لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

تطوان.. المهرجان الذي حرَّض المسؤولين لإقامة ١٥٠ دار عرض جديدة

د. أمــل الجمل

تطوان.. المهرجان الذي حرَّض المسؤولين لإقامة ١٥٠ دار عرض جديدة

د. أمل الجمل
07:05 م الأربعاء 08 مارس 2023

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

«السينما ليست ترفاً ولكنها ضرورة.. فهذه التظاهرة السينمائية تستحق أن نلتف حولها، وأن نجعلها ترتاد آفاقًا جديدة وغنية خاصة في هذه اللحظات الإنسانية العصيبة التي نجتازها بما فيها من حروب وكوارث طبيعية، ففي مثل هذه الأوقات المرتبكة يتدخل الفن ليمنحنا بعض التوازن ويجعلنا نحافظ على قدراتنا وحقنا في الحلم».

هكذا قال محمد هاني، الكاتب العام لجمعية أصدقاء السينما، في الكلمة التي ألقاها بافتتاح مهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط في دورته الثامنة والعشرين الممتدة بين ٣-١٠ مارس الجاري. والمقام في تلك المدينة العريقة التي كانت لها الريادة دائما في إشاعة ثقافة السينمائية، فقد كانت «تطوان مهد الممارسة الصحفية في المغرب، ومنطلق الحركة الوطنية ومنبع الفنون الجميلة والفضاء الأرحب لتصوير أول الأعمال السينمائية في تاريخ المغرب».

خلق الالتزام والشعور بالمسؤولية

الحقيقة، وفي تقديري الشخصي، أن كلمات جميع المسؤولين ليلة الافتتاح كانت تأكيد على إشارة هاني وزميلته سارة الركابي - نائبة المدير التنفيذي للمهرجان والتي قدمتها بالفرنسية - فقد كانت تأكيد على إيمانهم العميق بفن السينما وأهمية دور المهرجانات في دعم هذا الفن السابع، وليس على أدل على ذلك من تصريح السيد محمد مهدي بنسعيد وزير الشباب والثقافة والتواصل من أنهم بسبب هذا المهرجان «يعملون على مشروع افتتاح ١٥٠ قاعة عرض إضافية في المرحلة القادمة..».

هكذا يكون أثر المهرجانات القوية حين تغير قناعات المسؤولين وتجذبهم إلى فعل ملموس على أرض الواقع، أو كما قال السيد توفيق البورش - النائب الثالث لرئيس جهة طنجة تطوان الحسيمة - بأنه «بافتتاح فعاليات هذا المهرجان فإننا نريد أن نفتح نافذة جديدة مشرعة على الأمل والحياة في هذا الفضاء المتوسطي الذي لا يمل وهو ينشد السلام والاستقرار ويُصر على التعايش والحوار..».

مرت الأيام سريعة، فقدنا خلالها الشعور بالزمن، في هذه الدورة الحافلة بعروض الأفلام التي يتسم أغلبها بالتميز والقدرة على فتح نقاشات متعددة الجوانب، إضافة للمختبرات والندوات والموائد المستديرة، وها هو الختام يقترب، ليشهد الإعلان عن الجوائز والأفلام الفائزة.

ورشة للطلاب استثنائية

شخصياً أعتبر الجميع فائزين في هذا المهرجان، صناع أفلام وجمهوراً، وشباب إعلاميين وسينمائيين، فقد حضرت بنفسي- بشكل حصري- ورشة الطلاب مع المخرج الفرنسي أليكس فيراري والباحث والناقد التونسي طارق بن شعبان. كانت تجربة استثنائية، شديدة الثراء، أقرب للعصف الذهني، حيث تم اختيار اثنين من الأفلام القصيرة، فتمت قراءتهما في البداية، ثم تمت مشاهدة الأفلام، بعدها انطلق النقاش العاصف بدون توقف مثل كرة البينج بونج.

إنها تجربة تستحق مقالاً بمفردها، فربما تستفيد منها المهرجانات المصرية، لما لها من أثر على الصناعة مستقبلاً لأن مثل هذه المختبرات تضع الطلاب وعشاق السينما، الراغبين في اقتحام هذا العالم، على بداية الطريق الواضح، والأهم أنها تكسر الأوهام، وتحطم المسافة الأسطورية بين الحلم والواقع.

عصف ذهني وتدريب قاسٍ

كذلك، حضرت مع آخرين مختبر «من الكتابة للشاشة»، والمشاريع التي استمعت إليها كذلك، وأسلوب النقاش، تستحق مقالا آخر. لكن لابد من التنويه بمخرجة مصرية واعدة شاركت في هذه الورشة هى هند بكر، تقدمت بمشروع «ناس الكباين»، والتي نتمنى أن يكون لمشروعها نصيب من هذا الدعم. والجدير بالذكر أن هند شاركت من قبل في تطوان بتجربة فيلم قصير

إعلان