لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

ولو صدرت منه نسخة عاشرة!

سليمان جودة

ولو صدرت منه نسخة عاشرة!

07:01 م الأحد 27 يونيو 2021

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

لا مؤتمر برلين الـ2 الذي انعقد في العاصمة الألمانية في الـ23 من هذا الشهر، ولا مؤتمر برلين الأول الذي انعقد في العاصمة نفسها يناير 2020، ولا أي مؤتمر سواهما- قادر على حل المشكلة في ليبيا، ما لم يتوافق القادة والساسة في الدولة الليبية ويتفقوا على أن صالح البلد لا بد أن يتقدم عندهم على كل شيء آخر.

المؤتمر الأول كان قد انعقد على مستوى القادة والزعماء في الدول المعنية باستقرار ليبيا، وكانت القضية الأهم فيه هي ضرورة خروج المقاتلين الأجانب، والميليشيات، والمرتزقة من الأراضي الليبية، فلا يمكن لعاقل أن يتوقع قيام دولة مؤسسات، لا ميليشيات في ليبيا، ما لم يغادرها كل هؤلاء؛ ففي وجودهم لا يمكن الحديث عن دولة حقيقية بالمعنى المتعارف عليه للدول.

وعندما نعرف أن عدد هؤلاء الذين لا بد من خروجهم يصل إلى 20 ألفاً- حسب تقديرات كثيرة، من بينها تقدير منشور لستيفاني وليامز، رئيس البعثة الأممية بالإنابة في ليبيا سابقاً- فهذا معناه أننا أمام ما يشبه الجيش في بلاد القذافي، ولكنه جيش من الميليشيات، والمقاتلين الأجانب، وعناصر المرتزقة.

وقالت "وليامز" وهي تشير إلى عددهم إنهم لم يأتوا إلى العاصمة الليبية طرابلس على سجادة حمراء، ومعنى كلامها أنهم جاءوا محمولين في رحلات طيران، كان الحديث عنها يتم علناً في وقتها، وبالتالي فالذين جاءوا بهم عليهم أن يذهبوا بهم أيضاً بالطريقة نفسها.

وليس سراً أنهم جاءوا على يد الحكومة التركية، وأن ذلك حدث وقت وجود فايز السراج على رأس الحكومة الليبية السابقة، وقد مضى السراج ومضت أيامه، ولا بديل سوى أن تلحق به الميليشيات والمرتزقة والمقاتلون الأجانب الذين كانوا قد دخلوا البلاد بعلمه وتحت رعايته.

ورغم مرور عام ونصف العام على مؤتمر برلين الأول، فقضيته الأولى التي هي خروج كل هؤلاء لا تزال كما هي، باعتراف يان كوبيتش، مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا، الذي استبق المؤتمر الـثاني بالحديث عن جمود في عملية خروج هؤلاء الأجانب.

واستخدام كلمة "جمود" في وصف ما هو قائم على الأرض هو تعبير دبلوماسي طبعاً؛ لأن الرجل يريد أن يقول إن قرارات برلين 1 بخروج المقاتلين الأجانب لم يتحقق منها شيء، ولا تزال حبراً على ورق.

والمشكلة أن برلين 2 جاء في موعده ليجد قضية ليبية جديدة أمامه، بخلاف القضية القديمة التي تتعلق بالمقاتلين الأجانب، هذه القضية الجديدة هي تنظيم انتخابات البرلمان والرئاسة الليبية في موعدها المحدد سلفاً، والذي يحل في 24 ديسمبر المقبل.

والقضيتان مرتبطتان ببعضهما كأشد ما يكون الارتباط، فلا يمكنك أن تتحدث عن انتخابات في ظل وجود هذا العدد من المقاتلين الأجانب ولا أي عدد أياً كان.

إن مؤتمر برلين بنسختيه مجرد عامل مساعد للذهاب إلى الانتخابات في موعدها، أما العامل الأساس، فهو إرادة الليبيين أنفسهم من خلال الحكومة الانتقالية التي يرأسها عبد الحميد الدبيبة، ومن خلال المجلس الرئاسي الذي يرأسه محمد المنفي، ومن خلال الجيش الوطني الليبي الذي يقوده المشير خليفة حفتر، فالانتخابات سوف تجري في موعدها إذا توافق هؤلاء الـ3 على الصالح الليبي العام، وإذا لم يحدث ذلك فليس في إمكان مؤتمر برلين فعل شيء ولو صدرت منه نسخة عاشرة.

إعلان