لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

 زلزال أوكرانيا.. وصراع العالم متعدد الأقطاب

النائب أسامة شرشر

زلزال أوكرانيا.. وصراع العالم متعدد الأقطاب

أسامة شرشر
07:00 م السبت 19 فبراير 2022

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

1) لا شك أن افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسى المعرض الدولى للبترول إيجبس 2022، بحضور المهندس طارق الملا، وزير البترول، وكتيبة رجال البترول فى كل الشركات والمواقع- رسالة قوية بأن المعرض أصبح أداة من أدوات القوة الاقتصادية الفاعلة لمصر فى مجال البترول والغاز، بعد أصبح لمصر مركز إقليمى للغاز، ووصلت صادرات قطاع البترول إلى 13 مليار دولار فى عام 2021.

وقد أكدت التقارير الدولية أن الاكتشافات الأخيرة للغاز فى البحر المتوسط فى مصر، ستجعلها خلال 5 سنوات، من أقوى اقتصادات 20 دولة على مستوى العالم.

لقد جاءت الرسائل التى أرسلها الرئيس عبدالفتاح السيسى لكبرى الشركات التى شاركت فى المؤتمر والخبراء والمهتمين بالشأن البترولى، لتعكس أن مصر فى دائرة الحدث البترولى، خصوصًا مع اشتعال الموقف الدولى فى المناطق الساخنة لا سيما بأوكرانيا، مما أدى إلى قفز أسعار البترول إلى أكثر من 100 دولار للبرميل، بعدما أصبح الغاز والبترول وسيلة ضغط وورقة سياسية فى العالم الذى يتصارع من أجل مصالحه وشعوبه.

فلذلك نحن نؤكد أن العاملين فى قطاع البترول هم جزء من استراتيجية الأمن القومى المصرى الحقيقى؛ لأنهم حائط الأمان فى وصول إمدادات الغاز لكل بيت مصرى فى هذه المرحلة التى ارتفعت فيها الأسعار فى أوروبا إلى أرقام فلكية.

2) لا شك أن الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، تفوق على نفسه فى إعداد الملفات الخطيرة التى عُرضت فى أخطر مؤتمر وزراء الأوقاف على مستوى العالم، وكذلك حضور الباحثين والوزراء المسئولين من حوالى 75 دولة فى سابقة تُعد الأولى من نوعها فى القاهرة، العاصمة التنويرية التى تحمل لواء التسامح والوسطية ومواجهة التطرف والعنف والفتاوى الشاذة، خاصة فى ظل صدام بين الهوية الوطنية والهوية الدينية التى أصبحت تمثل ورقة خطيرة لتغييب الشباب على مستوى العالم من خلال الانتماء للميليشيات الإخوانية والإسلامية التى هى بعيدة كل البعد عن الهوية الدينية والعقائدية، وأصبحت تمثل خطرًا حقيقيًا على السلم والأمن العالمى.. فعادت وزارة الأوقاف لممارسة دورها الواقعى والعملى فى مواجهة الهجمة المنظمة والممولة من أجهزة استخبارات عالمية لتجعل شباب دول العالم الإسلامى وقودًا لمحرقة جديدة لا يعرف أحد من تطوله وكيف تنتهى!.

3) رغم اشتعال الآلة الإعلامية العالمية واللعب على المكشوف، لإشعال الصراع بين أمريكا وروسيا، فى موضوع أوكرانيا، ومحاولة كل من الطرفين إثبات مصداقية موقفه السياسى أمام شعبه، أرى أنه لن تحدث مواجهة عسكرية مباشرة بين الدولتين؛ لأن المواجهة المباشرة ستؤدى لحرب عالمية جديدة لا يتحملها العالم، خصوصًا مع التطورات الكبيرة فى الأسلحة والآثار الاقتصادية لجائحة كورونا.

وأيًا كانت صورة الصدام العسكرى إذا تم حتى لو بطريقة غير مباشرة فإن العالم سيتأثر كثيرًا، وخاصة إفريقيا والمنطقة العربية التى ستكون بوابة خلفية لتحمُّل جزء من تكاليف هذه الحرب العسكرية كما حدث من قبل.

الرئيس بوتين يلعب بورقة الغاز والنفط ووضع قيود لحلف الناتو، وأمريكا تريد أن تستعيد دورها بعد المأساة التى سببها بايدن بخروجه المذل فى أفغانستان.. كل هذا يؤكد أننا فى منعطف جديد ينهى عصر أحادية القطب العالمى الذى كانت تقوده أمريكا.. وأصحبت هذه المواجهات تعطى دلالة سياسية وعسكرية واقتصادية أننا دخلنا عصر تعدد الأقطاب فى العالم، وخاصة بعد اللقاء الصينى الروسى الذى يعطى إشارة قوية بأن العالم أصبح يواجه صراعات نفوذ على من يقود العالم فى الفترة القادمة.

إعلان

إعلان

إعلان