرداً تأتي مدجّجة بالأسلحة الآليّة وتعمل بآليّات محترفة معقّدة لتزيل طبقات الرمال التي تحمي مقابر لم تمسّ منذ آلاف السنين.
ولا يملك الخفر طاقة كما يقولون لمواجهة تلك العصابات المسلّحة بتسليحهم البدائي حيث أصيب ثلاثة منهم إصابات خطيرة منذ شهرين في محاولة لمنع اللصوص من اقتحام المنطقة.
ويقول الحارس ''سيد حسين'': ''منذ قيام الثورة لا تريد الشرطة عمل أي شيء فكيف نقترب نحن غير المسلحين من عصابات مسلّحة؟''
ويعتقد الأثريون أنّ مئات من المقابر القديمة لازالت تنتظر من يكتشفها في المنطقة وإن لم تكن بذات الكبر والأهمية كمقابر الفراعنة في وادي الملوك بالأقصر التي كانت معبّأة بالذهب إلّا أنّ الحراس يؤكدون أنّ اللصوص يسرقون ما يجدوه من أواني فخارية أو أعقاد أو أحياناً توابيت وأنّهم يبيعون القطعة الواحدة على الأقلّ مقابل 600 دولار وهو ماتؤكّد مونيكا حنا الخبيرة الأثرية أنّه يمثل ثروة صغيرة في بلد يعيش أهلها على الدعم الحكومي.
ويرصد التقرير كارثة أخرى تتهدّد التاريخ وهي تعدّي الأهالي بالبناء على حرم المنطقة الأثرية بالقرب من هرم دهشور المدرّج حيث أقاموا مقابر حديثة هناك متعلّلين بعدم وجود أماكن أخرى وأنّ الحكومة لم توفّر لهم البديل حتى يتوقفوا عن البناء في الحرم الأثري.
ويفاقم المشكلة كما يذكر التقرير أنّ أحدث تلك التعديات تقع فوق ما يعتقد الأثريون أنّه ملجأ قديم ملحق بمجمع هرم دهشور والذي كان الأثريون يتوقون لاستكشافه.
وتوجّه سهام النقد كما يقول التقرير لحكومة مصر الإسلامية لتجاهلها حماية تاريخ مصر ماقبل الإسلام بتركه نهباً للّصوص والبناء الجائر، فتذكر مونيكا حنا أنّه في عهد مبارك كانت الأهرام محل اهتمام كنبع يتدفق منه الدخل السياحي وكمصدر فخر للبلاد أمّا الحكومة الحالية فلا تهتمّ بذلك.
ويشير التقرير لما قاله أحد شيوخ السلفية منذ فترة بمطالبته بهدم الأهرامات ولكن على الجانب الآخر ينفي كمال وحيد المسؤول بوزارة الآثار لليو إس توداي لامبالاة الوزارة حيث يقول أنّها لا تملك الموارد الماليّة لحماية الموقع نظراً للانخفاض الحاد في دخل السياحة كما يقول أنّ تقارير السرقات فيها مبالغة كبيرة حيث يحفر اللصوص دائماً بضعة أقدام ثم يتركون الموقع بلا غنيمة وهو ما يعارضه النشطاء الذين يقولون أنّ أساليب السرقة تطورت لترضي ظمأ الأوروبيين لامتلاك الآثار المصرية المهرّبة
فيديو قد يعجبك: