لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

 رحيل القرضاوى .. مفتي الدم

أسامة شرشر

رحيل القرضاوى .. مفتي الدم

أسامة شرشر
07:00 م السبت 01 أكتوبر 2022

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

لا شماتة في الموت ولا تصفية حسابات مع من مات، لكنه تاريخ موثق فيه العبرة والعظة والدرس الذي يجب أن يتعلمه من كان حيًا أو شغل موقعًا كالذي شغله الشيخ يوسف القرضاوي الذي أسّس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وترأسه وحوله لرأس حربة ضد استقرار الأوطان العربية، خاصة أهله وشعبه ووطنه مصر، التي حاول الانتقام منها بالأفكار والفتاوى واستخدام لغة القتل والدم مستغلًا كونه «داعية» للأسف الشديد؛ ليعلن ولاءه للذي يدفع أكثر، فأصبح يتحالف مع الشيطان والإخوان والمخابرات الأجنبية للانتقام من الشعب المصري، وخاصة جنود ورجال القوات المسلحة والشرطة.

ولا ننسى ولا ينسى الشعب المصرى موقفه عندما وقف في ميدان التحرير ليعلن أن مصر لا تعنيه، ولكن وصول الإخوان للحكم هو الغاية والهدف بأى شكل وبأي وسيلة.. وكان «عرّاب الإخوان» في كل مكان داخل مصر وخارجها.

فهذا ليس انتقامًا من هذا الرجل الذي بلغ من العمر أرذله، ولكنه رسالة إلى كل من يهمه الأمر من أشقياء مصر الهاربين فى الخارج الذين استباحوا الأعراض والأرحام وصلة الدم، وحتى الدين نفسه جعلوه مسخرًا لخدمة أهدافهم للوصول للسلطة بأى شكل كان.. والشعب المصرى يفرز من هو الداعية الحقيقي ومن يأكل على كل موائد السلطة.. فكان لا بد أن نلقي الضوء على أفكار هذا الرجل التى هزت وزعزعت فى يوم من الأيام فكر ورؤية الشباب المصري بصفة خاصة والشباب العربى بصفة عامة؛ حتى وصل به الأمر إلى أفغانستان وكل البؤر التي تجد الأفكار الهدامة فيها وسيلة للقتل والدمار.

فلا أحد يمكن أن ينسى أن القرضاوي هو الذي أفتى بقتل القذافي رغم أنه تجمعه به علاقة قديمة والتقاه أكثر من مرة ومدحه، لكن على وقع ما أُطلق عليه الربيع العربي وتحول القرضاوي لشخص شديد الدموية؛ فليس فقط ساهم بفتواه الدموية في قتل القذافي بل أفتى بقتل بشار، واعتبر من يقتله مجاهدًا في سبيل الله، بل زاد على ذلك بقوله «وأتحمل أنا سفك دم بشار عن القاتل».

كما أنه كان من المحرضين والمحركين للعنف في مصر بشرعنته لجماعة الإخوان الإرهابية التي ينتمي إليها وشرعنة جرائمها وعدوانها على رجال الجيش والشرطة بفتاوى دموية اشتهر بها طوال تاريخه.

وفتاوى القتل وخاصة للرؤساء والحكام ليست جديدة على سجل الإخوان الدموي؛ فقد أفتى من قبل محمد فرغلي وعبدالقادر عودة اللذين كانا وراء حادث المنشية 1954 بقتل الرئيس عبدالناصر، كما أسس سيد قطب تنظيم 1965 لتكرار محاولة اغتيال الرئيس جمال عبدالناصر، باعتباره كافرًا؛ بحسب آرائهم المضللة والإرهابية.

ولم تكن فتوى عمر عبدالرحمن، مفتي الجهاد، بقتل السادات سوى امتداد للنهج الإخواني الذي صار القرضاوي في وهج وتوهج ثورات الربيع العربي زعيمه؛ فصار يفتي بقتل هذا وذاك بل يزعم أن ذلك قربة إلى الله، وهو ما حوله لمفتي الدم، ذلك اللقب الذي اشتهر به في السنوات الأخيرة عالميًا وإقليميًا ومحليًا.

إننا لا نحاكم رجلًا مات؛ فالشماتة في الموت ليست من طباعي أو أسلوبي بل نحاكم أفكار رجل ما زال أثرها وخطرها قائمين على كل الأمة العربية.

أفكار دموية لم تجد من يقوّمها وهو لم يتراجع عنها حتى موته وهي مسجلة له بالصوت والصورة.

إن سجل القرضاوي الدموي بالغ الخطورة؛ فهو لم يكتف بفتاوى قتل الحكام، وإن كانت هذه الفتاوى وحدها كافية لوصفه بمفتي الدم، لكنه وهذا من أغرب الغرائب وأعجب العجائب أفتى بقتل علماء دين بعضهم أكثر منه علمًا وشهرة، فعندما أفتى العلامة السوري الأشهر الشيخ محمد سعيد البوطي الذي رفض العنف ضد الدولة ورفض التخريب، ما كان من القرضاوي إلا أن أفتى بقتله وكل من يساند النظام السوري من علماء الدين، وعندما تم اغتيال الرجل في المسجد خرج القرضاوي وبراءة الذئب في فمه وهو يقول «كنت أتمنى أن يهديه الله؛ حتى لا يتم قتله».

ورغم أن عندي الكثير لأكتبه عن شخص القرضاوي إلا أنني احترامًا لجلال الموت لن أتعرض لما هو شخصي، لكن أفكار الرجل وتضليله لأجيال من الشباب دفعهم للقتل والإرهاب بينما لم يقدم أيًا من أبنائه للقيام بهذه العمليات، هى ما تدفعني للتذكير والتحذير من أفكار سفك الدماء واغتيال الأبرياء التي نشرها يوسف القرضاوي على نطاق واسع، وجنى العالم العربي ثمارها المُرة قهرًا وحزنًا وتخريبًا ودمًا.

من يستطيع أن ينسى أن يوسف القرضاوي، وهو أحد زعماء جماعة الإخوان الإرهابية، قد أجاز في فتوى دعمه للعمليات الانتحارية وبارك أن يقوم أى فرد بتفجير نفسه بغرض استهداف تجمع تابع للنظام أو مؤسسات الدولة التى يعيش فيها، حتى لو نتج عنه ضحايا في صفوف المدنيين، شريطة أن يكون هذا العمل قد نال موافقة الجماعة الإرهابية.

وفي كلمات مسجلة له حرّض الإخوان في مصر على ممارسة العنف والإرهاب.

وقدم القرضاوي الأموال سواء كوسيط أو بصورة مباشرة لجماعات العنف والإرهاب تحت ستار جمعية خيرية كان يترأسها اسمها «اتحاد الخير»، وجرى استخدام هذه الأموال في أعمال إرهابية زاد تحريضه عليها بعد خلع الإخوان بعد ثورة 30 يونيو 2013، وظل حتى رحيله محرضًا على ارتكاب المزيد من الأعمال الإرهابية، مسخرًا الدين لتبرير هذه الجرائم البشعة فى حق الوطن والمواطن.

لقد انتقل القرضاوي إلى دار الحق والعدل..

أما أفكاره فيجب التصدي لها والقضاء عليها حماية للدين وللأوطان من الإرهاب ومفتيه (مفتي الدم).

إعلان