لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

خلال تسعين يوماً!

الكاتب الصحفي سليمان جودة

خلال تسعين يوماً!

سليمان جودة
07:00 م الأحد 30 مايو 2021

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

عادت الولايات المتحدة الأمريكية تشير بأصابع الاتهام إلى الصين في موضوع كورونا، وتعتبرها مسئولة عن إطلاق هذا الڤيروس على العالم!

وقد تجلى ذلك في التعليمات الصريحة التي أصدرها الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى أجهزة مخابراته في السادس والعشرين من هذا الشهر (مايو ٢٠٢١) مطالباً إياها بمضاعفة جهودها للكشف عن منشأ ڤيروس كورونا، وما إذا كان قد انتقل من حيوان إلى إنسان فعلاً كما قيل عنه في البداية، أم أنه كان قد انتقل إلى البشر من مختبر للفيروسات!

ولستَ في حاجة إلى بذل جهد كبير لتدرك أن حديث الرئيس بايدن عن الانتقال من حيوان لإنسان مقصود به سوق الحيوانات البرية في مدينة ووهان الصينية التي قيل- ولا يزال يقال- إن كورونا انتقل منها إلى العالم.

ولستَ في حاجة أيضاً إلى بذل جهل كبير لتدرك أن حديثه عن الانتقال من مختبر علمي إلى الإنسان مقصود به الإشارة إلى مختبر ووهان للفيروسات، الذي قيل- ولا يزال يقال كذلك- إن الفيروس انطلق منه إلى كل بلد من بلاد العالم بلا استثناء!

ولم يكلف بايدن أجهزة مخابراته بذلك وفقط، ولكنه دعاها إلى تقديم تقرير عما توصلت إليه خلال تسعين يوماً من تاريخ التكليف!

ومعنى ذلك أن علينا أن نترقب معركة سياسية بين الولايات المتحدة والصين عند نهاية التسعين يوماً في آخر أغسطس المقبل!

ورغم أن ساكن البيت الأبيض لم يحدد اسم الصين صراحة في تكليفاته لأجهزة مخابراته، فإن الحكومة في بكين قد تحسست رأسها ووجدت فيما قاله تجاوزاً في حقها، ثم راحت تهاجمه، وتدعوه إلى أن يتجنب الحديث عن اتهامات لا دليل عليها، ولا حجة، ولا برهان.

فماذا بالضبط أثار الصين في الموضوع رغم أن بايدن لم يذكرها بالإسم في حديثه؟!

وإذا كانت ووهان بريئة مما جرى للعالم من جراء هذا الوباء، فما الذي بالضبط يضايقها من أن تضاعف أجهزة المخابرات الأمريكية جهودها أو لا تضاعفهها؟!

لقد جُن جنون الحكومة الصينية بسبب حديث بايدن وتكليفاته لأجهزة مخابراته، وعادت أجواء التوتر بين البلدين من جديد كما كانت موجودة في أيام دونالد ترامب.

ولم يكن جنونها شفوياً؛ فقد تحول إلى جنون عملي، عندما تكلم المتحدث باسم الخارجية في الصين، وقال ما مضمونه إن على واشنطن أن تقبل قيام منظمة الصحة العالمية بالتحقيق في قاعدة ديتريك العسكرية ومختبراتها البيولوجية حول العالم!

وهذا بدوره كلام جديد بقدر ما هو خطير، لأننا أول مرة نسمع فيها عن هذه القاعدة العسكرية الأمريكية، وأول مرة تنطلق من الصين تلميحات إلى أن هذه القاعدة العسكرية يمكن جداً أن تكون قد شاركت في إطلاق كورونا من خلال المختبرات البيولوجية التابعة لها في أنحاء الأرض!

لم ترد العاصمة الأمريكية طبعاً، ولن ترد. والغالب أن المسئولية عن إطلاق كورونا سوف تظل معلقة لفترة طويلة دون أن يحسمها طرف أمام طرف!

ولكن كله كوم، وحكاية مختبرات ديتريك هذه كوم آخر تماماً؛ لأننا يوماً بعد يوم نجد أنفسنا أمام قصة يتولى أطرافها فضح بعضِهم البعضَ على الملأ.

إعلان