لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

خط أحمر.. لو أنها أنصتت

سليمان جودة

خط أحمر.. لو أنها أنصتت

سليمان جودة
07:00 م الأحد 23 أبريل 2023

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

ذهب الرئيس البرازيلي لولا دا سيلڤا في زيارة إلى الصين، فكانت العبارة التي أطلقها من هناك هي تقريباً أهم ما في زيارته.. قال وهو يودع الرئيس الصيني شي جينبينح عائداً الى بلاده : إن على الولايات المتحدة الأمريكية أن تتوقف عن تشجيع الحرب في أوكرانيا .

والحقيقة أن هذه عبارة في محلها تماماً، لأن المتتبع لمسار هذه الحرب التي أرهقت العالم، سوف يكتشف أن ادارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لا تتفاعل مع أي مبادرة لوقفها، فضلاً بالطبع عن أن تطرح مبادرة من جانبها توقف بها نزيفها المستمر.

لم يحدث الى الآن أن تفاعلت إدارة بايدن مع أي مبادرة، رغم كثرة المبادرات التي أطلقها أصحابها، ورغم الجدية التي كانت تتميز بها هذه المبادرات.

ونحن نعرف أن البابا فرنسيس الأول، بابا الفاتيكان، كان يتألم طول الوقت لاستمرار الحرب، وكان يصلي من أجل أن تتوقف، وكان يدعونا جميعاً للصلاة للسبب نفسه، وكان يتمنى لو يستطيع وقفها، ومن أجل ذلك طرح مبادرة لوقف الحرب، وراح من بعد طرحها يناشد الطرفين أن يستجيبا لما يقدمه، وأن يتفاعلا مع ما يطرحه وما يقوله فيها.. ولكن لا أحد استجاب لدعوته ورغبته، ولا أحد تفاعل مع الرجل، ولا أحد اهتم، ودامت الحرب واستمرت ولا تزال ترهق العالم وتكلفه الكثير من أمنه واستقراره.

ومن بعدها جاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فتقدم بمبادرة تحمل اسمه، وقال فيها إنه مستعد للحوار مع كل الأطراف على الجانب الآخر، وكان بالطبع يعني أوربا والولايات المتحدة وحلفاءهما، ولكن حظ مبادرته لم يكن بأفضل من مبادرة بابا الفاتيكان.

ثم كان العالم على موعد مع مبادرة ثالثة طرحها الرئيس الصيني، وهي مبادرة حملها وزير خارجية الصين معه إلى مؤتمر ميونيخ للأمن في فبراير، ثم حملها الرئيس شي جينبينج إلى روسيا عند زيارته لها في مارس.

ولم يكن حظها بأفضل من حظ المبادرتين السابقتين، وكان كل ما قاله عنها بايدن إن مجرد تصفيق بوتين لها يكفي لأن يتشكك العالم في قيمتها وفي نواياها.. ولم يكن بوتين قد شكك فيها في الحقيقة، ولكنه كان قد أعلن قبولها، وكان متحفظاً في القبول بها.

هذا كله يقول إن الرئيس البرازيلي على حق فيما قاله، وإن على الولايات المتحدة الأمريكية أن تنصت إلى عبارته، وأن تعمل بها لعلها تنقذ العالم مما يدفعه بسبب هذه الحرب من أثمان في كل صباح.

ومن بعد زيارته إلى الصين ذهب الرئيس البرازيلي يزور البرتغال وإسبانيا، وقال إنه يحمل اقتراح بوساطة دولية في أوكرانيا.. والأمل أن تنجح الوساطة هذه المرة، وأن تجد آذاناً صاغية تستجيب لها، وخصوصاً من جانب الولايات المتحدة الأمريكية، وألا يكون حظ وساطته مثل حظ المبادرات الثلاث!

إعلان