إعلان

المرحلة القادمة وطبيعة الإنتاج (٣)

د. غادة موسى

المرحلة القادمة وطبيعة الإنتاج (٣)

د. غادة موسى

أستاذ مساعد - كلية الاقتصاد والعلوم السياسية - جامعة القاهرة 

07:01 م الأحد 30 يناير 2022

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

إبحث عن لوجو مصراوي داخل الموقع يومياً خلال شهر رمضان للفوز بجائزة

تسجيل الدخول

تعتبر المنتجات الذكية من أولويات المرحلة القادمة في خريطة الإنتاج في مصر.

وكما سبقت الإشارة هناك متطلبات لإنتاج منتجات ذكية وفي مقدمتها كفالة حرية الابتكار والابداع وتقديم كافة التسهيلات للمبتكرين من حضانات وحماية ملكية فكرية وتسويق لمنتجاتهم. حيث تتسابق دول العالم على استقطاب المبتكرين والأفكار الذكية التي تقدم حلولا وتسد احتياجات مجتمعية.

وهنا لا أشير فقط إلى دور الدولة في تحقيق ما سبق، وإنما أيضاً إلى دور اتحادات الصناعة والنقابات العمالية والمهنية والمؤسسات الأهلية المهتمة بالمبتكرين. حيث تقع على عاتقها مسؤولية اكتشاف ومساعدة المبتكرين.

وفي هذا السياق، أستشعر عدم وجود وعي كافٍ بأهمية الابتكار في تحفيز الانتاج في المجتمع المصري. علماً بأن أوروبا انطلقت فكرياً وصناعياً ومجتمعياً بسبب ابتكارات الثورة الصناعية الأولى.

فمن الأهمية بمكان أن يكون توجهنا نحو المنتجات أو الصناعات الذكية محكوماً أيضاً بأولويات. فجميع المنتجات الذكية تقدم حلولاً وتسد احتياجات مجتمعية، ولكن من الضروري أن تقدم لنا المنتجات الذكية حلولاً لمشكلات كبرى كمشكلات توافر المياه، ومشكلات التوسع الزراعي وتحقيق جودة المنتجات الزراعية، بالاضافة إلى الحد من التلوث البيئي.

كما يمكن أن تساهم المنتجات الذكية في سرعة اكتشاف الموارد الطبيعية، وفي تحقيق وفرة في مصادر الطاقة.

فتحى يكون لمصر موطئ قدم في الاقتصاد الدولي وحركة التجارة الدولية لابد وأن يكون لها إسهاماتها في الصناعات والمنتجات الذكية. فكما تعلمنا أن التنافس الدولي ليس إلا سعياً حثيثاً للسيطرة والهيمنة على كل ما هو جديد في حقل التقنية والعلوم.

ونحن نلحظ أسماء مصرية في وكالات ومنصات علمية أوروبية وأمريكية. وهذه الأسماء وهذه العقول كانت مصر أولى بها لو كان قد وُفِر لها الرعاية والعناية والاهتمام والإمكانات والحماية.

لقد حسمت الصناعات الذكية مستقبل التصنيع في العالم، سواء كانت منتجات وسيطة أو منتجات نهائية. ونحن ودول العالم النامي نواجه بتحد تحقيق قفزات علمية من أجل البقاء على كوكب يشهد كل أسبوع ابتكاراً جديداً من اجل حل مشكلات البشرية أو زيادة رفاهيتها.

وحيث أننا لم نشارك بعد في هذه الإسهامات العلمية فسنضطر إلى استيرادها بتكلفة مرتفعة ووفق شروط قد تكون غير عادلة.

فماذا نحن فاعلون ؟

إعلان