إعلان

من القاهرة والخرطوم: الرسالة قبل الأخيرة لإثيوبيا

محمد حسن الألفي

من القاهرة والخرطوم: الرسالة قبل الأخيرة لإثيوبيا

محمد حسن الألفي
04:19 م الأربعاء 03 مارس 2021

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

إبحث عن لوجو مصراوي داخل الموقع يومياً خلال شهر رمضان للفوز بجائزة

تسجيل الدخول

محمد حسن الألفي

ما كان مستحيلا- لولا الزيارة الحمقاء لمجموعة مصريين تحت اسم وفد الدبلوماسية الشعبية؛ هتافا وتأييدا للدولة الإثيوبية في بناء سد الألفية (النهضة حاليا) - صار حقيقة مهددة للوجود ومكلفة لكل من مصر والسودان.

ولسنوات طويلة حتى سقوط حكم البشير الموالي للإخوان والمتلون، سُمح للطرف الإثيوبي المراوغ بالتلاعب واستهلاك الوقت، ومواصلة بناء سد يحرم المصريين والسودانيين من حق الحياة.

سد سيقتل عشرين مليون سوداني عطشا وجوعا، وفق تصريحات الدكتورة مريم الصادق المهدي، وزيرة الخارجية السودانية، في المؤتمر الصحفي بالقاهرة مع سامح شكري، وزير خارجية مصر.

وبالطبع سوف يتعرض مائة مليون مصري لخطر داهم في الشرب والزراعة ومناحي الحياة كافة.

عشر سنوات من التفاوض، ومن الصبر، ولا يزال العناد والتعنت الإثيوبي يتضاعف، ولا يقتصر الأمر على سرقة مياه نهر دولي عابر عددا من الدول، بل تمتد يد الجشع للاستيلاء على أراضٍ سودانية حدودية.

مع الملء الإثيوبي الأول وتعرض المواطنين السودانيين للخطر، وتهديد سد الرصيرص، استشعرت السودان ملامح الكارثة إن سكتت على الملء الثاني، يوليو القادم.

من ناحيتها، لا تكترث إثيوبيا بما تحذر منه مصر ولا السودان، وأمامها هدف واحد ليس غيره، هو خلق أمر واقع نهائي.

حين يتم الملء الثاني ستجد مصر والسودان أنهما تحت عدوان حياة أو موت. التزام الصبر والعقل انتحار. لا بد إذن من التحرك المشترك، نحن في مارس، وتتبقى أربعة أشهر، وتكتمل الجريمة الحبشية.

في هذا السياق، يمكن فهم خطورة وأهمية، بل جدية الزيارات المتبادلة بين مسئولين رفيعي المستوى بين البلدين المعرضين للخطر. أخطر الزيارات ونتائجها كانت زيارة رئيس الأركان المصري وتوقيع اتفاقيات عسكرية وصفتها المصادر السودانية بغير المسبوقة، وفي القاهرة كانت لقاءات وزيرة الخارجية السودانية في حكومة الدكتور حمدوك كاشفة عن ارتياح كامل للتنسيق والتشاور والتعاون.

التقت الوزيرة المفوهة بالرئيس السيسي، والتقت بوزير الخارجية سامح شكرى، ومن الكلمات المتبادلة والإجابات عن أسئلة الصحفيين، نستشعر تحركات وخطوات لازمة لكبح جماح الأحباش.

الخطاب السياسي المصري طول الوقت هو شراء الصبر والتعامل به، وحتى في المؤتمر الصحفي مضى سامح شكري يؤكد علي التفاوض، كما تحدثت مريم الصادق المهدي عن أشقائنا في إثيوبيا.

باب التفاوض مفتوح، هو عمل سياسي، وقرار الضرب أيضا عمل سياسي.

ليس يخفى عن القيادة السياسية المصرية أن الشعب المصري فاض به، ويرى إثيوبيا تكذب، وتراوغ، ومن غير المنطقي أنك تواصل التحدث مع أصم عشر سنوات، يدعى الصمم!

لا يضغط الشعب على حكامه لوجود عقد من الثقة العميقة الراسخة: قالها السيسي في٣٠ ديسمبر ٢٠١٥:" متخافوش على النيل. مضيعتكوش قبل كده. علشان أضيعكم دلوقتي".

القانون الدولي في صفنا، وحق الحياة حق مطلق لنا، ويا سارق مائي، سأصليك بناري!

مرة أخرى، ينبغي النظر إلى الاتفاقيات العسكرية الأخيرة بين الشقيقتين على أنها الرسالة شبه الأخيرة لحكومة إثيوبيا.

إعلان