إعلان

ما بين الاختيار والاختبار

د. سامي عبد العزيز

ما بين الاختيار والاختبار

د.سامي عبد العزيز
07:36 م السبت 07 مايو 2022

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

إبحث عن لوجو مصراوي داخل الموقع يومياً خلال شهر رمضان للفوز بجائزة

تسجيل الدخول

حينما وجد تنظيم اعتاد العيش والعمل تحت الأرض أنه فوق الأرض لدولة حقيقية، فكان اختباراً للفرق بين تنظيم، وبين بلد بحجم وتاريخ مصر.. ومن ثم كان اختيار الشعب وقراره لا وألف لا أن يحكمنا تنظيم إرهابي...

حينما وجدت زمرة هى امتداد لتنظيم دولى تسانده بعض القوى الدولية مطلوب منها أن تجعل هذا البلد يدخل فى تحارب إلى حد إمكانية إحداث حرب أهلية فكان اختبارا لكل هذه الأطراف، ومن ثم اختيار الشعب أن يطلب من مؤسسته الوطنية العسكرية أن تنقذ مصر..

ووكما قال أحد الشباب فى مسلسل الاختيار إن الإخوان ومن أتوا به رئيساً شكلياً يريد أن يحكم بلدا وهو لا يعرف معنى وقيمة بلد، فقد كان اختباراً للفرق بين رئيس تملى عليه التعليمات من تنظيمه وما هو إلا دمية فى أيدهم، وبين رئيس جاء بإرادة شعب ويعرف قيمة ومعاناة وتطلعات هذا الشعب فكان الاختيار..

حينما تقدم القوات المسلحة أكثر من تقدير للموقف وخطورته من جراء تصرفات عصبة من الممسوحة عقولهم، عصبة توهمت أنها قادرة على إدارة 100 مليون لديهم تاريخ وحضارة وإيمان حقيقي بالوطنية والانتماء ولا يسمعون هذه التقديرات بل ويضربون بها عرض الحائط فكان اختباراً للغباء والصمم والإصرار أما حكم الشعب أو قتله ومن ثم جاء الاختيار..

لقد كان اختباراً حينما سعت بعض الأنظمة الدولية لتكرار تجربة العراق وسوريا واليمن وأفغانستان فجاء الاختيار بالإجماع لدولة متوحدة متماسكة لها مكانتها التاريخية وقد استعادتها ففشل الاختبار ونجح الاختيار..

وتبقى وبالصدق مع النفس أن الاختيار له تبعاته الكبرى.. منها مواجهة التحديات القائمة والمتزايدة فى ظل الأوضاع العالمية التي يتم إعادة تشكيلها الآن في ظل الأزمة الروسية الأوكرانية والتي وقع العالم كله في شباكها اختياراً واضطراراً.. ومن ثم أصبح الاختيار القادم هو الجمهورية الجديدة بمقوماتها الحقيقية، دولة مدنية ديمقراطية حديثة تنعم بحرية الرأي والتعبير ويشارك في صنع خططها المستقبلية كل من يعيش على أرضها ويعرف قيمة أرضها..

اختبار إعادة النظر وتقييم التجربة المصرية منذ عام 2011 وما أسفرت عنه من خير لابد من أن يستمر، ومراجعة دروس التاريخ كله حتى لا تتكرر، والذي دعا إليه السيد رئيس الجمهورية فالآمال معقودة أن يكون هذا الحوار مرحلة جديدة تزيد من انطلاق مصر نحو الأفضل، وتزيد من الثقة بين الشعب وقائده..

إعلان