لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

لو شاء أبو مازن في رام الله!

الكاتب الصحفي سليمان جودة

لو شاء أبو مازن في رام الله!

سليمان جودة
06:59 م الأحد 13 فبراير 2022

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

لا بد أن اليأس وحده هو الذي جعل المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية يجتمع يوم الأربعاء ٩ فبراير في رام الله بالضفة الغربية، ثم يتخذ قرارات من نوع ما أخذها وأعلنها !

ولا بد أن المجلس وهو يجتمع ثم وهو يتخذ قراراته، كان يفعل ذلك وفي خلفية اجتماعه وقراراته ما جرى في مدينة نابلس في الضفة قبلها بيوم واحد ، عندما فتحت قوات الجيش الإسرائيلي النار على سيارة كانت تحمل ثلاثة شبان فلسطينيين فقتلتهم جميعاً !

القرارات التي اتخذها المجلس كانت ثلاثة على وجه التحديد، من أول تعليق اعتراف السلطة الفلسطينية باسرائيل، مروراً بانهاء التزامات السلطة بالإتفاقيات الموقعة مع الحكومة الإسرائيلية، وصولاً الى وقف التنسيق الأمني مع الحكومة في تل أبيب !

وقد بدا في القرارات التي جرى اتخاذها، أن متخذها قد قصد أن تكون من حيث عددها وكأن كل قرار منها في مقابل كل شاب تم استهدافه في نابلس .. وقد نعت السلطة الفلسطينية الشبان الثلاثة ووصفت ما جرى معهم بأنه : اعدام ميداني !

ومن جانبها كانت السلطات في تل أبيب قد قالت إن الثلاثة كانوا أعضاء في خلية مسؤولة عن سلسلة من عمليات اطلاق نار استهدفت الجيش الإسرائيلي والمستوطنين خلال الأسابيع الأخيرة ! .. وبالطبع، فإن فصائل فلسطينية مختلفة قد توعدت بالرد على ما حدث، وقالت ما معناه إنها سترد في الوقت المناسب، وهذا ما يقال في العادة بعد كل عملية بين الطرفين، سواء كان الذين سقطوا فيها اسرائيليين أو كانوا من الفلسطينيين !

ولم تنس السلطة في رام الله أن تعيد تذكير الإدارة الأمريكية في واشنطون بأن الحل في هذه المأساة الإنسانية المستمرة في الأراضي المحتلة هو حل الدولتين، ولا حل آخر سواه، لأن البديل هو استمرار ما هو قائم بين الطرفين إلى ما لا نهاية !

ولو شاءت السلطة لكانت قد أعادت تذكير الإدارة ليس فقط بحكاية حل الدولتين، التي كادت تفقد معناها من طول تكرارها دون فعل حقيقي على الأرض، وإنما كان عليها أن تعيد تذكير إدارة الرئيس جو بايدن بشيء آخر هو في القلب من الموضوع !

هذا الشيء الآخر هو الكلام الذي كان قد صدر يناير الماضي عن توماس نايدز، السفير الأمريكي الجديد الذي وصل إسرائيل خلفاً للسفير السابق ديفيد فريدمان !

ذلك أن فريدمان كان وقت وصوله إلى تل أبيب سفيراً فيها لبلاده أيام الرئيس دونالد ترمب، قد أعلن أنه سينتقل للإقامة في مدينة القدس التي يملك فيها بيتاً، وأنه سيفعل ذلك من تلقاء نفسه حتى ولو لم تنتقل سفارة أمريكا الى المدينة !

وكان هذا مستفزاً للغاية في حد ذاته، ولذلك، فإن السفير الجديد نايدز جاء على النقيض مما كان عليه السفير السابق في وقته .. وكان موجز ما قاله نايدز أنه لن يزور المستوطنات الإسرائيلية بأي حال، وأنه يؤمن بحل الدولتين، وأن إدارة بايدن تؤمن بالحل نفسه بين الطرفين !

لقد كان هذا هو حديث السفير الجديد بكل صراحة، وبلا مواربة، وبلا أي رتوش، ولا يبقى في الحقيقة سوى أن يحظى حديثه بترجمة عملية من جانب السفير، ومن جانب إدارة بلاده التي أرسلته في ذات الوقت، وإلا، فالموضوع يظل مجرد كلام في كلام، تردده كل إدارة جديدة تأتي من بعد إدارة ذاهبة عن مقاعدها، ولا شيء أكثر من ذلك يتبدل أو يتغير !

هذا في حقيقة الأمر هو معنى القرارات الثلاثة الأخيرة، لأنها قرارات صدرت ولسان حالها يقول إن الفلسطينيين قد شبعوا كلاماً !

إعلان