- إختر إسم الكاتب
- محمد مكاوي
- علاء الغطريفي
- كريم رمزي
- بسمة السباعي
- مجدي الجلاد
- د. جمال عبد الجواد
- محمد جاد
- د. هشام عطية عبد المقصود
- ميلاد زكريا
- فريد إدوار
- د. أحمد عبدالعال عمر
- د. إيمان رجب
- أمينة خيري
- أحمد الشمسي
- د. عبد الهادى محمد عبد الهادى
- أشرف جهاد
- ياسر الزيات
- كريم سعيد
- محمد مهدي حسين
- محمد جمعة
- أحمد جبريل
- د. عبد المنعم المشاط
- عبد الرحمن شلبي
- د. سعيد اللاوندى
- بهاء حجازي
- د. ياسر ثابت
- د. عمار علي حسن
- عصام بدوى
- عادل نعمان
- علاء المطيري
- د. عبد الخالق فاروق
- خيري حسن
- مجدي الحفناوي
- د. براءة جاسم
- عصام فاروق
- د. غادة موسى
- أحمد عبدالرؤوف
- د. أمل الجمل
- خليل العوامي
- د. إبراهيم مجدي
- عبدالله حسن
- محمد الصباغ
- د. معتز بالله عبد الفتاح
- محمد كمال
- حسام زايد
- محمود الورداني
- أحمد الجزار
- د. سامر يوسف
- محمد سمير فريد
- لميس الحديدي
- حسين عبد القادر
- د.محمد فتحي
- ريهام فؤاد الحداد
- د. طارق عباس
- جمال طه
- د.سامي عبد العزيز
- إيناس عثمان
- د. صباح الحكيم
- أحمد الشيخ *
- محمد حنفي نصر
- أحمد الشيخ
- ضياء مصطفى
- عبدالله حسن
- د. محمد عبد الباسط عيد
- بشير حسن
- سارة فوزي
- عمرو المنير
- سامية عايش
- د. إياد حرفوش
- أسامة عبد الفتاح
- نبيل عمر
- مديحة عاشور
- محمد مصطفى
- د. هاني نسيره
- تامر المهدي
- إبراهيم علي
- أسامة عبد الفتاح
- محمود رضوان
جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع
التشاؤم اليوناني مصطلح يعرفه دارسو الفلسفة والحضارة اليونانيتين القديمتين؛ حيث كان هناك ميل دائم لدى اليونانيين القدماء إلى انتقاد الحياة ورفض منطقها غير العادل، والقول بتعاسة وشقاء الإنسان ومحدودية وهشاشة وجوده وقدرته، وظلم الآلهة والأقدار له.
ولهذا حفلت "الإلياذة" و"الأوديسة" - الملحمتان العظيمتان اللتان كتبهما شاعر اليونان العظيم هوميروس، وصارتا من بعده إنجيلًا لليونانيين - بالكثير من النصوص التي تُشير إلى أن البشر مجرد ألعوبة في يد الآلهة التي تريد أن تفرض سلطانها عليهم وتصنع أقدارهم ومصائرهم.
كما نجد أصداءً لهذا التشاؤم اليوناني في الشعر التراجيدي اليوناني القديم، الذي أبدعته الروح اليونانية في القرنين السادس والخامس قبل الميلاد، والذي يحفل بصرخات الغضب واليأس من عجز الإنسان، وظلم الأقدار له، والشقاء الذي يطغى على حياته القصيرة التي هي أشبه ما تكون بظل حلم عابر.
يقول هوميروس في الإلياذة: "ليس هناك بين المخلوقات التي تتنفس على الأرض أو تزحف عليها، ما هو أكثر تعاسة من الإنسان".
وهو نفس المعنى ذاته الذي تكرر في "الأوديسة" حيث يقول هوميروس على لسان بطلها أوديسيوس: "لا شيء تُغذيه الأرض أضعف من الإنسان دون سائر المخلوقات التي تتنفس، وتتحرك فوق الأرض؛ لأنه يعتقد أنه لن يعاني الشر قط في أيامه القادمة، طالما تهبه الآلهة الرخاء وركبتاه سريعتان؛ حتى إذا ما عادت الآلهة، وكتبوا له الحزن، احتمله بامتعاض بالغ وهو راسخ القلب".
ولعل أكبر عجائب الروح اليونانية أن تلك الأفكار التشاؤمية لم تدفع الإنسان اليوناني القديم للقعود واليأس، وترك العمل، بل سعى للإبداع والعمل والاستمتاع بكل حظة في الحياة؛ ولهذا صنع ما أطلق عليه الباحث القدير في تاريخ الأساطير والدين مرسيا إلياد، "المثل الأعلى اليوناني للحياة المنبثق من اليأس"، والذي عبر عنه هوميروس في "الإلياذة" بقوله: "عش بالكامل في الحاضر، لكن بشرف".
وأظن أن هذا المثل الأعلى الإنساني اليوناني، الذي يجعل شرف الوجود الإنساني العابر يكمن في العمل المستمر لتحقيق الأفضل، وقبول تحدي الوجود، رغم هشاشة الإنسان، وظلم الآلهة، ومفارقات الأقدار، هو ما صنع في زمن قياسي معجزة الحضارة اليونانية القديمة التي لا تزال الإنسانية إلى اليوم تعيش على الكثير من إبداعاتها وأفكارها ومنجزاتها.
وهو كذلك المصدر الفكري أسّس عليه الفيلسوف الإيطالي "أنطونيو جرامشي"، مقولة "إن الفلسفة هي تشاؤم العقل وتفاؤل الإرادة"، التي أطلقها في ثلاثينيات القرن الماضي.
وهي المقولة التي تعني أن العمل المستمر هو أفضل وسيلة لخلق وتطوير استراتيجيات الأمل والتغيير نحو الأفضل ونيل شرف الوجود، والسعي للاستمتاع بالعيش، مهما كان حجم المُبررات النظرية العقلية التي تدفع الإنسان لليأس والإحباط وفقدان الأمل.
إعلان