إعلان

الوجه الجديد للرياض

د. إيمان رجب

الوجه الجديد للرياض

د. إيمان رجب

* زميل أبحاث مقيم بكلية الدفاع التابعة لحلف الناتو بروما

ورئيس الوحدة الأمنية والعسكرية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية

07:04 م الثلاثاء 13 ديسمبر 2022

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

إبحث عن لوجو مصراوي داخل الموقع يومياً خلال شهر رمضان للفوز بجائزة

تسجيل الدخول

ظلت معرفتي بالرياض قائمة على ما أقرأه عن هذه المدينة من أخبار متنوعة وعلى ما يحكيه الأصدقاء والمعارف عن فترة عملهم هناك، وترسّخت هذه المعرفة من خلال المسلسلات والأفلام والروايات عنها.

وكشفت زيارتي للرياض مؤخرًا عن وجه جديد لهذه المدينة يختلف كلية عما كنت أعرفه عنها، ويختلف كثيرًا عما يكتب عما تمر به من تغيير وتحديث منذ تولي الأمير محمد بن سلمان ولاية العهد في المملكة العربية السعودية، فما يكتب عنها لا يعكس سوى جزء هين من التغيير الذي تشهده البلاد. ثلاث حكايات تكشف عن هذا الوجه الجديد للرياض.

الحكاية الأولى تتعلق بالحريات، هناك مقولة مشهورة مفادها؛ لتعرف مستوى تطور أي مجتمع ابحث عن مكانة المرأة فيه، ومسألة السماح للمرأة السعودية بقيادة السيارة ما هي إلا رأس الجليد للتغيير الذي يطرأ على وضع المرأة السعودية، حيث بسهولة خلال تجوالك في شوارع الرياض ومحالها التجارية تلحظ حجم الحريات التي أصبحت تتمتع به المرأة على أكثر من مستوى، حيث أتيحت لها فرصة العمل في مختلف المهن، بدءا بالمهن البسيطة في المحال التجارية وانتهاء بالإسهام في مختلف المشاريع ذات الصلة بتوطين رؤية المملكة ٢٠٣٠، والقاعدة هنا أن هذه البلاد هي الوطن وأن الولاء له يتطلب من كل مواطن أن يعمل ويساهم في بنائه ورقيّه.

الحكاية الثانية تتعلق بتحول الرياض إلى مدينة صانعة للفن والإعلام، فبخلاف بوليفارد المواهب بما يقدمه من أنشطة فنية متنوعة، تستضيف مدن المملكة عدة فعاليات مثل مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، وموسم الرياض الثقافي، وتعمل هيئة الترفيه في المملكة على إتاحة وتنظيم مجموعة متنوعة من الأنشطة الترفيهية الفنية والرياضية. وهذا التطور أتاح طائفة متعددة من الخدمات الثقافية للمواطن السعودي في بلده، في حين كان في فترات سابقة يضطر للسفر للخارج للدخول للسينما مثلا.

كما أن هناك طفرة في صناعة المحتوى الإعلامي في هذه الدولة الشقيقة، مع وجود اهتمام ملحوظ بصناعة برامج هادفة لتعزيز قيم القيادة والانتماء والقيم الإيجابية وتناقش مختلف القضايا المعاصرة بنكهة سعودية، على نحو ينشر ثقافة عصرية منفتحة على العالم، وتعد قناة السعودية SBC التي أطلقت في العام 2018 هي المنصة التي يتم من خلالها بث هذه البرامج، هذا بالطبع بخلاف ما يبث على قنوات إم بي سي.

الحكاية الثالثة تتعلق بالمشاريع الضخمة التي تنفذ في السعودية خلال المرحلة الراهنة، والتي من شأنها أن تغير بشكل جذري مكانة هذه الدولة في العالم، وهي مشاريع ذات طابع نوعي وتستغل موارد معطلة لعقود طويلة لم تستثمر بشكل مستدام، ومنها على سبيل المثال مشروع البحر الأحمر السياحي الذي يضم حوالي 90 جزيرة طبيعية والذي يقدم مفهوما جديدا للسياحة والضيافة.

إن ما تمر به الرياض اليوم من تغيير كفيل بجعلها في قلب حسابات كل المستثمرين على مستوى العالم ووجهة جاذبة لمقرات الشركات الدولية متعددة الجنسيات على تعدد أنشطتها، وهي تقدم نموذجًا حول كيف يمكن لدولة ما أن تصنع لنفسها تاريخًا جديدًا يليق بثقافة القرن الحادي والعشرين.

إعلان