إعلان

اقتصاديات الثقافة

د. غادة موسى

اقتصاديات الثقافة

د. غادة موسى

أستاذ مساعد - كلية الاقتصاد والعلوم السياسية - جامعة القاهرة 

07:41 م السبت 27 أغسطس 2022

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

إبحث عن لوجو مصراوي داخل الموقع يومياً خلال شهر رمضان للفوز بجائزة

تسجيل الدخول

طرحت إحدى الزميلات مسألة وجود العديد من المناسبات الثقافية في مصر التي يمكن استثمارها لتدر دخلاً يساهم في تحسين الاقتصاد القومي. وقد استحسنت هذه الفكرة، خاصة أن مصر بلد التاريخ والثقافة والآداب والعلوم.

وقد دار نقاش آخر في نفس السياق عقب حدوث التغيير الوزاري الأخير وانقسام المجتمع المصري حول تبعية " الآثار"، هل تتبع وزارة الثقافة أم تتبع وزارة السياحة. وهو نقاش تكرر من قبل. ولم تحسم تلك المسألة بشكل نهائي حتى الآن. ولكن بتطبيق اقتراب أن للثقافة دوراً اقتصادياً، فستتبع الآثار وزارة السياحة.

ولا يتوقف الأمر على الآثار فقط، فالموضوعات الثقافية في مصر متنوعة ومتعددة، ويمكن استثمارها لتساهم في الناتج القومي الإجمالي.

فعلى سبيل المثال هناك موسم فاكهة المانجو، وهي فاكهة تشتهر بها مصر في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا وجنوب أوروبا، حيث يوجد في مصر أفضل أنواع المانجو. فلم لا نقوم بتنظيم معارض واحتفالات بموسم المانجو يتم فيها استقدام السائحين لتذوق المانجو والتعرف على حدائق المانجو وخطوات زراعة المحصول، بالإضافة لدعوة المجلات العالمية الخاصة بالبيئة والمرأة والموضوعات الثقافية المختلفة لتسويق الحدث المرتبط بفاكهة المانجو. لقد كان لدينا في الماضي احتفالات بموسم جني القطن. وتوجد لدينا أغاني وأشعار ارتبطت بموسم جني القطن في مصر.

وبالإضافة للمحاصيل الزراعية، يوجد لدينا عيد وفاء النيل، وكثير من الاعمال السينمائية تناولت هذا العيد وطقوسه. وما أحوجنا الآن للاحتفال بعيد وفاء النيل. إن تنظيم الاحتفال بهذا العيد مرة أخرى من شأنه أن يدر دخلا ً للاقتصاد القومي، على أن يتم تنظيمه بشكل متطور وباستقدام المبدعين في مجالي الموسيقى والأزياء.

لدينا أيضاً مناسبة تعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني، وهي مناسبة فريدة من نوعها لا توجد في أية بقعة من بقاع الأرض. صحيح أن الصحف وبعض المجلات تشير إلى هذه المناسبة، ولكنه أمر غير كافٍ قياساً بعظمة هذا الحدث وتفرده.

فهذا الحدث، يحتاج إلى اهتمام أكبر وتغطية أوسع برؤية مختلفة.

كما يوجد لدينا ظاهرة تعامد الشمس على قدس الأقداس بمعبد قصر قارون بالفيوم. وهذه المرة الأولى التي اعلم فيها بوجود معبد تتعامد فيه الشمس بالفيوم في الحادي والعشرين من ديسمبر، أي في أوج الموسم السياحي في مصر! فما بالنا بالسائحين والعالم وكل المهتمين بالحضارة المصرية الفرعونية.

كل ما سبق من أحداث ثقافية وتاريخية لحقب ومناسبات مختلفة تتطلب رؤية اقتصادية قادرة على استيعاب وفهم دلالات هذه المناسبات لنتمكن من تسويقها بشكل جيد ومبتكر، وتحويلها إلى مصدر للدخل. والأهم أن يكون لدي الزائر أو السائح حافزاً للمشاركة في هذه المناسبات فقط، مثلما يسافر البعض للمشاركة في مباريات كرة القدم أو لحضور عروض في دور الاوبرا العالمية أو لحضور معارض دولية.

مثل هذه المبادرات تتطلب استقدام شركات خاصة وشركات أجنبية. كما تتطلب مبدعين لتصل معاني هذه المناسبات والأحداث إلى العالم. وقد تتطلب تدخل المدونين المصريين والأجانب bloggers المهتمين بالمناسبات الثقافية.

فلا يجب التقليل من قدرة هذه المناسبات على جذب اهتمام العالم، ومن ثم استقدام الزائرين والسائحين من كل حدب وصوب.

إعلان