لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

غير مرغوب فيه

سليمان جودة

غير مرغوب فيه

سليمان جودة
07:02 م الإثنين 07 أكتوبر 2024

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

قال يسرائيل كاتس، وزير خارجية اسرائيل، إن أنطونيو جوتيريش، الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، أصبح بالنسبة لإسرائيل "شخص غير مرغوب فيه".

أعلن الوزير الإسرائيلي ذلك يوم ٢ أكتوبر، وقال إن السبب هو أن جوتيريش لم يعلن إدانته لهجوم إيران على اسرائيل الذي وقع قبلها بيوم.

ورغم أن مصطلح " شخص غير مرغوب فيه " معروف ومعترف به دبلوماسياً بين الدول، إلا أن إسرائيل تستخدمه في غير مكانه المعتاد.. فلقد عاشت شتى الدول تستخدمه إذا ما رغبت في طرد دبلوماسي يعمل على أرضها، وقد حدث كثيراً من قبل أن سمعنا عن أن عاصمة من العواصم أعلنت أن فلاناً من الدبلوماسيين العاملين فيها " شخص غير مرغوب فيه " فلا يكون عليه عندئذ إلا أن يغادر في المدى الزمني الذي تحدده هذه العاصمة.

وربما تكون هذه هي المرة الأولى التي يجري فيها استخدام هذا المصطلح مع دبلوماسي خارج العاصمة لا داخلها. أما أن يكون هذا الدبلوماسي هو الأمين العام للأمم المتحدة شخصياً، فهذا هو الجديد حقاً، وهذا شيء ربما يكون غير مسبوق تماماً.

الموضوع طبعاً له خلفية بل خلفيات بين الأمين العام، وبين الدولة العبرية، منذ بدء الحرب على غزة بالذات.. فلقد رفض الرجل السكوت على ما تمارسه اسرائيل، وكان يقف ضد ممارساتها طول الوقت، وكان لا يقبل الخضوع للمنطق الاسرائيلي تحت أي ظرف.

وقد بلغت البجاحة الإسرائيلية في التعامل مع الرجل الى حد أن كاتس هذا قد صرح ذات يوم بأن جوتيريش لا يصلح لمنصب الأمين العام، ولكن جوتيريش كان يغض الطرف عما يسمعه بهذا الشأن، وكان يمضي في الانتصار للقضية في فلسطين، وفي الوقوف الى جوار الفلسطينيين في غزة بكل قوة، وبكل شجاعة، وبكل رجولة، الأمر الذي أثار عليه الإسرائيليين ولا تزال.

وعندما دعت المنظمة الى جلسة خلال اجتماعاتها السنوية في سبتمبر للتصويت على إنهاء الاحتلال خلال سنة من تاريخه، جاء التصويت على مستوى الجمعية العامة بأغلبية ١٢٤ صوتاً، وبقدر ما كان التصويت بهذه النسبة مهماً، بقدر ما كان الأهم أن الأمين العام قال أنه مصمم على تنفيذ ما انتهى إليه التصويت.

ولا بد أن ذلك قد أثار جنون تل أبيب كما لم يحدث من قبل، رغم أن الرجل لا يملك الأدوات التي تجعله قادراً على تنفيذ قرار الجمعية.

ولا بد أن جنونها قد راح يتضاعف إلى السماء، وهي تسمع أن جوتيريش مرشح لجائزة نوبل في السلام خلال دورتها هذه السنة.. فالجائزة تُعلن في أكتوبر من كل سنة، وإذا حدث ونالها هذا الرجل الشجاع فسوف لا يعرف النوم طريقاً الى رئيس حكومة التطرف في إسرائيل.

إذا حصل الأمين العام الشجاع على نوبل هذه السنة، فسوف يكون هذا أقل واجب مع رجل لم يشأ أن يسكت على ما ترتكبه اسرائيل طوال سنة كاملة من جرائم حرب، ومن كل ما يدوس فوق جميع الأعراف الإنسانية.

إعلان