أقدم الأشجار في أفريقيا تموت وتترك العلماء في صدمة وحيرة

كتب - حاتم صدقي:

يكافح العلماء لاكتشاف سبب موت أشجار الباوباب الأفريقية الشهيرة، التي تعتبر أقدم أشجار القارة السوداء.

جاءت الأخبار عن زوال باوباب بمثابة صدمة للباحثين أنهم كانوا يحاولون تحقيق العكس تماما – ويعرفوا سبب بقاء هذه الأشجار حية طيلة هذا الوقت، وفقا لفريق دولي من العلماء، الذين نشروا النتائج التي توصلوا إليها في مجلة ناتشر للنبات، على مدى السنوات الاثني عشر الماضية.

أما وقد ماتت معظم أشجار الباوباب القديمة في أفريقيا أو سقطت أقدم أجزائها، يعمل كارل فون ريدين من معهد وودز هول لعلوم المحيطات وفريقه على دراسة الأشجار القديمة في جنوب أفريقيا منذ عام 2005، باستخدام تقنية تقدير العمر بالكربون المشع لمعرفة المزيد عن أعمارهم والهندسة المعمارية.

وقد وجد العلماء الروس أدلة على دور الاحترار العالمي في أشجار الأرز التبتية وبدلاً من اكتشاف سر حياة الباوباب الطويلة، اكتشف الفريق أن العديد من الأشجار القديمة قد ماتت في تلك اللحظة.

وتم العثور على "الضحايا" الذين تراوحت أعمارهم بين ألف إلى أكثر من ألفي وخمسمائة سنة في بوتسوانا وناميبيا وجنوب أفريقيا وزامبيا وزيمبابوي.

وأطلق الباحثون على زوال أشجار الباوباب بأنه حدث ذات حجم لم يسبق له مثيل. وهم يفترضون أن تغير المناخ، الذي يؤثر أيضا على جنوب أفريقيا، قد يكون السبب جزئيا في الموت الغامض لأشجار الباوباب، على الرغم من أنهم يدعون أن هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لتأكيد أو رفض هذه الفكرة.

وقالت سارة فينتر أستاذ النبات بجامعة ويتواترسراند في جوهانسبرج إن مقاومة أشجار البابواب للجفاف على ما يبدو أقل مما كان يعتقد.

ومع ذلك، فشل العلماء في التوصل إلى تفسير لماذا لم يؤثر انخفاض تحمل الجفاف على مجموع أفرادها، ولكن فقط الأقدم والأكبر عمرا. ووفقاً لما توصل اليه الفريق، لم يكن ممكنا تفسير الأشجار الميتة بالوباء. وعلاوة على ذلك، فإن عدد الوفيات الطبيعية من أشجار البابواب الناضجة كان على ما يبدو يتزايد بسرعة.

ومن المعروف أن أشجار الباوباب، التى تعتبر رمزًا للسافانا الأفريقية هي أكبر وأطول شجرة مزهرة في العالم،حيث أنها يمكن أن تعيش لآلاف السنين.

ويتم التعرف على هذه الشجرة بطريقة سهلة من خلال جزعها الضخم، مقارنة بأغصانها المبعثرة وسيقانها.

وأشجار الباوباب لديها قدرة كبيرة على البقاء على قيد الحياة مع جذوعها القادرة على تخزين كميات كبيرة من الماء تصل إلى 650 لترا في كل متر مكعب من الشجرة.