لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

 تجديد الثقة بالرئيس السيسي

د. أحمد عمر

تجديد الثقة بالرئيس السيسي

د. أحمد عبدالعال عمر
07:02 م الجمعة 28 مايو 2021

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بالنسبة للكثير من أبناء جيلي الذين ولدوا في منتصف سبعينيات القرن الماضي، أظن أن الرئيس عبد الفتاح السيسي هو الرئيس الوحيد الذي صُنع- مجازًا- على عيوننا، وتربطنا به علاقة خاصة، ولذا وضعنا في شخصه ثقة كبيرة، ووضعنا على سنوات حكمه آمالًا وطنية عظيمة.

فنحن لم نعرف الرئيس عبد الناصر إلا من كتب التاريخ، ومع ذلك شعرنا بمحبة كبيرة له، وقدرنا فيه- رغم أخطائه- نزاهته الشخصية، وطموحه الوطني، ورغبته الأكيدة في تغيير واقع مصر والمصريين إلى الأفضل.

أما الرئيس السادات، فلم ننتبه لوجوده في صبانا الباكر إلا صبيحة يوم استشهاده، الذي كان حدثًا فارقًا في حياتنا، تيقظ معه وعينا السياسي وبدايات اهتمامنا بالشأن العام. ومع مرور الوقت عرفنا أن له ما له وعليه ما عليه، ويكفي أنه- ربما- دفع باستشهاده ثمن أفدح أخطائه.

أما الرئيس مبارك، فقد مرت السنوات العشرة الأولى من حكمه، ونحن نحاول فهم العالم من حولنا، وتحديد خياراتنا الوجودية والمهنية، فلم ننشغل به أو نشعر تجاهه بأي مشاعر حب أو كراهية.

ولكن مع بداية السنوات العشرة الثانية من حكمه، وحتى تنحيه عام 2011، تبين لنا حجم الفساد والخراب الذي مارسه نظام حكمه في الاقتصاد والثقافة والمجتمع المصري، وكيف قام هو ورجاله بتقزيم وتجميد كل شيء في مصر، لتمرير مشروع توريث الحكم إلى نجله.

وفي سياق كل ذلك التردي في زمن حكم مبارك، أدركنا أنه كُتب علينا أن نعيش أفضل سنوات عمرنا قوة وطموحًا وفعالية، في ظل أسوأ نظام حكم مرَّ على مصر في تاريخها الحديث والمعاصر، وأكثرها فسادًا وجمودًا وهدرًا للفرص والإمكانات ولدور مصر ومكانتها الإقليمية.

أما الرئيس عبد الفتاح السيسي، فمع المقدمات الأولى لثورة 30 يونيو، وبروز نجمه في سماء الوطن كوزير للدفاع، بعد انحياز الجيش إلى مطالب الشعب، ونجاحهما معا في القضاء على حلم جماعة الإخوان في حكم مصر، قلت في نفسي، ومعي الكثيرون من حولي:

هذا هو الرجل الذي نريده رئيسًا لمصر، ومؤسسًا لمرحلة جديدة في تاريخها المعاصر، تقوم على المكاشفة والمصارحة والمصالحة بين السلطة والشعب، وتتوزع فيها الحقوق والواجبات بين القيادة والقاعدة، وتُدار فيها البلاد إدارة استراتيجية بعيدة المدى لإنجاز مشروع تقدم وطني شامل، يتم فيه ترميم وإصلاح ما تصدع وخرُب في اقتصاد وثقافة ووعي وفكر وأخلاق المصريين، عبر عقود من حكم الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك.

وفي ذلك الوقت، تمنيت للرئيس عبد الفتاح السيسي المصري الوطني، ابن حي "الجمالية"- الذي جاء للحكم في أكثر فترات تاريخنا الوطني المعاصر هشاشة وتعرضًا للتهديدات والمخاطر الداخلية والخارجية- أن يُعيد بحكمه لمصر تجربة الوزير "بدر الجمالي" الذي جاء إلى مصر في أعقاب الشدة العظمى المستنصرية، فعينه المستنصر وزيرًا له، وعهد إليه بمهمة إعادة الأمن والنظام إلى البلاد، والقضاء على الفتن والاضطرابات.

وقد تمكن بدر الجمالي بما عُرف عنه من شجاعة وعزم وحسم من إعادة النظام إلى مصر في فترة وجيزة، لم تتجاوز ثلاث السنوات (466 – 469هـ).

ثم وجه اهتمامه إلى إصلاح أنظمة الدولة الإدارية والعسكرية والدينية، فصنع مجده التاريخي، وأنقذ الدولة الفاطمية من السقوط، وأعاد إليها شبابها.

وأظن أن الرئيس السيسي قد نجح في سنوات حكمه السابقة في تحقيق الكثير من تلك الأحلام، وفي أن يُثبت استحقاقه للآمال الكبيرة التي وضعها قطاع عريض من المصريين عليه.

ويكفي أنه نجح على المستوى الأمني في ردع جماعة الإخوان المسلمين ومن يقف خلفها من قوى إقليمية ودولية.

كما نجح في إعادة بناء المؤسسات الأمنية، والتصدي للعمليات الإرهابية التي استهدفت مصر بكثافة منقطعة النظير، بعد 30 يونيو، وبالتالي حماية الدولة المصرية من مصائر سوريا والعراق وليبيا والصومال وأفغانستان واليمن.

أما على المستويين الاقتصادي والاجتماعي، فقد أظهر الرئيس، عبر سنوات حكمه - عمق اطلاعه على جميع ملفات الدولة المصرية وأزماتها، ووجد أن إنقاذها وإعادة بناء الدولة ومؤسساتها لن يكون إلا بالمواجهة الحاسمة، والمعالجة الجذرية للمشكلات الاقتصادية والاجتماعية المتراكمة منذ عقود طويلة.

وهنا نجد الدافع الكامن خلف الكثير من القرارات والإجراءات الاقتصادية القاسية التي اتخذها الرئيس في فترة ولايته الأولى خاصة، والتي أثرت إلى حد كبير في شعبيته بالشارع المصري، وخلقت له كثيرًا من الخصوم والمعارضين، ومع ذلك لم يتردد لحظة في استكمال تلك الإجراءات التي ثبت لنا جميعًا أهميتها، وأنها كانت تدخلا جراحيا لا غنى عنه للحفاظ على وجود وحياة واقتصاد الدولة المصرية، وبتر عوامل ضعفها وفشلها، وإعادة بناء بنيتها التحتية والمؤسسية والعسكرية.

أما على صعيد العلاقات الخارجية، فقد نجح الرئيس السيسي ونظام حكمه نجاحًا منقطع النظير؛ حيث أعادت مصر بناء حضورها ودورها، وعلاقاتها وتحالفاتها الإقليمية والأفريقية والدولية، بما يخدم مصالحها، ويُحقق أهدافها، ويحمي ثوابت أمنها القومي.

وكل تلك النجاحات تُثبت أن الرئيس السيسي زعيمٌ مصريٌ وطنيٌ نزيهٌ وشجاعٌ، يستحق تجديد ثقتنا بشخصه ونظام حكمه، وبخياراته وسياسته الداخلية والخارجية؛ لأنه يُدرك جيدًا قيمة هذا الوطن وحجم المسؤولية التاريخية والوطنية التي وضعها المصريون على شخصه ونظام حكمه، ويمتلك من المعرفة والوعي والصدق مع الله والنفس والناس ما يجعله أهلًا لها.

إعلان