- إختر إسم الكاتب
- محمد مكاوي
- علاء الغطريفي
- كريم رمزي
- بسمة السباعي
- مجدي الجلاد
- د. جمال عبد الجواد
- محمد جاد
- د. هشام عطية عبد المقصود
- ميلاد زكريا
- فريد إدوار
- د. أحمد عبدالعال عمر
- د. إيمان رجب
- أمينة خيري
- أحمد الشمسي
- د. عبد الهادى محمد عبد الهادى
- أشرف جهاد
- ياسر الزيات
- كريم سعيد
- محمد مهدي حسين
- محمد جمعة
- أحمد جبريل
- د. عبد المنعم المشاط
- عبد الرحمن شلبي
- د. سعيد اللاوندى
- بهاء حجازي
- د. ياسر ثابت
- د. عمار علي حسن
- عصام بدوى
- عادل نعمان
- علاء المطيري
- د. عبد الخالق فاروق
- خيري حسن
- مجدي الحفناوي
- د. براءة جاسم
- عصام فاروق
- د. غادة موسى
- أحمد عبدالرؤوف
- د. أمل الجمل
- خليل العوامي
- د. إبراهيم مجدي
- عبدالله حسن
- محمد الصباغ
- د. معتز بالله عبد الفتاح
- محمد كمال
- حسام زايد
- محمود الورداني
- أحمد الجزار
- د. سامر يوسف
- محمد سمير فريد
- لميس الحديدي
- حسين عبد القادر
- د.محمد فتحي
- ريهام فؤاد الحداد
- د. طارق عباس
- جمال طه
- د.سامي عبد العزيز
- إيناس عثمان
- د. صباح الحكيم
- أحمد الشيخ *
- محمد حنفي نصر
- أحمد الشيخ
- ضياء مصطفى
- عبدالله حسن
- د. محمد عبد الباسط عيد
- بشير حسن
- سارة فوزي
- عمرو المنير
- سامية عايش
- د. إياد حرفوش
- أسامة عبد الفتاح
- نبيل عمر
- مديحة عاشور
- محمد مصطفى
- د. هاني نسيره
- تامر المهدي
- إبراهيم علي
- أسامة عبد الفتاح
- محمود رضوان
جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع
أفرزت الحرب الروسية الأوكرانية ظاهرة جديدة قديمة، وهي استدعاء المرتزقة من كل أنحاء العالم.. وتحت شعار (ويسألونك عن المرتزقة؟) قل (المرتزقة حاضرون في كل زمان ومكان).
لقد جاءت دعوة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي المفاجئة على المنصات الإلكترونية بطلب مرتزقة لفيلق المتطوعين من كل أنحاء أوروبا والعالم، لتثير قضية في غاية الخطورة. المشكلة أنه للأسف الشديد حظي هذا المطلب برضا وقبول المجتمع الدولي، مما أعطى إشارة خطيرة بالاعتراف بجيش من المرتزقة، وهي علامة من علامات النظام الدولي الجديد!.
وحتى يعرف القارئ من هم المرتزقة، هم أناس لا عقيدة لهم ولا وطن ولا قضية ولا مبدأ، إلا أنهم يتقاضون أموالًا للقتال في أى مكان أو زمان وتحت أى راية.. وبهذا التعريف فإننا ندرك خطورة الاعتراف وشرعنة هذا النوع من الميليشيات على المستوى العالمي.
والحقيقة أن روسيا أيضًا استدعت مرتزقة من الشرق الأوسط، وخاصة سوريا، ومن الشيشان، حتى إننا شاهدنا إعلان انضمام قرابة 40 ألف مرتزق للقتال إلى جانب روسيا على الأراضى الأوكرانية بعيدًا عن الجيش النظامي الروسي الذي رفض مشاركة المتطوعين سواء من الروس أو غيرهم.
فأصبحت (التعبئة العامة للمرتزقة) هى شعار المرحلة، ويبدأ معها صراع جديد بين الدولتين المتحاربتين، وكأن الحرب مختزلة فى الميليشيات الجديدة من المرتزقة الذين يقتلون ويدمرون ويحرقون كل ما يقابلهم.. وهذه ظاهرة تستدعي الوقوف والتحليل والتدقيق.
فبالعودة بالذاكرة القريبة، إبان الحرب السوفيتية في أفغانستان، تم استدعاء آلاف (المجاهدين) العرب، وظهرت طالبان والقاعدة، ليدفع بعدها العالم ثمنًا باهظًا لعملياتهم الإرهابية، التي هزت حتى أمريكا نفسها، وما زال مشهد المرتزقة في أفغانستان مرتبطًا بأسامة بن لادن والظواهرى، اللذين كانا إحدى الأدوات المخابراتية الأمريكية في مواجهة المد السوفيتي؛ لينقلب بعدها السحر على الساحر، وتكتوي أمريكا نفسها بنيرانهما.
وأمام غياب الحقيقة الإعلامية وانتشار الأكاذيب والاتهامات والشائعات تضيع الحقائق، فالآلة الإعلامية الغربية تخلت عن أبسط قواعد الإعلام المهنية وهي الحياد، وأصبحت بوقًا للجانب الأوكراني لتشويه الجانب الروسي، والجانب الروسي يعاني من تعتيم شديد وصل إلى التهديد بحبس أى شخص ينشر أخبارًا عن الحرب مدة لا تقل عن 15 عامًا.
والملاحظة المهمة هنا هى أن استدعاء المرتزقة في أوروبا بصفة خاصة- إشارة خطيرة إلى اليمين المتطرف في كل دول أوروبا بأنهم كانوا على حق، وأن رؤيتهم فى القضاء على من يخالف أيديولوجيتهم كانت صحيحة، فها هم معارضوهم أنفسهم يرفعون شعاراتهم! فكأن هذه الحرب تعطيهم شرعية لتنظيم أنفسهم وساحة لتدريب عناصرهم على القتال وتشكيل ميليشيات وسط صمت الحكومات الأوروبية التى كانت تحارب هذا التطرف اليميني الذي سيكون وبالًا عليهم أولًا قبل أن يكون وبالًا على غيرهم.. ومن سيدفع ثمن احتواء المرتزقة هم الشعوب الأوروبية ومن بعدهم شعوب العالم.. فاليمين المتطرف في أوروبا أتيحت له فرصة تاريخية لم يكن يحلم بها لتنظيم عناصره من أنحاء أوروبا تحت حجة دعم الحكومة في أوكرانيا.. وأصبحت الحرب تدور على قيام المرتزقة بحرب عصابات وحرب شوارع فى المدن الأوكرانية.. وستنتقل هذه الظاهرة إلى المدن الأوروبية، وهذا مؤشر خطير لم يحدث فى الحروب العالمية السابقة.
الملاحظة الأخطر هي عدم تحرك هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمنظمات الحقوقية في دول العالم وصمتها المطبق في رفض الاستعانة بالمرتزقة في هذه الحرب؛ مما يعطى دلالة وإشارة بأن المجتمع الدولى يرحب بهذه الميليشيات الجديدة لتكون إحدى أدوات الصراع فى النظام العالمي الجديد.
الملاحظة الأخرى هى تدخل مواقع التواصل الاجتماعى في اختيار طرف على حساب طرف آخر، حتى إنها سمحت بالتواصل العسكري ونشر دعوات لتشكيل ميليشيات واستدعاء مرتزقة، وهذه ظاهرة خطيرة، فكأن هذه الشبكات أصبحت قواعد عسكرية جديدة يتم من خلالها استدعاء الميليشيات وتشكيل العصابات وجلب المرتزقة لمزيد من الخراب والدمار العالمى.
الملاحظة الأخيرة هى أن أمريكا استخدمت كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة لإذلال بوتين، وكان آخرها السماح باستدعاء المرتزقة لمواجهة الجيش الروسى، وكأنها لم تتعلم شيئًا من درس أفغانستان، فهي تفتح بوابة جديدة لشر سيطولها ناره مهما طال الزمان، فبدلًا من استخدام أسلوب الواقعية السياسية في الحوار المباشر مع روسيا لإنهاء هذه الكارثة التى تؤثر على شعوب العالم أجمع، أصبحت أحد رعاة المرتزقة الجدد في أوكرانيا لوقف المد الروسى.
وأخشى ما أخشاه أن يؤدي ذلك إلى نشوب حرب عالمية ثالثة، لا قدر الله، تُستخدم فيها الأسلحة النووية والبيولوجية والجرثومية؛ مما يؤدى لدمار العالم.
فيا أحرار العالم انتبهوا.. المرتزقة قادمون!
إعلان