إعلان

جمع 70 مليار دولار من بداية العام.. أمريكا تطل على الاقتصاد العالمي بـ"ريانها"..!

عبدالرحمن شلبي

جمع 70 مليار دولار من بداية العام.. أمريكا تطل على الاقتصاد العالمي بـ"ريانها"..!

عبد الرحمن شلبي
07:00 م الخميس 15 أبريل 2021

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

إبحث عن لوجو مصراوي داخل الموقع يومياً خلال شهر رمضان للفوز بجائزة

تسجيل الدخول

التحول الذكي أو الرقمي.. هكذا بدأت وتيرة التحولات العالمية في التسارع نحو التحول إلى العالم الذكي أو الرقمي.. ساعد ذلك جائحة كورونا التي أجبرت الجميع على العمل من منازلهم عبر الوسائل التكنولوجية.. ربما لو سمعنا تلك الجملة قبل 10 سنوات من أحد، لقلنا إنه مختل عقليًا، مريض يجب الزج به داخل مستشفى الأمراض النفسية والعصبية هناك في العباسية.. لكن لأن الأمر جاء فجأةً وإجباريًا.. تقبلنا الوضع وبدأنا نتعامل معه، بل بدأت حكومتنا في التسارع نحو التكنولوجيا والعالم الرقمي رغم الملاحظات العديدة في ملفات مهمة منها التعليم الذي دفع التحول الرقمي فيه إلى حالة من التخبط لدى الأسر، بل وصل الأمر إلى الوزير نفسه..!.

الفكرة لم تكن وليدة، فالتحول الرقمي بدأه الدكتور أحمد نظيف رجل الحكومة الإليكترونية منذ أن كان وزيرًا للاتصالات، فالحق يقال إنه صاحب الفكرة، وهو أول من فكر وأبدع في تحول الإدارات الحكومية إلى إدارات ذكية عبر قريته الذكية التي كان عليها انتقادات عدة وقت تنفيذها والحديث عنها.. كل هذا الحديث ليس موضوع مقالي الآن، لكن العالم يتحول إلى عالم رقمي.. هو موضوعي.

قبل أسابيع قليلة وأنا أتابع البورصات الأمريكية أصابتني حالة من الدهشة عندما يبدع المستثمرون في جمع الأموال، فتقع الكارثة ربما لا يمتد تأثيرها على الجانب المحلي فقط، بل عالميًا.. ففي الولايات المتحدة ومع أزمة كورونا ووجود العديد من الأموال التي تبحث عن استثمار، وإلا ما كانت عملة غير موجودة جذبت ما يقرب من تريليون دولار، هنا أتحدث عن البتكوين.. وفي وقت قريب ستنهار تلك العملة وتبدأ عمليات تبخر الأموال، لكن التبخر لن يكون له تأثير على حركة الأسواق أو الاقتصاد هناك فقط، بل سيكون تأثيره على حاملي تلك العملة الوهمية التي سيصاب بعضهم بالأمراض المزمنة.. ولكنَّ هناك دائمًا فائزين في الحروب.. عندما تبدأ عمليات التبخر سيهرب جزء ليس بقليل من تلك الأموال إلى قطاعات أخرى.. ربما يذهب البعض للقطاعات الأكثر ضمانًا..عقارات بنوك أو حتى الذهب..

لكن الجديد أن قناصين الفرص ربما يرسمون الآن خططهم لجذب تلك الأموال الهاربة من البتكوين وغيرها إليهم، كيف ذلك وما الخطورة؟!.. يتم ذلك عبر شركات "الشيك على بياض"، من الاسم ربما نستطيع معرفة المعنى.. شيك على بياض "بالعربي كده كارت بلانش خد فلوسي واعمل اللي أنت عايزه".. هناك شركات في العالم تحديدًا في الولايات المتحدة جمعت 70 مليار دولار في 4 أشهر وفق بيانات بلومبرج وعددها نحو 200 شركة أسست تحت اسم "شيك على بياض"، ما دفع بل جيتس مؤسس شركة "مايكروسوفت" إلى قول هناك جنون في تلك الشركات؛ لأنها لا تفكر بالأرباح من الشركات التي تستهدفها، وأغلبها لم تحقق عوائد، فكيف تستطيع جمع كل تلك الأموال؟!.

هذه الشركات تطرح نفسها للاكتتاب العام لجمع الأموال كخطوة أولى، ثم تبدأ في الاستحواذ على الشركات الأخرى التي ترغب فيها، وهي أشبه الآن بما يحدث في قطاع العقارات من البيع على الماكيت، والتي ولد الكثير من الأزمات والمشكلات.. بل يعيد لأذهان الجميع قصة الريان وتوظيف الأموال عندما جمع أموال المصريين؛ لاستثمارها، ثم انكشف وضعه المالي؛ ليسقط المئات ضحايا لعمليات النصب أو شركات توظيف الأموال.. ففي عام 1985 انتشرت تلك الظاهر لكن مع وجود سيولة تبحث عن استثمار مع طباعة الدول نقودًا، وتحديدًا في عام 2015 تم تأسيس 223 شركة من شركات الشيك على بياض في الولايات المتحدة.

الخطير في الأمر أن تلك الشركات تجمع أموال الغير، وتستثمرها بعد ذلك دون ضوابط كاملة، ربما تسبب أزمة عالمية جديدة أشبه بتلك التي حدثت عام 2008 الفقاعة العقارية الأمريكية.. فالآن تطل علينا بريانها..!.

من ضمن العيوب أن هذه الشركات يتم تصفيتها خلال سنتين، وعند الطرح وجمع الأموال لا تحدد الشركة التي يمكن الاستحواذ عليها، فهي تعتمد فقط على الثقة في اسم رجل الأعمال الذي طرح الشركة.

شركات الشيكات على بياض لا يوجد لديها نشاط تشغيلي محدد بعينه، وإنما تقوم على الاستحواذ على شركة قائمة، حيث يتم تشكيل شركات استحواذ بغرض خاص، وهي شركة لا تعمل في مجال محدد سواء صناعيًا أو زراعيًا أو خدميًا أو تجاريًا، بل يكون الغرض من تأسيسها هو الحصول على شركة قائمة لشرائها والاندماج معها والظهور في السوق بنفس الاسم أو بمسمى جديد.

التخوف الآن من أن يمتد ريان الولايات المتحدة الأمريكية إلى السوق المصري ومستريح البتكوين خير دليل على ذلك.. لذا يجب الحذر ووضع الضوابط والمتابعة من قبل الجهات الرقابية "قبل الفاس ما تقع في الراس..".

إعلان